وحطّمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوابات الجامع القبلي التاريخية، خلال اقتحام وحشي شنته هذه القوات على المسجد الأقصى من باب المغاربة، تخللها الاعتداء على المعتكفين، وإطلاق وابل من القنابل الصوتية الحارقة والغازية، السامة المسيلة للدموع وأعيرة مطاطية.

وقالت مصادر صحفية، بأن الشبان المرابطين تصدوا لهذا الاقتحام، لترد عليهم قوات الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز وقنابل الصوت، ما أدى لاندلاع مواجهات، واشتعال النيران في أرض خلف المصلى القبلي قريبة منه.

وتعرض المصلى القبلي لدمار كبير خلال اليومين الماضيين، بسبب خلع قوات الاحتلال لأبوابه واقتحامه والاعتداء على المعتكفين فيه بالضرب وباستخدام الرصاص وقنابل الغاز وقنابل الصوت.

من جانبه اكد مدير المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني ان قوات الاحتلال الاسرائيلية اقتحمت المصلى القبلي في المسجد الاقصى  اليوم الساعة السابعة و 40 دقيقة ، لافتا الى انه كان هناك مواجهات عنيفة  عند باب الجنائز استمرت تقريبا ساعة و نصف بين شرطة الاحتلال و المصلين المتواجدين في المسجد الاقصى .

و اوضح الكسواني في تصريح خاص لـ”دنيا الوطن” ان المواجهات انتجت عن عدة اصابات في صفوف المصلين و المرابطين في المسجد الاقصى المبارك، مضيفا ان هناك اقتحاما من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي للمسجد الاقصى من الداخل حتى وصلوا الى مسجد عمر ، مشيرا الى انه تم اعتقال احد اطقم الاسعاف .

واكد انه تم اغلاق جميع ابواب المسجد الاقصى بالسلاسل و الجنازير، حيث ان قوات الاحتلال الاسرائيلي منتشرة بشكل كبير في باحات المسجد الاقصى، كما ان هناك اعتلاء على اسطح المسجد من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي.

واشار الى انه تم السيطرة على الحريق الذي وقع في باب الجنائز وهو احد ابواب المصلى القبلي من قبل قوات الدفاع المدني.

وحول عدد الاصابات و المعتقلين، بين الكسواني انه تم اعتقال مواطن واحد فقط وهو احد طواقم الاسعاف، مؤكدا في الوقت ذاته ان عدد الاصابات كبير ، مشيرا الى انه  لم يتم الحصول على بسبب عدم القدرة للوصول اليهم حيث ان المسجد الاقصى محاصر ومغلق بالكامل بالسلاسل الحديدية.

وقال الكسواني: “نستنكر قرار اقتحام المسجد الاقصى خصوصا انه يأتي بتحريض من قبل المتطرفين الاسرائيليين و شرطة الاحتلال، حيث ان المسجد الاقصى يتم اقتحامه لليوم الثالث على التوالي، حيث ان المسجد الاقصى اصبح مسرحا للمواجهات و ليس مسجدا للعبادة”.

وفي السياق اوضح ان حكومة الاحتلال الاسرائيلية تحاول في كل مرة تطبيق قرار تقسم المسجد الاقصى زمانا و مكانا، مشيرا الى ان هذه المحاولات تفشل في كل مرة لان المسجد الاقصى هو عبارة عن معادلة صعبة فلن يستطيع الاحتلال تطبيق هذا القرار، على حد تعبيره.

واكد مدير المسجد الاقصى ان المرابطين في المسجد الاقصى كلهم على قلب رجل واحد، لافتا الى ان كل مقدسي و كل فلسطيني هو مرابط.

وقال: “رسالتنا الى العالم العربي و الاسلامي بان يكون هناك تحرك فعلي و محاسبة اسرائيل على انتهاكاتها بحق المسجد الاقصى حيث انها انتهكت جميع الحقوق سواء حرية العبادة او حقوق الانسان و الاثار و الاعتداء على حرمات المسجد الاقصى لذلك يجدر على الامة العربية و الاسلامية التحرك من اجل محاسبة و محاكمة اسرائيل دوليا بسبب الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها المسجد الاقصى المبارك”.

بدوره اكد عزمي دريني رئيس تحرير مؤسسة “كيوبرس” انه تم اقتحام المسجد الاقصى لليوم الثالث الساعة السابعة و النصف، مشيرا الى انه تم منع دخول المصلين و طلاب المدارس الشرعية الى باحاته، كما تم اخراج جميع المصلين من المسجد الاقصى و حصرهم و ابعادهم عن المصلى القبلي الذي تم اقتحامه حتى وصلت قوات الاحتلال الى منبر صلاح الدين الايوبي والمحراب.

ولفت دريني الى انه تم القاء القنابل الصوتية والرصاص المطاطي و الغاز على المعتكفين في المسجد الاقصى، كما تم اعتقال بعض الشبان،.

وقال دريني: “في حادثة خطيرة حيث تم اشعال النيران في الناحية الجنوبية من المصلى القبلي، كما تمت عملية التضييق على رجال الاطفاء”.

واضاف: “في هذه اللحظات هناك مواجهات عنيفة جدا داخل المسجد الاقصى حيث تم اطلاق النار وقنابل الصوت و المطاط على الشبان في محيط المسجد الاقصى”.

وبين انه لم يتم الوصول حتى الان الى احصائية شاملة حول عدد الاصابات ، حيث ان هناك العديد من الاصابات من الشبان و المصلين و رجال الاسعاف والصحفيين و المصورين.