ماذا يعني ائتلاف اسرائيلي يضم القائمة المشتركة…؟ / د. هاني العقاد

د. هاني العقاد ( فلسطين ) الأربعاء 2/10/2019 م … 

تتعقد عملية تشكيل الحكومة الاسرائيلية  امام نتنياهو وقد لا يستطيع ان يشكل حكومة يمينة بدون ليبرمان وارضائه وتحقيق ما يريد وهذا صعب على نتنياهولانه لا يستطيع تقديم  تنازلات لوزارات سيادية , في  المقابل قد يكون الاصعب امام نتنياهو تشكيل حكومة وحدة وطنية بالاتفاق مع ازرق ابيض لان بيني غانتس  يؤمن ان لا يكون لنتنياهو اي دور في الحكومة حتي ولو وزير وهذه اكبر العقد المستعصية  التي تواجه نتنياهو حتي الان يستعصي  حلها او التغلب علي بعضها وهذا يعني ان نتنياهو قد يستغرق مدة الاسبوعين دون ان يحقق اي تقدم علي صعيد التمكن  من تشكيل حكومة جديدة واذا انتهت المدة المحددة فقد لا  يطلب تمديد جديد وعندها يعيد  التكليف الي الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين لينقل التكليف “لبيني غانتس”  رئيس حزب ازرق ابيض والذي بدوره سيحاول ابرام تحالفات مع العمل والحريديم وميرتس لكن هذه التحالفات لا تضمن له حكومة اسرئيلية قوية بل حكومة عرجاء اي انه يلزم احد القائمتين اما “القائمة العربية” واما قائمة “اسرائيل بيتنا”  بزعامة “افيغدور ليبرمان” للدخول للائتلاف وكلاهما امر صعب الوصول اليه لان لكل منهما استحقاقات يعتبرها ثوابت لا يتنازلوا عنها .




 

 بعد اختتام جولة محادثات بين الليكود وتحالف ازرق ابيض توالت علي مدار اسبوع  مؤخرا قال مندوب أزرق ابيض ان حزب الليكود متمسك بموقفه وبتحالفه مع كتلة اليمين التي تضم ثلاثة احزاب وانه يفاوض باسم الكتلة وباحزابها الاربعة وليس باسم الليكود وهذا يعني ان ازرق ابيض اقتع تماما انه لاشيئ لدي نتنياهو ليطرحة سوي مافيه مصلحة له ويوقف اي لاوائح اتهام له علي خلفيات ملفات الفساد الثلاثة . علي افتراض ان نتنياهو سيفشل في تشكيل حكومة يمين قوية بدون حزب “اسرائيل بيتنا” وعلي افتراض انه لن ينجح بالاتفاق مع  مع “ازرق ابيض” كليكود بعيدا عن كتلة احزاب اليمين  ,وعلي افتراض انه حدث توافق بين تكتل الوسط واليسار والقائمة العربية  لتشكيل حكومة يسار ووسط  واذا حدث هذا  تكون هذه هي المرة الثانية في تاريخ دولة اسرائيل يشارك فيها العرب داخل حكومة اسرائيلية بعدما شارك “الحزب الديموقراطي العربي” اول حزب سياسي عربي تشكل في اسرائيل  في حكومة اسحاق رابين 1992 حتي العام 1996 مقابل ان تمنح الحكومة الاسرائيلية بعض الحقوق للفلسطينين والمعروف ان تلك الحكومة هي التي وقعت اتفاقية السلام المعروفة باتفاق “اوسلوا ”

 

اذا وافقت اليسار والوسط من خلال  “ازرق ابيض” علي  التعامل مع العرب ومساواتهم برلمانياً واشراكهم في حكومة اسرائيلية يسار وسط بالشروط التي يريدها قادة القائمة العربية المشتركة او ما يحقق مساواة بين العرب واليهود في اسرائيل وبعض الحقوق للفلسطينين كحل الصراع علي اساس مبدأ حل الدولتين فان انقلابا داخل اسرائيل سيحدث وهنا يكون العرب قد استطاعوا تغيير  الخارطة السياسية في اسرائيل وفرضوا وجودا حقيقا لهم في بمعادلة الصراع بمجملة . لا اعتقد ان الامور معقد ومستحيلة اليوم اذا ما أرتأي الاسرائيليون تحقيق مبدأ الديموقراطية ومغادرة مسارات العنصرية والتطرف  ولا اعتقد ان هذا سيمحوا اسرئيل ويعيدها الي الا دولة لكنه في ذات الوقت فرصة لليهود ان يتخلوا عن نظرتهم العنصرية ويقبلوا بالوجود العربي ويعطوا العرب حقوقهم حتي في البرلمان سواء شاركوا او لم يشاركوا في الحكومة جديدة . لا اعتقد ان تسمح الايدلوجيا الصهيونية اليوم  بان يختار الساسة الاسرائيليون بين التوافق مع حزب عربي او حزب اسرائيلي “كاسرائيل بيتنا” لذا نقول ان اي من “الليكود”  او “ازرق ابيض” قد يقبل بالتوافق مع اسرائيل بيتنا علي التوافق مع القائمة العربية وهنا تكون فرصة القائمة العربية قليلة للمشاركة في حكومة مع ازرق ابيض علي الاقل وتكون لها فرصة كبيرة في قيادة المعارض باسرائيل  .

 

 لوجود الفلسطينين العرب في الحكومة الاسرائيلية الجديدة معاني سياسية كبيرة ومؤثرة اولها انهم استطاعوا ان يوفروا الحماية لحقوق العرب في اسرائيل والذين باتوا يشكلوا اكثر من 21 % من عدد السكان باسرائيل , وثانيها يعني  ان حكومة بزعامة ازرق ابيض يشارك فيها العرب لن تكون علي الاقل حكومة دموية باتجاه الفلسطينين في غزة والضفة لان اي حرب علي غزة او اي عملية عسكرية اسرئيلية او اي ضم لاراض الضفة سواء كان جزئيا او كليا فان الحكومة ستسقط بانسحاب العرب من هذه الحكومة , لذلك اعتقد ان ثوابت الصهاينة الان  قد لا تسمح بجود عرب من القائمة في الحكومة اذا ما كان ذلك يؤثر علي ساسة الحكومة الاسرائيلية وعلاقتها في التعامل مع الفلسطينين بالضفة الغربية وقطاع غزة القدس التي تحاول حكومة نتنياهو الان قبل الوصول الي رؤية ظاهرة في مستقبل الخارطة السياسية باسرائيل الانتهاء من تقسيم الاقصي زمانيا ومكانيا . علني اؤويد بشد نضال القائمة العربية  المشتركة في الانخراط في حكومة اسرائيلية جديدة حتي لو بنص الشروط من خلال الاتفاق مع بيني غانس وتحقيق ادني الممكن في مبدا المساواة بين العرب و اليهود في اسرائيل لان هذا بحد ذاتة يعتبر نصرا اخر للعرب في اسرائيل وفرصة للدفاع عن حقوقهم وحقوق شعبهم في المناطق العربية بل وحمايتها وخاصة ان حكومة التطرف اليميني بزعامة نتنياهو تعتبرهم خارج الخارطة السياسية وتقلل من شأنهم وتحط من مكانتهم السياسية خاصة في ظل قوانين نتنياهو العنصرية كقانون  كيمنتس وقانون القومية اليهودي الذين يناضل العرب في اسرائيل اسقاطهم مجتمعين مع اي حكومة يشاركوا فيها. 

 

Dr.hani@[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.