نَصّ حوار ( د. بهجت سليمان ) مع قناة ” المنار “
الأردن العربي ( الإثنين ) 14/9/2015 م …
س1: دعني أبدأ معك سعادة السفير من الملفات الداخلية، وتحديداً من ملف هجرة السوريين، ما هو تشخيصك لهذا الملف الساخن؟ ولهذا الواقع، حيث أن عشرات الآلاف من السوريين يقومون بالهجرة إلى أوربا، فما هي أبعاد وخلفيات هجرة السوريين هذه، وتحديداً في هذا الوقت؟.
ج: بداية لا بُدّ من توجبه الشكر الكبير لصوت المقاومة الأول في هذا الشرق العربي ( قناة المنار ) وتوجيه الشكر لك شخصياً كإعلامي متميز أستاذ عامر.
نعم إنّ قضية الهجرة واللجوء هي قضية ساخنة الآن، ولكن كما تفضلت علينا أن نعود إلى خلفياتها، فهذه المسألة هي إحدى إفرازات الحرب العدوانية الكونية الإرهابية الصهيو- وهّابية على سورية، وبالتالي علينا أن نبدأ ليس من البداية بل من النهاية، فمعروف عبر التاريخ بأنّ هناك عوامل جذب وعوامل نبذ بالنسبة لمواطني أي بلد في العالم، فعوامل الجذب هي كثيرة في البلدان الغنية وفي البلدان المتطورة، وعوامل النبذ كذلك هي كثيرة في البلدان الأقل تطوراً والأقل ثراءً، وبالتالي هذه ظاهرة تاريخية، ولكن ما جرى ويجري في سورية منذ خمسة أعوم وحتى الآن هو خارج هذا الإطار، فهو لا يندرج تحت إطار عملية الجذب والنبذ إلّا فيما ندر، ولكنه يندرج في إطار الحرب الكونية على سورية، وبالتالي هي مسألة مخططة.. ولنبدأ كما قلت من النهايات، من الطفل السوري إيلان كردي، فقد جرى مسرحة وإخراج ظهوره على شاطئ البحر لكي يكون تكأة وسلماً لأغراض تتعلق بمسالة اللجوء والهجرة.. قد تسألني كيف تقول بأنّها مسألة مسرحية وإخراج؟، فإذا لاحظت بأنه كان موجوداً على شاطئ البحر باتجاه معاكس، أي رأسه باتّجاه البحر، بينما كل الجثامين التي يلفظها البحر يكون رأسها باتجاه الشاطئ، ومع ذلك أخذت معظم وسائل الإعلام الإعلامية هذه الصورة ونشرتها، رغم معرفتها بأنها غير صحيحة، بمعنى أنه جرى منتجتها أو جرى إخراجها أو التلاعب بها، وهذا يعني بأنّ هناك هدفاً وغاية من هذه المسألة.
وعلينا أن نتذكر أنه قبل أن تبدأ الحرب الكونية على سورية في 18 آذار من عام 2011 بأشهر، جرى إقامة مخيمات على الحدود التركية –السورية، وجرى تحضير أراضي للمخيمات على الأراضي الأردنية، ومنذ ذلك الحين جرى العديد من محاولات الإغراء والترغيب والجذب لعشرات آلاف السوريين في المناطق الحدودية لكي يذهبوا إلى هذه المخيمات قبل قيامها وأثناء قيامها وبعد قيامها لكي تشكل عامل ضغط على القيادة الوطنية السورية في إطار الحرب التي تشن وستشنّ عليها.. فإذاً مسألة الهجرة هي مسألة مصطنعة بأغلبيتها… والغاية الآن من الهجرة هي تفريغ وتجويف الداخل السوري من كفاءاته الشبابية العلمية والعملية لزعزعة وتقويض البنيان الوطني السوري المجتمعي والأمني.. بما معنى عندما تفرّغ وطناً من شبابه ومن قدراته ومن طاقاته ومن كفاءاته، فأنت تدفع به بشكل أو بآخر لكي يكون هشاً ورخواً، وهذا هو السبب الأول.
