شهر ” اكتوبر” تشرين اول الدامي في العراق … الاسباب والنتائج / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) الأحد 6/10/2019 م …
منذ الغزو والاحتلال عام 2003 والعراق ينزف دما ونهبا للثروات ولن يتوقف مسلسل الموت والقتل المجاني مثلما لم تتوقف عجلة ماكنة السرقات واللصوصية والفساد الاداري لاكثر من عقد ونصف من السنين وهرب اللصوص بمليارات الدولارات دون ان يمسهم سوء واستقبلتهم عواصم دول تدعي اشاعة الديمقراطية وهم ينعمون في تلك الدول التي استقبلتهم بترحاب صدر مع الامول المسروقة انهم يعيشون حياة بذخ مترفة وسط عوز وفاقة وجوع ملايين العراقيين.
هذا ما اوصل العراق الى حافة الافلاس فضلا عن تفشي البطالة والامية وتقدم العراق صفوف الدول في مجالات الفساد المالي والاداري وباتت شهادة الدراسة في العراق بعد ان كان بلدا يحظى بتقدير منظمات دولية مثل اليونسكو وغيرها غير معترف بها مثلما تردت الاوضاع الاقتصادية وتفشت البطالة في صفوف الخريجين وغير الخريجين وتصدرالاميون والذين لايفقهون من الجهلة المشهد الاداري والمالي والسياسي والاقتصادى والثقافي والاعلامي في مؤسسات السلطة وبات الكفوء ونظيف اليد ملاحقا لانه يغرد خارج سرب الحرامية والفاسدين.
وعندما نشير الى هذه الاوضاع الكارثية فاننا لانمنح النظام السابق شهادة حسن السلوك لكن الذين يحكمون العراق اليوم ” بيضوا صفحات تاريخ ذلك النظام الدكتاتوري ” الذي اوغل في ارتكاب الجرائم والمجازر البشرية ضد العراقيين وحتى بحق قادة في حزب البعث الذي كان يحكم العراق انذاك فضلا عن الحروب التي زج العراق فيها تحت شعارات كاذبة وفضفاضة سواء مع ايران او غيرها ليصل العراق الى ما عليه الان بعد الاحتلال من ضعف وهوان وتمزق وتشرذم .
لقد تمادى من حكموا العراق بعد الغزو والاحتلال في استخفافهم بالمطالب العراقية المشروعة وتمترسوا وراء “شعارات البرلمان و” الديمقراطية الزائفة والقانون المغيب بعد ان توزعت ولاءاتهم.
على دول اجنبية خارجية مما جعل القرار السيادي مغيبا فمنهم من يدين بالولاء للمحتل الامريكي ودول استعمارية اخرى مثل بريطانيا وفرنسا ومنهم من يقدم الطاعة الى تركيا او ايران او السعودية او دول هامشية مجاورة وينفذ اجنداتها مقابل ” الملايين من الدولارات”.
ولم نلمس طيلة اكثر من ست عشرة سنة ان هناك من بين هؤلاء من يشعر ويحس بماساة العراقيين وان كل الذي نسمعه وعودا كاذبة “و تشريعات قوانين وصدور قرارت تخدم الموجودين في ” الرئاسات الثلاث” وتصب في مصلحتم وينسحب ذلك ايضا على اوضاع شمال العراق ولن نمنح قادة الكرد شهادة حسن السلوك لانهم ضالعون ومشاركون في الماساة العراقية التي اعقبت عام 2003 واستثمروها لصالحهم دون ان يدخلوا اصلاحا ملموسا يخدم الشعب الكردي الذي تباكواعلى ماساته واستثمروها من ان اجل ان تتضخم ارصدتهم في البنوك الاجنبية.
