تدخل امريكي في مشاروات تشكيل الحكومة الاسرئيلية الجديدة / د. هاني العقاد

د. هاني العقاد ( فلسطين ) الأحد 22/9/2019 م …




سقط نتنياهو سقوط مدو بالرغم من ان الفارق بين الليكود وابيض ازرق فارق ليس كبير وهو مقعد او مقعدين الا ان تكتل اليمين الذي يراهن عليه نتنياهو مني بهزيمة نكراء ايضا قد تحدث هزة كبيرة في اسرائيل وواشنطن بسبب ذهاب اليمن وزعيم اليمين “نتنياهو” الي البيت وقد يكون الي السجن وفشل اليمن يعني فشل التطرف وفشل كل الاجندات التي تدعم هذا النهج .”نتنياهو” لم يقبل هذا الفشل بعد لذا استنجد بالامريكان لدعمه في الوصول الي حكومة وحدة وطنية تضمن له حصانة لفترة زمنية ما وهذا فد لا يحدث الان لان لا احد من زعماء ابيض ازرق يوافق حتي الان ان يدخل في حكومة وحدة وطنبية مع الليكود مع بقاء نتنياهو في الحكم . كان متوقعا سقوط نتنياهو وكان متوقعا ان يكابر ولا يعترف بهذا السقوط لان اعترافه بهذا السقوط وتسليمه يعني كل ملفات الفساد ستفتح وتوجه له لائحة اتهام بالعيديد من التهم التي جاءت في المفات التي اغلقت في الماضي بسبب الحصانة التي وفرها له منصبه . عندما يخسر نتنياهو يخسر ترامب فهم في حدة التطرف وجهان متساويان واقول ان ترامب تبني رواية نتنياهو كاملة فيما يخص الصراع وبالتالي اعطي نتنياهو الضوء الاخضر ليقدم علي تنفيذ مخطط متفق عليه لتصفية القضية الفلسطينية وساعده ترامب في هذا باخراج اهم قضاياها من دائرة المفاوضات المستقبلية واولها القدس واللاجئين .

بخسارة نتنياهو بات واضحا ان المجتمع الاسرائيلي ادرك ان هذا الرجل كاذب وقد ياخذ اسرائيل الي متاهة متعددة الممرات لن توصلهم الي مخرج امن في النهاية , يتطرف بعلاقتة مع الفلسطينين ويجعل العيش مستحيلا وبدا ينفذ مخطط حرب بالوكالة في الاقليم , ولم يستطيع توفير الامن للمستوطنين بحواف غزة بالرغم من وعده لهم “اذا ما صوتوا له فانه سيدمر حكم حركة حماس في غزة” , لكن المهم في كل هذه الخسارة هي صفقة القرن التي تلقت ضربه خطيرة بخسارة نتنياهو فلم يعد تاجيل نشر بنود الخطة الامريكية ينفع من الان فصاعدا وهذا لا يعني ان من سيشكل الحكومة اي “بيني غانتس” رئيس حزب ابيض ازرق يرفض الصفقة لكن المعطيات تقول ان حلفائه في الائتلاف قد لا يوافقوا علي ما وافق عليه نتنياهو من ضم وفرض للسيادة الاسرائيلية علي غور الاردن وشمال البحر الميت وخاصة بعد تصاعد حدة التهديدات لاسرائيل من الكثير من دول العالم الاوربية والعربية ونسف كل الاتفاقيات السابقة مع العرب وخاصة اتفاقية “وادي عربة مع الاردن ” و”كامب ديفيد مع مصر” . ما يعني واشنطن الان ان من يشكل الحكومة الاسرائيلية الجديدية يقبل بالصفقة وان كل مشاوراته لا تاتي علي رفض الصفقة او اعاقة نشرها خلال المرحلة القادمة مع ان واشنطن تدرك تماما ان اكثر من نصف بنود الصفقة قد تم تطبيقها فعليا علي ارض الواقع في عهد نتنياهو .

جيسون غريمبلات وصل الي اسرائيل اليوم التالي لظهور النتائج النهائية للانتخابات وثبوت تفوق ابيض ازرق على الليكود واحتمالية تكليفه من قبل رئيس دولة الكيان بتشكيل الحكومة , جيسون غريمبلات جاء لمهمة خطيرة وهو المحاولة بكل الطرق اقناع الفرقاء في اسرائيل تشكل حكومة وحدة وطنية يقودها الحزبين الكبيرين ابيض ازرق والليكود “نتنياهو وبين غانتس ” وان فشل في ذلك فانه سيناقش مع رئيس حزب ابيض ازرق الصفقة الامريكية والوقت المناسب لاعلان بنودها وقبولها كما هي واستكمال الدور الذي بدأه نتنياهو مع واشنطن , وهذا يظهر ان واشنطن اصبحت الوصي علي اسرائيل في كل شيئ حتي تشكيلة حكومتها القادمة والتي بالتاكيد تريدها بمقاسات تناسب رؤية الرئيس ترامب نتنياهو في المنطقة . غريمبلات جاء مكلف من البيت الابيض علي وجه السرعة الي اسرئيل لثبوت ان نتائج الانتخابات ابعدت رجلهم بعيدا عن المشهد السياسي في اسرئيل وقد يكون مستقبله السياسي انتهي تماما , لا اعتقد ان واسنطن ستنجح في انقاذ نتنياهو لذلك ليس لدي واشنطن اي مشكلة في التعامل مع اي رئيس حكومة اسرئيلي جديد وخاصة “بيني غانتس” بالرغم من التجاهل الذي ساد لبيني غانتس خلال الفترة التي سبقت اجراء الانتخابات في اسرائيل بالرغم من ان نتنياهو لعب دورا قذراً لدي ادارة ترامب وحرض علي خصومة في المعسكر الاخر اي اليسار والوسط .

ما بات مفهوما ان واشنطن تتدخل الان ومنذ اليوم الاول لصدور نتائج الانتخابات في اسرئيل في مناقشات تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة وحتي في مرحلة التوصية لرئيس الدولة من قبل الكتل المركزية ليكلف احد الاحزاب الكبيرة بتشكيل هذه الحكومة لكن المؤكد ان رئيس الدولة سيكلف بيني غانتس رئيس ابيض ازرق باجراء المشاورات لتشكيل الحكومة الاسرئيلية ولن تنجح واشنطن في اقناع احد في اسرائيل بعودة نتنياهو ضمن حكومة وحدة وطنية فان وافقت الكتل المركزية علي حكومة وحدة لن توافق علي عودة نتنياهو لان عهد نتياهو انتهي . تدخل واشنطن في تشكيل الحكومة الاسرائيلية الان لن يحقق نجاح باي شكل كان سوي الحفاظ علي ماء وجه الولايات المتحدة الامريكية وأبقاء صفقة القرن علي الطاولة في المناقشات الداخلية في اسرائيل وبعد تشكيل الحكومة واستكمال تطبيق ما تتضمنه من بنود الي حين اعلانها لذا استبعد ان تعلن ادارة ترامب بنود الصفقة الان وقد تؤجل اعلانها لما بعد تشكيل حكومة اسرئيل الجديدة .

Dr. [email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.