أما السبب الثاني فهو: مطلوب رفد أوربا العجوز التي تعاني بشكل كبير من ضعف الولادات ومن قلتها، لذلك هي تريد إغراء واجتذاب عشرات آلاف لا بل مئات آلاف الشباب من سورية لكي يذهبوا إلى تلك القارة العجوز.. فهم يريدون رفد بلادهم بدم الشباب وبالكفاءات العملية والعملية وقد تكون هذه الكفاءات من الكهول، ولكن المفارقة الآن بأن عمليات جذب هؤلاء الشباب والكفاءات تتم تحت عنوان إنساني وأخلاقي، وهذا العنوان لا علاقة له بما يجري فهي لا علاقة لها لا بالأخلاق ولا بالإنسانية، بل لها علاقة بالعقل الغربي الاستعماري القديم والجديد، الذي يريد امتصاص خيرات شعوب بلدان العالم الثالث وتوظيفها لمصلحته، وإخراجها على أنها أعمال إنسانية وأعمال أخلاقية تعبّر عن التقاليد الاجتماعية والسياسية والأخلاقية الغربية، بينما هي عكس ذلك تماماً.. وهذه المسألة يجب ألا نخدع بها ، وتلك العنعنات وهذا الصراخ وهذا البكاء وهذا العويل، وقول السياسيين الغربيين وبأننا نتألم من أعماق أعماقنا، وأن قلوبنا تتقطع لهذه الآلام التي يعانيها السوريون في البحار وفي البراري وعلى الحدود، وهم في الحقيقة كاذبون، فهم سبب ذلك ولو كانوا صادقين فعلاً ولديهم مشاعر إنسانية وأخلاقية عليهم أن يعودوا إلى السبب لا إلى النتيجة.. فهذا التهجير هو نتيجة للحرب الكونية الصهيونية الوهّابية التي شُنّت على سورية.. ولو كانوا صادقين لتوقفوا عن هذه الحرب.. لو كانوا صادقين لقالوا الحقيقة، وقالوا أننا شَنَنَّا حرباً على سورية وكنّا نريد إسقاط دولتها الوطنية ووضع اليد عليها ولكننا لم ننجح، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف.. ولكن المسألة لم تقف هنا بل يجري رفدها حالياً بتصعيد عمليات الإرهاب الداخلي من خلال تكثيف عمليات قصف الهاونات وقصف المدافع (بما يسمى بمدافع جهنم في حلب) والغاية منها خلق بيئة طاردة للمواطنين السوريين، سواء في المناطق التي عجزوا عن احتلالها داخل الجمهورية العربية السورية، أو من خلال ضغوطات إنسانية هائلة داخل المناطق التي احتلوها، بحيث يريدون أن يمارسوا على تلك المناطق المحتلة من قبلهم نمطاً سياسياً يعود إلى العصور الوسطى، إن لم يكن إلى العصور الجاهلية وما قبل عصور الجاهلية.. وهذا كله يأتي في إطار هذا المخطط لكي تدفع عشرات الآلاف من الشباب ومن الطاقات الموجودة في سورية للهجرة والرحيل والنزوح.
س2: ضمن الملفات الداخلية أيضاً، أريد سعادة السفير أن أنقل إلى حضرتك نبض الشارع السوري، فضمن الملفات الداخلية الملحّة، يوجد ملفان هامان، هما : ملف الفساد، وأيضاً الملف الأمني، الذي يصب في سياق تخصص حضرتك خلال أربعة عقود من الزمن كما تحدثنا في المقدمة.
ففي الملف الأول هناك الكثيرون ممن ينتقدون آلية عمل الحكومة في العديد من المفاصل والتي تندرج بشكل أو بآخر بأنّ هناك بعض الثغرات داخل عمل الحكومة، وهناك مطالب شعبية كثيرة لتلبية حاجات المواطنين على سبيل المثال وليس الحصر (موضوع الكهرباء – موضوع المياه – غلاء الأسعار – ارتفاع سعر الصرف ) كل هذه المواضيع التي تندرج تحت بند هموم المواطن السوري بالإضافة إلى الهموم التي يعانيها من جرّاء هذه الحرب.. فلماذا لا توجد مقاربة شفّافة ومقاربة واضحة ما بين الدولة المواطن لمعالجة هذه القضايا الملحة ؟.
ج: مقولة الفساد موجودة منذ بدء التاريخ، بدليل أنّ شاعرنا الكبير، وهو يسمى فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة أبو العلاء المعري، قال منذ ألف عام:
وهكذا كان أمر الناس مُذْ خُلِقوا….. فلا يظن جهولٌ أنهم فسدوا
فقد ذكر كلمة الفساد، ذكرها منذ ألف عام، وقال مُذْ خُلِقوا… إذاً الفساد هو موجود منذ بدء الخليقة، وهو ليس ظاهرة جديدة، والمشكلة ليست في الفساد، بل في الموقف من الفساد، أي هي في الموقف الاجتماعي والحكومي والقانوني والتشريعي والأخلاقي والتقليدي.. فهذا هو الأساس، ولكن لم أرَ حتى الآن مقاربة موضوعية لمسالة الفساد، حتى من قبل الحريصين فعلاً على محاربة الفساد، ضمن الكثير من الكوادر الشريفة والنظيفة، لا يكفي أن يلعنوا الفساد أو أن يشتموا الفساد أو يشهّروا بما قد يسمعونه دون أن يكون لديهم دلائل أو قرائن أو براهين، فيقولون بأنّ هذا فساد وبأن الفساد قد عم.. إلخ، فالمفترض بالنخب الشريفة والمفترض بالطلائع الحقيقية أن تتكلم بوقائع وبحقائق وبقرائن، ولكن المسألة الأساسية هي مجموعة عوامل مركبة، فإذا أردنا فعلاً أن نقارب الفساد مقاربة موضوعية، فأولا الشيء الطبيعي بالنسبة لنا وللمقاربة الصحيحة هو أنه يجب التفعيل، وبالدرجات القصوى، لمؤسسات وهيئات الرقابة والتفتيش والمساءلة والمحاسبة، فهذا واجبها، ويجب تفعيلها تفعيلاً كاملاً ودقيقاً وموضوعياً.
