مغامرات اردوغان…قد تكون الورقة التي تسقطه / د. خيام الزعبي




نتيجة بحث الصور عن مغامرا اردوغان

د. خيام الزعبي ( سورية ) الثلاثاء 1/10/2019 م …

اتفقت أنقرة مع واشنطن على إقامة مركز عمليات مشترك هدفه الأساسي إدارة التوترات بين المقاتلين الأكراد والقوات التركية، بالإضافة إلى إقامة مركز عمليات مشترك في تركيا لتنسيق وإدارة تطبيق المنطقة الآمنة بالاشتراك مع أمريكا في شمال سورية، واليوم يؤكد أردوغان إن بلاده لم ترَ التطورات التي تريد أن تراها في الجهود مع الولايات المتحدة لإقامة “منطقة آمنة” وليس أمامها خيار سوى مواصلة مسارها الخاص بعد أن لوحت بعمل عسكري من جانب واحد إذا لم ترق الجهود إلى مستوى توقعاتها.

 

هدفت أنقرة من هذا المشروع وضع يدها على مناطق جديدة في سورية تعيد إليها اللاجئين السوريين لديها، كما تهدف لعملية تقسيم بالتوافق مع الجانب الأميركي، كذلك يعتبر خطة بديلة بعد أن فشلت الجماعات الإرهابية التي دخلت الأرض السورية في تنفيذ مخططاتها وأهدافها لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يُعتبر إردوغان أحد قادته.

على خط مواز، يُخطئ أردوغان إذا اعتقد أن إقامة المِنطقة الآمنة سيمُر بيسر وسهولة، لأنّ هذه المِنطقة التي سيتم اقتطاعها تضُم الاحتياطات النفطيّة والغازيّة السوريّة، وأكثر الأراضي خُصوبة في البلاد، كما يُخطئ أكثر إذا اعتقد أن الجيش السوري لا يملك خِيارات التصدّي لها، خاصة أن كل رِهاناته على إسقاط النظام السوري كانت خاطئة وأنها تقوم على حسابات سياسيّة وعسكريّة غير دقيقة، فهُناك الحليف الروسي، وهُناك ورقة مدينة إدلب، وقد يكون الهجوم لاستعادة هذه المحافظة أحد الخيارات في هذا الصدد كردٍّ أولي على إقامة المِنطقة الآمنة، مما يخلق أزمات ومشكلات عديدة لتركيا وأبرزها تدفّق ملايين اللاجئين عبر حدودها، بالتالي إن التطورات الحالية جعلت تركيا تجد نفسها أمام مأزق حقيقي، بعد أن تلاشت أوهامها لأن كل المدن السورية على مختلف المكونات والأطياف هبوا ليقفوا صفاً واحداً للقضاء على داعش وطردها مؤكدين  أن الإرهاب سيرتد على أصاحبه .

ولا يخفى على احد الوهن والفشل الذي حل بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي وصل لنهاية دوره وجعلته في مهب الريح، بعد الهزائم المتلاحقة يتم النظر لها من داخل الحزب على أنها نتيجة طبيعية للفشل السياسي الداخلي، والأزمة الاقتصادية، والسياسات المتهورة خارجياً ، وفي الطرف الآخر كبد الجيش السوري  الميليشيات المسلحة في ريف ادلب خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وأصبحت مشاهد الهروب الجماعي لهذه المليشيات ومرتزقتها أمام ضربات الجيش السوري حديث الناس في سورية والمنطقة بأكملها الذي من خلاله شارفت لعبة كسر القيود على نهايتها.

لم يبق لدى اردوغان أي ورقة يناور، بعد حرق ورقة ” المنطقة الآمنة”  وفشلها، وأعلن دعمه للمجموعات الإرهابية، وكشفه التلاعب بورقة الإرهاب واستثمار ذلك في خدمة مصالحه وغاياته المشبوهة، ولم يبق لمرتزقته هناك أي خيار إلا الاستسلام أو الموت، وما كان يحلم به من حصاد وفير ذهب أدراج الأحلام في ظل الضربات الموجعة التي تتلقاها هذه الجماعات على يد الجيش السوري.

مجملاً …نقول إلى كل من يخطط لهدم سورية وتقسيمها، هذا لن يحدث أبداً لأن الشعب السوري متماسك ، كما نقول لهم إن كل ما يحاك ضد سورية من كل التنظيمات الدولية لن تجدي نفعاً ولن يحدث أي انكسار للشعب، وسورية دائماً من انتصار إلى انتصار رغم أنف تركيا وأعوانها، وأن سورية لن تعود إلى الوراء مهما حاول الواهمون لأن أبناءها  قادرون على تخطي هذا المرحلة بكل شجاعة وعزيمة.

وأختم بالتساؤل التالي: هل ستجر أنقرة ذيول الخيبة والهزيمة في سورية؟ وهو الثمن الذي ستدفعانه نتيجة أخطاءها في سورية وسعيها الفاشل لإسقاطها، وإنطلاقاً من كل ذلك، يجب على تركيا إعادة النظرة في الرهانات السياسية والعسكرية الخاطئة قبل فوات الأوان خاصة بعدما بدأ الجيش العربي السوري يزداد تقدماً إلى الأمام ببسالة  ببسالة وقوة منقطعة النظير 

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.