العراق بين المطرقة والسندان / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) السبت 28/9/2019 م …
اعلن سفير ايران لدى العراق ان القوات الامريكية المرابطة في قواعد عسكرية على ارض العراق سوف تكون هدفا للقوات الايرانية في حال تعرض ايران لعدوان امريكي ورد العراق في بيان رسمي مكتوب انه لن يسمح بان تكون البلاد ساحة لحرب جديدة وان العراق لن يسمح بان تستخدم اراضيه في العدوان على دول الجوار.
الى هنا والحديث مقبول لكن الحديث شيئا وواقع الحال شيئا اخر.
من حق ايران بالطبع الدفاع عن نفسها اذا تعرضت لعدوان كما من حقها ان ترد على المعتدي سواء كان ذلك في العراق او في مناطق اخرى من العالم وهو ما اعلنه اكثر من مسؤول ايراني عسكري والمطلوب من حكومة بغداد التي اصدرت بيانا رسميا بهذا الشان ان تعالج الامر مع الجانب الامريكي الذي يتحكم بكل اجواء العراق وبالوضع الداخلي ويحاول ان يتدخل في الصغيرة والكبيرة وان الحكومة في بغداد اخر من يعلم.
كيف يمكن ان تمنع حكومة بغداد الامريكان الذين يعشعشون في قواعد عسكرية ثابتة تنتشر في شمال وغرب العراق من التحرك وهي تجهل ما موجود لدى القوات الامريكية من اسلحة ومعدات عسكرية في تلك القواعد كما تجهل عدد العسكريين الامريكيين في تلك القواعد فتارة يزعمون ان اعداد العسكريين لاتتجاوز بضعة الاف وتارة يدعون ان وجودهم لغرض تدريب القوات العراقية لاندري الى متى يتواصل ” هذا التدريب” و هذا الكذب والتلفيق في وقت تقدر بعض المصادر عدد العسكريين الامريكان بنحو 20 الف عسكري او ربما اكثر من ذلك .
حكومة بغداد وحتى هذه اللحظة غير قادرة على طرد القوات التركية المرابطة على اراضي عراقية بحجة مكافحة الارهاب وان قوات انقرة حولت الاجواء والاراضي العراقية في الشمال الى ساحة تدريب وحتى “بارزاني” صاحب اللسان الطويل صمت ولم يعد يتحدث عن اعتداءات القوات التركية بعد ان تحول الى ” جحش” ينفذ اوامر انقرة والا بماذا نفسر ارسال” بيشمركته” للتدخل في سورية دعما لاطراف كردية سورية عميلة اما الى تركيا او الولايات المتحدة .
اما يعد ذلك تدخلا في شان دولة اخرى مجاورة للعراق ؟؟
حري بحكومة بغداد وقبل اصدار البيانات الفارغة التي لاتغني ولاتسمن ان تتخذ قرارا بطرد القوات الامريكية من العراق سواء من خلال اتخاذ قرار” في البرلمان” او بطرق تفاوضية اخرى بالرغم من ان التفاوض مع واشنطن يجب ان يكون مدعوما بقوة لان واشنطن تفهم من التفاوض مع اطراف مثل العراق بوضعه الحالي وغيره على انه يدخل في نهجها المتغطرس وعلى طريقة ” اتريد ارنب اخذ ارنب اتريد غزال اخذ ارنب”.
ان العراق بوضعه الحالي عسكريا واقتصايا وسياسيا وهو ما اراده له المحتل الغازي لايستطيع حتى الدفاع عن نفسه بعد ان تعمدت واشنطن منذ الغزو والاحتلال عام 2003 حل الجيش العراقي المهني ولانعني بذلك القوات الخاصة بالنظام او حرسه الجمهوري الى جانب خلق بؤر للتوتر تتحكم فيها متى شاءت فضلا عن وجود سفارة هى الاكبر في العالم في المنطقة الخضراء وسط بغداد وتعد مركزا تجسسيا ليس في العراق وحده بل في المنطقة برمتها لانها تضم الاف الجواسيس الى جانب وجود ” طابور خامس” رافق القوات الغازية قبل نحو عقد ونصف من السنين وان هذا الطابور لازال موجود في مؤسسات السلطة دون ان يمسه سوء.
على المستوى العسكري لاحظنا كيف استطاع الكيان الصهيوني ان يستهدف مقرات للحشد الشعبي في مناطق مختلفة بطائرات مسيرة وبتنسيق امريكي دون ان تكون بحوزة القوات الامنية والحشد وحتى الجيش قدرات على اسقاط تلك الطائرات او التصدي لها.
اما على المستوى الاقتصادي فانظروا الى وضع ” الدينار العراقي” وقيمته بعد ان كان يعتد به العراق البلد النفطي المعروف لن يتعافى وقد جرى التخطيط له ان يكون بوضع مترد ي امام الدولار الامريكي وان لا ينهض من كبوته.
وحين نتحدث عن الوضع السياسي يحق لنا ان نطلق عليه تسمية ” كوكتيل ” غير متجانس تجمع القائمين عليه منذ 2003 حتى الان المصلحة الذاتية كونه وضع جرى تثبيته ب دستور” مسخ” انه اللغم الذي لم يجرؤ احد على ابطال مفعوله وان عملية انفجاره في اية لحظة هي بيد المحتل الامريكي من خلال اللعب على الحس الطائفي والقومي.
هناك مثل عراقي يقول بدلا من ان تكسر رجل الدجاجة” قل لها كش” فتغادر بالرغم اننا على قناعة بان ” الكش” لاتنفع” مع الدجاجة الامريكية مالم تتعرض رجلها للكسر.
التعليقات مغلقة.