أمّا ثانياً: فلكي نكون دقيقين فمن الطبيعي جداً أن نفرّق ما بين القيادة السياسية والعسكرية التي يقف على رأسها الرئيس بشّار الأسد، هذه القيادة التي تتفرّغ للقضايا الاستراتيجية الكبرى، وبالتالي هي منهمكة ليلاً ونهاراً بتأمين عوامل ومقومات الصمود الاستراتيجي والأساسي والمصيري لهذا الوطن في مواجهة هذا التحدي العالمي والإقليمي والأعرابي الذي نواجهه، فعندما نفصل ما بين هذه القيادة السياسية والعسكرية، وما بين السلطة الحكومية والإدارية التنفيذية المسؤولة عن معيشة الناس، وعن وسائل الحياة اليومية، فهذه السلطة هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن مقاربة الفساد ومعالجة الفساد، وبالتالي هي مسؤولة بشكل أساسي ومباشر عن هذه المسألة.. وعندما نقول الحكومة لا يعني فقط وزراء الحكومة، وإنما تعني الإدارات والمؤسسات الموجودة في الدولة من مدراء عاميين ومدراء مؤسسات وما شابه، فهم المسؤولون بشكل أو بآخر عن معالجة هذه الظاهرة وعن التقليل منها، فلا يمكن القضاء عليها نهائياً في هذا العالم، لأنه حتى في بلدان أوربا وفي بلدان أمريكا، هناك فساد بمئات مليارات الدولارات، لكنه فساد يعبّر عن درجة تطور تلك البلدان، وبالتالي يجري إخراجه بشكل متطور، أما الفساد في البلدان النامية فيجري إخراجه بشكل متخلف.. ولكي نكون موضوعيين فإنّ معالجة الفساد ومحاربته ومواجهته ليست مسؤولية الحكومة وحدها فقط، إنما هي مسؤولية المواطنين الشرفاء والنخب الشريفة، فعلى عشرات آلاف الشباب الموجودين الحريصين على مكافحة الفساد والحد منه ومواجهته، مِمّن يرون في أنفسهم القدرة والكفاءة والفاعلية والصدقية على مواجهة الفساد، أن يتنادوا وأن يعجموا عيدانهم وأن يحضّروا ما لديهم من معطيات حقيقية وأن يتآزروا وأن يتآلفوا لكي يقولوا للخطأ خطأ وللصواب صواب، إنما لا يكفي أن يعمموا التهم ذات اليمين وذات الشمال، وبالتالي على هؤلاء الشباب أن يكونوا عوناً ورديفاً حقيقياً للوطن، وأن يَخْتطّوا طريقاً، هذا الطريق يعبّر تماماً وينسجم مع مواقفهم الحقيقية، لا أن يأتينا فاسد وينادي بمحاربة الفساد.. فهناك الكثيرون من الفاسدين ومن المرتكبين ينادون بمحاربة الفساد، ثم يقولون (فالج لا تعالج) لماذا؟ لأنهم يريدون خلط الأمور ببعضها، لماذا؟ لأن خلط الأمور ببعضها يعني أن تساوي الصالح بالطالح، وعندما تساوي الصالح بالطالح، هي مرحلة أولى كي تصل إلى تبرئة الطالح وتجريم الصالح، لأن هذا الفاسد هو أكثر قدرة من الصالح على تغطية نفسه وتبرئة نفسه.. فهذه المسألة الحقيقة المحور الأساسي فيها هو عشرات آلاف الشباب الذين أثبتوا وطنية عالية في هذه المرحلة، لكن عليهم ألا يشتغلوا بشكل فردي بل عليهم ان يشتغلوا بشكل جماعي وبشكل متعاون ومتآلف ومتآزر لكي يحققوا صيغة ما بشكل أو بآخر يشيرون فيها إلى مواطن الفساد، وبالتالي في مثل هذه الحالة هم يجعلون من أنفسهم تيّاراً موجوداً داخل الوطن، هذا التيّار سوف يفرض نفسه على الجميع في هذا الوطن لكي يكونوا هم الطليعة القيادية في قادم الأيام وفي قادم الشهور والسنين، هذه الطليعة سوف تكون طليعة سياسية وحكومية، وهي التي ستكون مكلّفة بقيادة هذا الوطن وإخراجه من مستنقعات الفساد ومن غير الفساد، عندما يكونون جديين وجادين ويعملون بعقل جماعي وموضوعي، وأن يخففوا أو يبتعدوا عن رجس الكيدية ومن رجس الثأرية ومن رجس الأنانية ومن رجس المرارة، وعندها سوف يكونون هم قادة المستقبل على الصعيد السياسي وعلى الصعيد الحكومي وعلى الصعيد الإداري، أمّا أن نكتفي بالردح وأن نكتفي بالقدح فذلك لا يفيدنا بشيء.