وفي خضم هذه الفاجعة العراقية لابد وان تتحرك لدى العراقيين مشاعر الغضب ضد سلطة ” منتخبة” زورا فقد اثبتت الوقائع ان 20 بالمائة فقط من العراقيين شارك في الانتخابات الاخيرة لكن نفس الوجوه طلعت على العراقيين في انتخابات اقرت بتزويرها حتى واشنطن لكنها صمتت لانها مستفيدة من مثل هذه الانتخابات بعد ان صدرت ” دمقراطيتها ” ديمقراطية الموت الى العراق والمنطقة ولن نرى في الافق ما يشير الى ان هناك تغييرا في نهج او سلوك جميع الذين يتصدرون المشهد السياسي منذ الاحتلال حتى الان من ” معممي او افندية او متشرولي المنطقة الخضراء “.
من حق العراقيين كل العراقيين دون ان ينزوى طرفا متفرجا بعد هذه الفاجعة ان يثوروا على سلطة تحكم العراق وتتحكم بمصيره وفق اجندات خارجية سلطة فقدت مشروعيتها وكنسها عن وجه العراق لكن ان تحاول بعض الجهات المشبوهة التي كانت وراء ماساة العراق التي تواصلت لاكثر من ثلاثة عقود من السنين وتحاول استغلال تضحيات المتظاهرين من اجل الوصول الى الحكم مستغلة تضحيات العراقيين والشهداء المطالبين بحقوق مشروعة هذا مالا يسمح به لانه تكرار للماساة خاصة وان تلك الجهة عرف عنهاانها سبق ان استغلت اطرافا وشخصيات عسكرية للوصول الى السلطة وحكم العراق مرتين سواء كان ذلك عام 1963 او عام 1968.وحاولوا استغلال احداث عام 2014 عندما غزت داعش مدنا عراقية ومنها الموصل وكانت واشنطن تقف موقف المتفرج لكن الارهابيين لم يتيحواالفرصة لهم بالرغم من تعيين المسمى ” غانم الجماس” في حينها وهو عسكري محافظا للمدينة ثم اختفى .
وحري بالمتظاهرين الذين قدموا الشهداء ان ينتبهوا الى هؤلاء الذين يحاولون ان يسرقوا و يستثمروا تضحياتهم ويجيرونها لصالحهم من خلال ماكنتهم الاعلامية الضخمة التي نراها عبر فضائيات معروفة في مواقفها الطائفية تتلقى الدعم المالي الهائل من انظمة فاسدة تعمل على تمزيق العراق واثارة النعرات الطائفية والقومية ضمن مخطط امريكي في المنطقة وتحاول ان تدس السم بالعسل او ان تتصدر المشهد الاعلامي او ان تتباكى كذبا على تضحيات العراقيين جراء غباء وضحالة عشرات الفضائيات الاخرى التي تعجز عن المواجهة الاعلامية جراء تسلط اميين وجهلة على مسيرة الاعلام في العراق وهي ظاهرة ” الامية”” مستشرية في جميع مؤسسات السلطة الحاكمة.
وحري بممثلي المتظاهرين الذين قدموا التضحيات ان يضيفوا الى مطالبيهم التي سمعنا ان بغداد اصدرت موافقات عن حزمة منها بالرغم من اننا لانثق بالوعود وما اكثرها حتى لوكانت مكتوبة فالمطلوب عملا ملموسا خاصة ما يتعلق باوضاع ملايين المواطنين المعيشية من المتقاعدين اصحاب الرواتب المتدنية وغيرهم والاصرار على صدور قانون التقاعد الموحد للموظفين والعسكريين وغيرهم وان يجري الانتباه الى ضرورة اعادة النظر ب الامتيازات المالية التي يتمتع بها اعضاء ” البرلمان” والتي منحتهم تقاعدا مجزيا خلافا لكل قوانين العالم مقابل فترة زمنية يمضيها عضو البرلمان لاتتجاوز 4 سنوات وكذلك امتيازات الرئاسات الثلاث والوزراء في الوقت الذي يمضي فيه العسكري او المدني في خدمة الدولة نصف عمره دون ان يحصل على راتب تقاعدي مجزي.
التعليقات مغلقة.