بيان ” الإتحاد البيروتي ” حول العمل الإرهابي في باريس … وتعقيب الدكتور سعيد النشائي على البيان

 

 

الأردن العربي ( الأربعاء ) 14/1/2015 م …

** موقع ” الأردن العربي ” ينشر البيان وتعليق الدكتور النشائي للإطلاع ، وكلاهما ( البيان والتعقيب ) ، لا يعبّران عن رأي ” الأردن العربي ” بالضرورة .

أولا : البيان

الاتحاد البيروتي                                                       

بيروت في 12  كانون الثاني 2015

الارهاب بين عقليتين مختلفتين مستمر ومتطور

أدلى رئيس الاتحاد البيروتي الدكتور سمير صباغ بالتصريح الاتي:

أثار الارهاب مجدداً ” الاسلاموفوبيا ” بين الفرنسيين. استنفرت الاجهزة الامنية الفرنسية والاوروبية عموما لمواجهته. فتداعى زعماء أوروبا للتضامن مع فرنسا لانهم يعلمون بأن الدور أتٍ عليهم. هذا التوثب الجديد للارهاب المنتحل صفة الاسلام هو من صنع أيديهم. فمنذ أن نشأت اسرائيل وارهابها يتوالى في طول الوطن العربي وعرضه، ومن أسباب العقلية الاستعمارية ومن انشاء اسرئيل وحروب السويس والجزائر، ثم حروب العراق وليبيا وأخيرا وليس آخرا حرب سوريا، كلها كانت السبب في السياسة الاستعمارية الفرنسية التي أدت في ما أدت اليه هذه الموجة الارهابية. طبعاً نحن ندين اللجوء الى العنف ولكن لا بد من ملاحظات عدة نجدها في احداث صحيفة شارلي ايبدو وفي متجر اللحوم اليهودي في احدى ضواحي العاصمة باريس .

·        الملاحظة الاولى، إن هذه الجريمة التي أرتكبت بحق صحيفة ساخرة ، سخرت من الرسول العربي غير آبهة بشعور ثلث سكان المعمورة المنتشرين في العالم ومنهم سبعة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا. هذه المعركة تقع اليوم بين عقليتين مختلفتين. ” القيم الاوروبية ” وهي التي انطلقت من مبادئ الثورة الفرنسية ” حرية. مساواة. أخوة “، وتضمنت من جملة ما تضمنته حرية التعبير والعلمنة أي فصل الدين عن الدولة، بمعنى آخر فان الفرنسيين باتوا غير مبالين اذا ما تعرض أحدهم لسخرية من السيد المسيح أو من القديسين والباباوات، فهم علمانيون وأيضا متمسكون بحرية الرأي والتعبير وبنفس الوقت وعلى نفس الارض يعيش معهم 7 ملايين مسلم متمسكين ” بمقدساتهم وقيمهم “. يثورون أمام كل ما يسيئ الى معتقداتهم ومقدساتهم فكيف يستقيم الوضع بين هاتين العقليتين المختلفتين؟ اذا لم تردم بطريقة أو أخرى الهوة بينهما فان حوادث مماثلة يمكن أن تقع بشكل دائم مهما اتخذت فرنسا وأوروبا من إجراءات أمنية إحترازية.

·        الملاحظة الثانية، فهي أن الزعماء الاوروبيين الذين ساروا متضامنين مستنكرين موجة الارهاب هذه كانوا يسيرون جنباً الى جنب مع الارهابي الاول نتنياهو. في غزة بالامس إعتدى نتنياهو وزبانيته على الابرياء في فلسطين ونقول الابرياء ولا نقول المقاتلين لان الحمم الاسرائيلية انصبت في تلك الحرب على الاطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين دون أن نذكر بقية الحروب التي توالت على العرب جميعا منذ عام 48 وبشماته وقحه طالب نتنياهو اليهود الفرنسيين بالانتقال الى دولتهم اليهودية فهي ملاذهم الآمن. 

·        الملاحظة الثالثة، هي أن هذا الارهاب التكفيري الذي قامت به عصابات لا علاقة للاسلام بها وقعت في بيروت وفي باريس وفي توقيت واحد مشبوه. إن ما جرى في جبل محسن منذ يومين دليل ساطع على أن الارهاب ” التكفيري الجهادي ” يندفع باتجاه كل الامكنة التي حولها الى ساحات جهاد.

إن ما يهمنا في لبنان هو العمل في آن واحد من أجل مواجهة هذا الارهاب بما يلي: أولا ضرورة تمتين الوحدة الوطنية، وثانياً دعم الجيش والوقوف وراءه بصلابة وقوة، وثالثاً وضع خطط انمائية شاملة تواجه إغراءات القوى التكفيرية، ورابعاً قيام الشعب والحكومة باجراء ثورة ثقافية تعنى بتقوية مناعة المجتمع من النواحي الاجتماعة والدينية والانسانية. وأخيراً حثْ الدوائر الدينية في الازهر الشريف وفي دار الفتوى في لبنان للقيام بإصلاحات دينية جذرية معبرة تفضح أفكار وممارسات الحركات التكفيرية.