س3: أن كل ما ذكرت سعادة السفير يرتبط بشكل أو بآخر بجواب السؤال الذي سأطرحه الآن، طبعاً مع كل المحبة والتقدير للجيش السوري وللتضحيات الكبيرة جداً التي يقدمها في محاربة الإرهاب، وفي هذه المعركة الكونية التي يخوضها، ولكن في المقابل هناك بعض التجاوزات الأمنية والعسكرية وربما هي حالات فردية، ولكن لا يتوافق ما يقوم به بعض أفراد الجيش أو القوى الأمنية أو لا تنسجم مع ما أوكل إليهم من مهام.. فكيف يمكن حل هذه المشكلة؟ وهل تنسجم مع ما ذكرت سابقاً، ام لها مقاربة أخرى؟.
ج: الجيش هو تعبير عن هذا الشعب، وشعبنا عظيم وشعبنا عملاق، وجيشنا عظيم وجيشنا عملاق، وبالتأكيد هناك الكثير من التجاوزات الإجرائية، ولكن في الحقيقة هذه التجاوزات لا يتحملها الجيش، هذه التجاوزات أنا شخصياً أحمّلها للجهات الأمنية، وقد تستغرب لماذا؟ لأنه في كل بلد من بلدان العالم وخاصة البلدان المتطورة وحتى في البلدان النامية، هناك جهتان اثنتان، هما مراكز الدراسات والبحوث والأجهزة الأمنية، مهمتها هي أن تستشرف المستقبل وأن تضع احتمالات ودراسات وتوقعات يجري اتخاذها لكي يجري الوقاية من المفاجآت القادمة في المستقبل، ما حدث لدينا أنّ مراكز الدراسات أثبتت أنّها فارغة وواجهية ولا عمل لها ولا وجود فاعل لها وهي بأحسن الأحوال بدرجة الصفر، وهذه الحقيقة هي فيما يخص مراكز الدراسات.. أمّا الأجهزة الأمنية فهي بالحقيقة بشكل أو بآخر قامت بعمل جبّار خلال الأربعين عاماً الماضية، ويجب أن نكون صادقين وأن نعطيهم حقهم، فكما نذكر السلبيات كذلك علينا أن نذكر الإيجابيات – وأعتقد أنّها أول مرة يجري ذكر مثل هذه الأمور على الشاشة – إذاً فالعمل الأمني هو بالدرجة الأساسية هو عمل استشرافي هو عمل معلوماتي، وهو ليس عمل شرطوي وليس عمل بوليسي، بل هو عمل عقلاني وعلمي، وبالتالي هذا العمل يقتضي أو كان يجب على المعنيين بالأمن، خلال العقد الماضي على الأقل، أن يضعوا معطيات حقيقية أمام صاحب القرار، وهذه المعطيات تؤدي إلى اتخاذ الإجراءات – ليس لمنع ما حدث لأنّ ما حدث هو حرب عالمية لا يستطيع أحد في الدنيا أن يمنعها – لكن للتخفيف والتقليل من آثارها ونتائجها علينا، فهم كانوا يعتقدون أن التنطع في اتّخاذ الإجراءات الأمنية بحق المواطنين، والكثرة في عمليات الضبط والربط تحقق لهم الأمن بشكل كامل، لكن ما حدث واقعياً أثبت أن مثل هذه الإجراءات لم تحقق الغاية المنشودة، بدليل أنّ المسؤول الإداري الأوّل عن الأجهزة الأمنية بكاملها جرى اختراقه شخصياً أمنياً، ونتيجة هذا الاختراق أدّت إلى استشهاد أربعة ضبّاط من خيرة ضبّاط الجيش العربي السوري، وهو ما عرف بتفجير خلية الأزمة، فعندما يصل مثل هذا الاختراق إلى رأس رؤساء الأجهزة الأمنية لا يستطيع أحد في ذلك الحين أن يقول ليس هناك اختراق ولا يكفي أن نخبّئ رأسنا في الرمال وأن نقول ليس هناك تجاوزات، نعم هناك تجاوزات كثيرة، وهذه التجاوزات قد تعود إلى تركيب بنيوي لبعض الأشخاص الأمنيين، وقد تعود إلى فهم مفهوم الأمن، فالبعض يفهم الأمن وكأنه يساوي القمع، فالأمن لا يساوي القمع بل الأمن هو يساوي الأمان، والأمان هو أن تحقق الأمان للمواطن وللقمة عيشه ولكرامته، فأنت كرجل أمن مسؤول عن تحقيق مثل هذه الأمور، فإن لم تحققها فأنت فاشل في عملك، وإذا ما وصلنا إلى المرحلة التي نحن فيها الآن، فبالتأكيد، رجال الأمن لدينا بمعظمهم قاموا بأعمال بطولية، وهذه الأعمال البطولية هي في مواجهة العصابات الإرهابية الموجودة لدينا، وإن كان هناك عدم كفاية في الجانب المعلوماتي، فعدم الكفاية تؤدي في أحيان كثيرة إلى اتخاذ إجراءات، وهذه الإجراءات غير مبررة، ومنها الإساءة التي قد تكون على بعض الحواجز أو في بعض الإجراءات أو أو إلخ… فسببها الأول هو كثرة التحديات الهائلة التي يواجهونها كل يوم، وسببها التركيبة الذاتية، كما قلت، لهؤلاء الأشخاص، وبالتالي بالمناسبة لا يوجد بلد في العالم، الأجهزة الأمنية فيه منزّهة، ولكن لا يتحدثون عنها، وإذا تحدثوا يتحدثون في بعض وسائل الإعلام الجانبية وليس الرئيسية.. ولكن طالما انّك سألتني، فأنا لم اعتد في يوم من الأيام إلا أن أجيب على أي سؤال أُسْأَلُه مهما كان هذا السؤال بشكل أو بآخر يراه الآخرون حساساً وحرجاً.
