تحليل سياسي … فك الارتباط بـ”أوسلو” : هل يملك الرئيس زمام المبادرة ليفعلها ..؟
الأردن العربي ( الإثنين ) 14/9/2015 م …
لا يعلم أحد ماذا يدور في رأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد تلويح مقربين منه بإمكانية الغاء اتفاقية أوسلو وفك السلطة الفلسطينية ارتباطها باسرائيل وفق قرارات المجلس المركزي (آذار الماضي) بتحديد العلاقة مع اسرائيل .. ربما جاء هذا الوعيد بفعل الضغوطات الإسرائيلية المستمرة التي أدت إلى انسداد كل الأفق السياسية الحالية بين السلطة واسرائيل .. فمن جهة أولى يزداد الاستيطان يومياً ولم تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية على المقدسات والمسجد الأقصى .
تساؤلات طفت على السطح سريعا، من قبل مراقبين بعد هذا التهديد، واحد منها، هل تمتلك السلطة زمام المبادرة وتُلغي الاتفاقية جديا ؟، وما هو الموقف الإسرائيلي من هذا القرار، واخيرا كيف سيكون مستقبل القضية الفلسطينية؟.
أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، قال في تصريحات صحافية سابقة إن القيادة الفلسطينية قررت إنهاء اتفاقية اوسلو والوضع الانتقالي الذي نصت عليه بقيام دولة فلسطينية بعد خمس سنوات من توقيعه.
محللون يرون أن تلويح الرئيس عباس هو محاولة لفك قيد عائدات الضرائب التي تحتجزها إسرائيل، وآخرون يعتقدون أنه لا يملك الأدوات الكافية للإقدام على هذه الخطوات وأن هذا التلويح سيزيد من عنجهية الاحتلال أمام الفلسطينيين.
من جانبه المحلل عمر جعارة الخبير في الشئون الاسرائيلية يشير خلال حديثه لدنيا الوطن أن الرئيس محمود عباس لا يمكنه الإقدام على فك الارتباط بأوسلو، قائلا : ” هذا الأمر سيكون كارثة للرئيس أمام أي خطوة سيُقدم عليها “.
ويرى جعارة أن تهديدات الرئيس جاءت بسبب الضغوطات الإسرائيلية الخانقة على السلطة ، مردفا : ” عائدات الضرائب التي تحتجزها إسرائيل على السلطة هي السبب في توجه الرئيس إلى هذا الأمر”.
أما مجدلاني قال في تصريحه السابق إن السبب الأوحد لهذه الخطوة عدم تنفيذ اسرائيل والزامها بهذا الاتفاق لذلك قررت القيادة الفلسطينية إعلان انهاءه من قبل الرئيس أبو مازن خلال كلمته المقبلة في الامم المتحدة.
وأنهى الخبير الإسرائيلي حديثه مستبعدا جدية التهديدات، متابعا : ” اسرائيل هي من تتحكم في زمام المبادرة، ولا أحد يمكنه أن يفرض عليها شيئا”.
أما علاء الريماوي مدير مركز القدس لدراسات الشأن الاسرائيلي، قال : ” اسرائيل ستفعل كل شيء في سبيل المحافظة على التنسيق الأمني لتترك أعباء الضفة على ظهر السلطة وتمارس مخططها بسهولة تامة”. مبينا أن الاحتلال سيكون أكثر عنجهية بعد تهديدات الرئيس .
وكان “يوفال شتاينتس” وزير الطاقة والبنى التحتية الإسرائيلية أكد على وجوب دراسة الخطوات الواجب اتخاذها في حال اعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن الغاء اتفاقات اوسلو.
وشدد شتاينتس في حديث لإذاعة عبرية عقب التهديدات بساعات قليلة أن الرد يجب أن يكون حازما على أرض الواقع ولا سيما التفكير في فرض عقوبات اقتصادية وسياسية وأمنية.
وبالرجوع إلى الريماوي ختم حديثه قائلا: “ إن حصلت خطوة فك أوسلو فستكون خطيرة وستدمر على ما بقى من القضية الفلسطينية “.
وفي وقت سابق اعتبر صائب عريقات امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أنّ تنفيذ قرارات المجلس المركزي بتحديد العلاقة مع اسرائيل هي الشغل الشاغل للقيادة الفلسطينية مؤكدا ان اجتماع المجلس الوطني في دورته العادية سيبحث تفاصيل الأمر وسيُعطي اجابات عن الطريقة الانسب لتحديد العلاقة مع اسرائيل .
وعلى ذات الخط نشطت في الآونة الأخيرة لجنة صياغة الدستور الفلسطيني وكشفت دنيا الوطن أجزاء منه في تقرير أعدته مع رئيس اللجنة الدكتور أحمد مبارك الخالدي .. واصدار الدستور الفلسطيني بمرسوم رئاسي يعني التحول من سلطة انتقالية وحكم ذاتي (وفق أوسلو) إلى دولة (وفق اعتراف الامم المتحدة بفلسطين كمراقب) .. وهذا يعني بطريقة أخرى الغاء اوسلو والقائها في سلة المهملات .. لكن هل سيملك الرئيس زمام المبادرة ويمرر هذه الخطوة بسلام ..؟ الأيام تكشف
الواضح من هذه الآراء والمعتقدات أن هذا القرار أن رمى بنفسه على الأرض الواقع وهذا مستبعد كما يرى بعض المراقبون، فسيحدث شرخا كبيرا في حكاية السلطة واسرائيل ، ومن الممكن أن ينقلنا إلى رواية مجهولة مع الاحتلال.
التعليقات مغلقة.