الاتحاد البيروتي

…………………………….

** تعقيب الدكتور سعيد النشائي

بيان جيد وفى أطاره العام يسعى إلى مواجهة الإرهاب التكفيرى ووحدة اللبنانيين فى مواجهته. ولكن البيان به عد من الأخطاء والمغالطات:

1- يدعى البيان أن المسلمين فى فرنس حوالى 7 مليون وهذا غير صحيح. أولا لأنة من الصعب تحديد هذا الرقم لأن فرنسا كدولة علمانية وديموقراطية متحضرة( رغم أن حكامها إمبرياليين منحطين) ممنوع سؤال شخص عن دينة. لذلك لا توجد إحصائيات رسمية فى هذا المجال والإحصائيات الغير رسمية تقدرهم بحوالى 2 مليون وليس 7 مليون. وبالطبع ذلك لا يقلل من قيمتهم أو أهميتهم

2- فرنسا مثل دول أخرى ناضلت شعوبها طويلا من أجل إنتزاع حقوقها الديموقراطية وإقرار حرية الفكر والعقيد وهو ما لم نحقق منه نحن أي شيء رغم النظم مدعية التقدمية والإشتراكية والحرية كذبا. فهل المفروض أن يخضع الشعب الفرنسي وأدواته الإعلامية للمهاجرين القادمين من دول مضادة للديموقراطية ولحرية الفكر والعقيدة ؟ أم العكس؟

3- الكلام عن مجلة شارلى أنها مجلة تسيء للرسول ينم عن جهل شديد. فهذه المجلة 95% من رسوماتها تهاجم الإمبريالية والعنصرية والإستغلال الرأسمالي البشع وهى أشياء لا نستطيع ممارستها فى بلادنا خصوصا تحت حكم الجرثومة الصهيونية قطر وعصابة آل سعود وأمثالهم بشكل خاص. أما الباقي فى شارلى فمعظمة ضد الأنظمة العربية البشعة مثل عصابتي قطر وآل سعود وأمثالهم. والباقي القليل جدا يتناول بالنقد كل الأديان وكل الرسل وليس الإسلام ومحمد فقط فإذا لم يعجبني ذلك فعلى أن أمتعض أو أكتب ضد ذلك أو أرسم ضده لا أن أقتل أو أؤيد قتل فنانين موهوبين خرجت فرنسا والعالم كله دفاعا عنهم. هنالك مجلة مشابه لشارلى فى تركيا ويصدروا أعداد مشتركة

4- المظاهرات المليونينه هى تعبير شعبى للدفاع عن الديموقراطية والحرية وإذا كان بعض مدعى الثقافة المتخلفين فى بلادنا ضد هذا فهذا من خيبتهم السوداء وفشلهم فى تحقيق أى شىء من ذلك لشعوبهم وفاشستيهم المنحطة مثلهم

5-إذا كان حقا دافع هذه الجريمة من جانب مثل هذه التنظيمات الصناعة الإمبريالية الصهيونى هى غضبا للرسول فما هو تفسير جرائمها فى سوريا والعراق وهى أكبر وأفظع وماذا عن أمثالهم الذين قتلوا أكثر من 100 تلميذ فى باكستان وأمثالهم الذين فخخوا طفلة عمرها 10 سنوات ونسفها فى سوق لقتل أكثر من 20 شخص, والقائمة لا تنتهى لهؤلاء الخونة والعملاء المأجوريين لحساب الإستعمار والصهيونية وأعداء للبشرية

6- الصف الأمامى للمظاهرة المليونية فى باريس مقزز جدا فهو لا يحتوى هولاند رئيس أحد الدول التى صنعت وتستخدم هذه التنظيمات الفاشستية وأمثاله فقط بل أيضا الجزار الصهيونى نتنياهو والخائن المتصهين محمود عباس

7-عندما يعود البيان إلى لبنان يستيقظ من نومه ويدرك أن هذا الإرهاب الأسود عميل الإستعمار والصهيونية يضرب فى لبنان وليس بسبب الرسول ولكنه يضرب المسيحين ويضرب الشيعة بالسنة والسنة بالشيعة وكل الملل ببعض لصالح الإستعمار والصهيونية, وكل ذلك من أهداف الإمبريالية والصهيونية ويدعو البيان إلى الإبتعاد عن ذلك وهذا جيد ولكن الطريق الوحيد الصحيح له هو الديموقراطية وحرية الفكر والعقيدة اللتان ينتقدهما البيان مع الأسف فى أول نقاطه

سوف تنتصر الشعوب فى بلادنا وفى البلدان الأخرى ليس فقط على الإرهاب التكفيرى عميل الإستعمار والصهيونية ولكن على كل أشكال الظلم وإعتداء الإنسان على أخيه الإنسان

ا.د.سعيد صلاح الدين التشائى

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.