س4: في الإطار إن هذه الحرب هي حرب ضد الإرهاب، وقد باتت معروفة الأقطاب ومعروفة التوجهات، فهناك محور كامل متكامل هو محور المقاومة يخوض حرب شعواء حرب شرسة حرب ضروس بمواجهة المحور الآخر وهو المحور الأمريكي وما لف لفيفه.. تحديداً بجزئية محور المقاومة، كيف تنظرون إلى علاقة سورية بمحور المقاومة، وتحديداً بالمقاومة الإسلامية في لبنان؟، وأيضاً العلاقات السورية – الإيرانية؟، فهذه التكاملية في العلاقات، فقد كان هناك زيارات متكررة للعديد من المسؤولين الإيرانيين خلال الفترة السابقة، وطبعاً هي ليست جديدة بطبيعة الحال، ولكن هذه الزيارات إلى أي حدّ تعزز هذا التعاون بين سورية وإيران، وكل دول محور المقاومة وكل القوى الشعبية المقاومة، للوقوف في وجه هذه الحرب التي تتعرض لها سورية؟.
ج: عندما نسأل عن علاقة سورية بمحور المقاومة، كمن يسأل عن علاقة القلب بنفسه، فسورية هي قلب المقاومة وهي رئتها وهي عمودها الفقري، وإيران هي رأس المقاومة، وحزب الله هو الذراع الحقيقي للمقاومة، وبالتالي هذا الجسد والروح المتكامل لا يمكن فصله، لا يمكن لجسد أن يعمل دون رأس، ولا يمكن له أن يعمل دون قلب، ولا يمكن له أن يصارع ويواجه دون أذرع، وبالتالي هذه العلاقة ليست تكاملية فقط، بل هي علاقة مصيرية، هي علاقة عضوية، هي علاقة بنيوية، كل مَن يتصور أنه يمكن فصل عناصر منظومة المقاومة عن بعضها، هو يحلم فهذا حلم، فهذا المحور – هم يسمونه محور، وأنا أسميه منظومة، لأنّه هو منظومة – هذه المنظومة تسير إلى الأمام دائما وأبداً، حتى لو كان هناك بعض محطات التوقف، وبعض العثرات، وبعض الهَنات الهينات، لكنها تسير إلى الأمام بقوة وبصعود.
ولكن علينا لكي نكون منصفين عندما نذكر محور أو منظومة المقاومة، أنّ نتذكّر أن مَن بدأ بها هي سورية الأسد عام 1970، والكثيرون في الحقيقة يجدون صعوبة في ذكر كلمة الممانعة، فالمقاومة والممانعة وجهان لعملة واحدة، فالمقاومة هي المقاومة العسكرية، أمّا الممانعة فهي الممانعة السياسية، وبالتالي لا فائدة من مقاومة عسكرية لا يجري توظيفها سياسياً، بموقف يمانع الهيمنة الاستعمارية، إذاً الممانعة هي ترجمة سياسية للمقاومة العسكرية.. ولذلك عندما بدأت بها سورية الأسد في عام 1970، واستمر فيها فيما بعد الرئيس بشار الأسد بعد عام 2000، ونتذكر أنه في عام 1979 حدثت الثورة الإيرانية العظيمة، وفي ذلك الحيين جرى انتقال إيران من خانة التبعية للأمريكان والإسرائيليين إلى خانة المقاومة، وفي عام 1982 قام حزب الله، وبالتالي انضم إلى هذه المنظومة، فكيف لمَن أسس هذا الفكر وهذا النهج وهذه المنظومة أن يُسأل عن علاقته بنفسه.
