“غزة” نحو حرب تحريكية قادمة أم هدوء مستمر ؟ تهديدات حماس بين الواقع وقرار نتنياهو ؟
الأردن العربي ( الثلاثاء ) 15/9/2015 م …
المتمعن جيدا بالأوضاع السياسية والعسكرية في قطاع غزة وخاصة مع أحداث المسجد الأقصى، يعلم أن تدحرج كرة اللهب تأخذ الشكل البطيء ، والحديث عن وقوع حرب رابعة مع الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الراهن أقرب أن يكون فارغا.
رغم تهديد حركة حماس لإسرائيل على لسان متحدثها سامي أبو الزهري حين قال : ” إن التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى هو بمثابة إعلان حرب”، بالتزامن مع إصابة أحد عناصر الضبط الميداني التابعين لكتائب القسام برصاص الاحتلال عقب تعرض مجموعة منهم لإطلاق نار شرق خانيونس، إلا أنه من الصعب التنبؤ بإعلان حرب، كون العوامل الرئيسية التي استندت عليها الحروب السابقة مفقودة.
يدعم هذا الحديث المذكور سلفا بعض المراقبون والمحللون العسكريين، فهم يرون أن الاستعدادات الموجودة في المنطقة ليست كافية، ويرى آخرون أن تصريحات وتهديدات المقاومة الفلسطينية تبقى أحاديث إعلامية فارغة تتناسب مع الأحداث الواقعة.
واحد من هؤلاء المراقبون الدكتور المحلل السياسي عبد الستار قاسم، حين قال في حديثه لـدنيا الوطن، إن العوامل الموجودة لا تدعو للحديث عن وقوع حرب.
ويرى قاسم أن المقاومة وعلى رأسهم حماس لا تمتلك زمام المبادرة في إعلان حرب، مردفا: “ إسرائيل هي من تتحكم في زمام المبادرة، ولا يمكن لأحد أن يجبرها على ذلك”.
رأي قاسم كان مناصفا للدكتور عمر جعارة الخبير في الشأن الإسرائيلي بعد ما أكد الأخير أن اسرائيل هي القاضي الناهي في هذا الأمر.
وبالعودة للمحل قاسم فعقب على تهديدات فصائل المقاومة بإعلان حرب، بأنها تصريحات إعلامية ( فارغة) تتناسب مع الأحداث الراهنة.
لكن يرى جعارة أن هناك تخوفات من الجانب الإسرائيلي من حدوث ردود فعل عسكرية بعد تصريحات المقاومة وخاصة في الضفة ردا على اقتحامات الأقصى.
حديث جعارة يدعم ما قالته حماس في بيانها التهديدي، الذي طالبت من المجتمع الدولي التحرك السريع لوقف الجريمة الإسرائيلية قبل انفجار الوضع بأكمله، وأكدت أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير المخطط الإسرائيلي المجرم.
الأوضاع الحالية تشابه ظروف الحرب الأخيرة في العام المنصرم من حيث التوقيت والطريقة، ولكن يبقى علامة الفصل في هذا، المتغيرات الجدرية في الشأن الإسرائيلي. حسب المتابعين.
وكان قطاع غزة تعرض في السابع من يوليو/تموز الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة استمرت واحدا وخمسين يوماً، استشهد خلالها ما يزيد عن ألفي مواطن معظمهم من الأطفال والنساء، ودمرت في حينها تسعين ألف منزل، ولم تسلم دور العبادة من الاستهداف، وأتت على البنية التحتية لقطاع غزة.
أما عن العائلة الإسرائيلية. فكان ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي قد قدموا مؤخراً توصيات لوزير الحرب الإسرائيلي، موشيه يعالون، بإعادة النظر بإمكانية فتح المعابر مع قطاع غزة بشكل واسع والسماح بعبور آلاف الغزيين إلى الأردن والضفة الغربية، وذلك للتخفيف من الأزمة الاقتصادية في القطاع وتفاديا لمواجهة عسكرية جديدة نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية في غزة ولتخفيف حدة الانتقادات الدولية على الحصار الإسرائيلي.
رغم ذلك استبعد مصدر في قيادة الجيش الإسرائيلي اندلاع مواجهة عسكرية مع حركة حماس في الفترة القريبة، وقال في تصريحات نشرتها مواقع اعلامية عبرية إن الفرصة مواتية للتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد في قطاع غزة، وأن حماس غير معنية بمواجهة عسكرية جديدة في الوقت الراهن.
وفي ختام حديث جعارة وقاسم فقد اجمعا على أن إسرائيل ستعلن الحرب في الوقت الذي يتناسب مع التغييرات التي ستطرحها في الفترة المقبلة.
ويبقى التساؤل المطروح هل ستشهد المرحلة القادمة حرباً تدميرية على غرار الحرب الاخيرة ام ستكون حرباً خاطفة لينفجر الضغط الداخلي بوجه إسرائيل وتكون حرباً تحريكية .. هذا ما ستكشفه الايام القادمة ؟
التعليقات مغلقة.