س5: دعنا ننطلق سعادة السفير في هذا المحور من العلاقات السورية – الروسية، بمعنى آفاق هذا التعاون الروسي السوري المشترك، سيما بعد المعلومات وبعد التقارير التي تحدثت عن وجود قواعد عسكرية روسية باتت في العاصمة دمشق، هذه المعلومات يتم تداولها الآن، آفاق هذا التعاون، سيما العسكري منه، وخاصة بعد هذه المعلومات والمستجدات التي برزت خلال الأيام القليلة الماضية؟.
ج: علينا أولاً أن نفرّق بين المعلومات وبين الأخبار، فهناك الكثير من الأخبار التي تُنشر في وسائل الإعلام، فحتى لو سميت معلومات فهي ليست معلومات، فإذاً هي أخبار ليس أكثر.
أما في ما يخص العلاقة مع روسيا فهي علاقة تاريخية، فمنذ مئتين وخمسين عاماً قالت الإمبراطورة كاترين: ( سورية هي مفتاح بيتي ) وقد قالت هذا الكلام عام 1760، وكانت العلاقة متينة مع روسيا القيصرية ثم مع روسيا السوفيتية ثم مع روسيا البوتينية، فهذه علاقة تاريخية، وروسيا بشكل أو بآخر لها مصالح عميقة مشتركة مع سورية، ونحن كذلك لنا مصالح معها، وبدليل أنه حتى أيام الحكم الرأسمالي عام 1954 و 1955 جرى البدء بتسليح الجيش السوري عبر الاتحاد السوفيتي في ذلك الحين بوجود خالد العظم، وسمّي في ذلك الحين الرأسمالي الأحمر، لأنه هو الذي عقد صفقة سلاح مع روسيا ولو كان عن طريق تشيكوسلوفاكية، لماذا؟ لأن مصلحة سورية تقتضي ذلك، وبالتالي على أي حاكم أن يبحث عن مصلحة بلده، فالحكّام الروس، مصلحة بلدهم مع سورية، ونحن مصلحتنا معهم، وبالتالي هذه العلاقة تزداد متانة لأن روسيا حتى بعد سقوط الشيوعية وتحولها إلى بلد رأسمالي، إلّا أنّها لم تتحوّل إلى بلد استعماري، فروسيا هي دولة رأسمالية وطنية، بينما أوربا الغربية وأمريكا هي رأسمالية إمبريالية، والإمبريالية كما تعلم هي أعلى مراحل الرأسمالية، ولا تستطيع أن تعيش إلّا على الاستغلال، بينما روسيا مصالحها مشروعة معنا ومصالحنا مشروعة معها، وبالتالي المصالح المشروعة المتبادلة هي مصالح مقدّسة، نعم المصلحة المشروعة هي مصلحة مقدّسة، والمصلحة غير المشروعة هي مصلحة مدنّسة، وبالتالي من الطبيعي أن يجري تعميق العلاقات وترسيخ هذه العلاقات بيننا وبين روسيا.
سأعود قليلاً إلى عام 1982، أتذكر حينها بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، كان هناك مجزرة طائرات لدى القوى الجوية السورية، حوالي مئة طائرة، هل تعلم لماذا؟ لأن مدى الصاروخ السوري في الطائرة السورية كان بين 3 إلى 5 كم، بينما مدى الصاروخ في الطائرة الإسرائيلية كان 40 كم، وأيضاً كانت القدرة على التشويش لدى الإسرائيليين هائلة، والقدرة على التشويش لدينا كانت محدودة، لماذا؟ لأن هناك قراراً فرنسياً بريطانياً منذ أن أنشئت إسرائيل ثم صار قراراً أمريكياً، بأن تبقى إسرائيل متفوقة نوعياً على جميع الدول العربية المحيطة بها، بماذا تتفوق نوعياً!! بالدرجة الأولى بأحدث أنواع الأسلحة والتكنولوجيا، فهم يحاربوننا بالجيل الأول من السلاح، وأحياناً الجيل الأول يجري تجريبه في إسرائيل، بينما نحن كنا نحارب بالجيل الثالث من السلاح السوفيتي، ليس بالجيل الثاني بل بالجيل الثالث، على الرغم من أنّهم كانوا كريمين معنا وكانوا جيدين، لكن كان لديهم استراتيجية بسبب ظروف الحرب الباردة، لا يريدون أن يصعّدوا الموقف مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويعرفون بأنّ هناك قراراً أمريكياً، بأن إسرائيل يجب أن تبقى متفوقة، على المنطقة نوعياً، وأي خرق لهذا القرار بشكل أو بآخر قد يؤدي إلى احتكاك وسخونة كان السوفييت بغنى عنها في ذلك الحين.
س6: كانت روسيا لديها حسابات تدفعها لعدم التصعيد مع واشنطن، اليوم بعد مرور 33 عام تقريباً على العدوان والاحتلال الإسرائيلي للبنان، فهل ترى اليوم المقاربة الروسية تجاه أميركا لا تزال كما هي ثابتة؟، أي أن روسيا حتى هذا الوقت غير معنية بتصعيد الموقف، انطلاقاً من بوابة ما تواجهه سورية؟.
ج: ما يحدث الآن، يذكرني بما حدث بنهاية عام 1982عندما قام اندروبوف، وهو زعيم تاريخي للاتحاد السوفييتي في ذلك الحين بإعطائنا الـ ( S 200 ) أو (سام 5 ) أعطانا أياها بعد مجزرة الطائرات، لأنه اقتنع بأنه من الخطأ أن نترك أصدقاءنا السوريين ضعفاء أمام سلاح متطور، فهناك فرق كبير بين تطوره التكنولوجي وتطور سلاحهم التكنولوجي، وهذا السلاح في ذلك الحين غيّر المعادلة، وأوقف إسرائيل عند حدها، وأذكر في ذلك الحين أنه بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان وقف مناحيم بيغن وقال: ( أيّها الإسرائيليون إننا الآن في دخولنا إلى بيروت حققنا لكم الأمن لمدة أربعين عاماً اخرى ) فوقف القائد الكبير حافظ الأسد في دمشق وقال لهم: ( على هذا الإسرائيلي أن يعرف أن الأمن الإسرائيلي لن يتحقق أربعين يوماً ) وبعد أربعين يوماً تماماً كانت المقاومة قد بدأت مقاومتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، في ذلك الحين أيضاً جاء السلاح الاستراتيجي المتطور، والذي هو الجيل الثاني مع أنه لم يكن الجيل الأول، ومع ذلك كان فاعلاً جداً، أمّا الآن فقد جرى تباطؤ في تنفيذ العقود المبرمة مع الروس سنوات عديدة، لاعتبارات هم يقدّرونها، إذاً فالآن كل ما يجري هو تنفيذ لتلك العقود التي كانت مبرمة والتي كان يجب أن تنفّذ منذ سنوات عديدة، وبالتالي تنفيذها الآن وما رافقه من صراخ، فعندما يقف مسؤول أمريكي كبير ويقول، ( إنّ الروس بهذا الأسلوب الذين يقومون به، سيؤدي بهم إلى التصادم مع قوات التحالف ) [ أنتم ترسلون سلاحكم الجوي لكي يقصف في سورية، وترسلون عشرات الآلاف من إرهابييكم، وتركيا بالحلف الأطلسي ويحق لها أن تسيد وتميد في سورية، وهو موقف عدواني وموقف إرهابي، ثم لا يحق لروسيا أن تقف موقفاً دفاعياً وأن تدعم الجيش السوري بسلاح جرى الاتفاق عليه منذ سنوات عديدة !!!!! ] الحقيقة إن هذه جريمة كبرى.
س7 : سؤالي الآن يتعلق بالموقف السعودي، دعني أتناول الموقف السعودي من بوابة الاتفاق النووي الإيراني، فبعد التوصل لهذا التفاهم أو التوقيع عليه، كثيراً من اعتقدوا أو تحدثوا عن أن أميركا بدأت بالتخلي شيئاً فشيئاً عن السعودية، إلّا أنه في المقابل السعودية مستمرة في حربها الضروس ضد سورية.. فعلى ماذا تعوّل السعودية خلال الفترة القادمة؟ مَن هم الشركاء البدلاء عن واشنطن مع استمرار هذه الحرب؟ على مَن تراهن في الفترة القادمة؟.
ج: وهل تصدق بأن السعودية تمارس سياسية؟!، هل تصدق أنّها تُعمِل عقلها؟!، هي تعمل بشكل غرائزي وبشكل بدائي، فلو كانت تعمل بالحد الأدنى من العقلانية لما وقفت هذا الموقف الإجرامي الفظيع تجاه سورية، ولما وقفت هذا الموقف السياسي الغبي تجاه الاتفاق النووي مع إيران، فالسعودية بالأصل كيف وجدت؟، وجدت عام 1932 كدور وظيفي، وهذا الدور الوظيفي ذو شقين، الشق الأول لكي يكونوا نواطير على البترول الموجود في أرض الجزيرة العربية، نواطير للغرب على النفط، وقد قال الأمريكي وليم سايمون وزير مالية كارتر قال في منتصف السبعينيات : ( هؤلاء الاعراب لا يملكون النفط، أنّهم يجلسون فوقه فقط،) أي هم فعلاً نواطير لهذا النفط، وبالتالي هم يحرسونه ثم يأخذون منه حصة مقابل حراستهم لهذا النفط المنهوب من أرض الجزيرة العربية، فهم نهبوا أرض الجزيرة العربية واحتلوا مكة واحتلوا المدينة واحتلوا الكعبة واحتلوا قبر سيدنا محمد، وسمّوا هذه الأرض المقدسة بأرض جدهم محمد ابن سعود، وبالتالي هؤلاء لا يفهمون سياسية ولا يعملون بالعقل، فلو أعملوا عقولهم لاعترفوا بأنّهم ارتكبوا خطأ تاريخياً مع سورية، ولقالوا نحن أحطأنا ويجب علينا أن نفتح صفحة جديدة، وسورية مدّت اليد وقالت نحن على استعداد لفتح صفحة جديدة، وسنضرب صفحاً عن الماضي، مع أن الشعب السوري يرفض ذلك، ولكن الوحيد الذي يمكن له أن يقنع الشعب السوري بفتح صفحة جديدة في هذا المجال هو أسد بلاد الشام حصراً، لثقة الشعب السوري به، وبأنّه لا يمكن أن يتخذ خطوة سياسية إلّا إذا كانت هذه الخطوة لمصلحة وطنه وبلده وشعبه، ومع ذلك لم يتعاملوا مع اليد الممدودة بشكل صحيح، مع أنّ هذه اليد الممدودة كانت بناء على طلب روسي، ومع ذلك لم يفهموا ألف باء السياسة، وبالتالي بسياستهم هذه، هم سائرون إلى الجحيم سائرون إلى النهاية، فهمُ إذا ما استمروا بهذا الأسلوب سوف يصلون إلى الهاوية حتى ولو وقف العالم بكامله معهم، أمّا إذا أعادوا النظر بسلوكهم وأسلوبهم وتعاملهم مع سورية ومع اليمن ومع إيران ومع القضايا العربية، قد يستطيعون أن يطيلوا بعمرهم سنوات اخرى، ولكن إذا لم يقوموا بذلك فإنهم بالتأكيد ليس أمامهم إلّا الهاوية.
س8: الموقف الأردني، فحضرتك سفير سابق في الأردن وحالياً تشغل منصب سفير في وزارة الخارجية السورية، ولكن لا نستطيع إلّا أن نسألك عن الأردن،
ج: أبداً، لكي نكون صادقين الشعب الأردني شعب نبيل، شعب طيب وشعب شريف، وشعب شهم، يحمل الكثير من القيم العربية النبيلة ومن الصدق، فعواطفه معك لكنه غير قادر على شيء، فهو محاصر ومضيّق عليه بلقمة عيشه وباتفاقيات وادي عربة، وبالأمور المالية وبالفقر وبعدم وجود ثروات وبعدم وجود موارد.
س10: الموقف المصري هل من الممكن أن يشهد تحسناً في الفترة القادمة، أو عودة علاقات دبلوماسية أو ما شابه من باب التقارب؟.
ج: مصر كما قيل عنها هي أم الدنيا، وسورية كما قيل عنها هي قلب العروبة النابض، وكما سمّاها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر قلب العروبة النابض، ونحن كل ما نرجوه هو أن تأخذ مصر دورها، فمصر هي البلد الأكبر وهي البلد الأهم، فمصر هي الجناح الآخر للأمة العربية، وسورية هي الجناح الثاني، وبالتالي عندما لا يلتقي هذان الجناحان لا يمكن أن يطير هذا الجسد العربي، مهما حاولوا اختلاق واصطناع أجنحة أخرى، لا يمكن أن يطير الجسم العربي بهما، لأن سورية عندما تلتقي بمصر تنهض الأمة العربية، وعندما تغيب سورية عن مصر تضعف الأمة العربية وبالتالي تضعف مناعتها ويطمع الطامعون فيها، سواء على صعيد الأعداء الخارجيين أو على صعيد الجماعات الإرهابية التكفيرية الظلامية الإلغائية الإقصائية، وبالتالي من مصلحة العرب كعرب، ومن مصلحة الشعب المصري ومن مصلحة الشعب السوري ومن مصلحة القيادتين أن يجري تلاحمهما وتقاربهما بقدر ما تسمح ظروف الدولة المصرية .
س11: سؤالي الأخير سعادة السفير، أين ترى موقع سورية في المستقبل القريب؟.
ج: الدولة السورية كما كانت عبر تاريخها هي مركز العالم وقلب العالم وقلب العروبة وحاضرة الإسلام وحاضرة المسيحية المشرقية وعاصمة الأمويين وهي سورية الأسد، وبالتالي قد تمر بفترات تعثّر كما جرى، وقد تمرّ بفترات صعبة وقاسية جداً، ولكن طائر الفينيق هو سوري، وبالتالي سورية ستنهض كطائر الفينيق، وأنا أراهن بأنّها سوف تكون أفضل مما كانت بكثير رغم أنف الحاقدين ورغم أنف الأعداء، لأنّ الحروب تعلّم الناس الشرفاء كيف يمكن أن يواجهوا التحديات المستقبلية بصلابة وبقدرة وبمتانة بأكثر مما كانوا عليه وأن يأخذوا الدروس المستفادة.
المذيع: السفير السوري السابق في الأردن، اللواء الدكتور بهجت سليمان، شكراً جزيلاً لحضرتك، وشكراً لتقبّلك دعوتنا، ولسعة رحابة صدرك في كثير من الأسئلة التي تهم المواطنين السوريين.. شكراً جزيلاً.
التعليقات مغلقة.