د. أنيس الخصاونه في مقال لا تنقصه الصراحة … ما سر قوة وزير الداخلية الأردني سلامه حماد !




نتيجة بحث الصور عن سلامة حماد

سلامة حماد

د. أنيس الخصاونه ( الأردن ) السبت 12/10/2019 م …

  • د.انيس الخصاونة
  • الكاتب د. أنيس الخصاونة

تكرار دخول وخروج بعض الشخصيات من الحكومات من أمثال السادة ناصر سامي جودة، والمهندس سعد هايل السرور وآخرين يجذب اهتمام بعض الأردنيين الذين يتساءلون عن أسرار قوة هؤلاء الرجال، وأسباب إصرار رؤساء الحكومات على ضمهم إلى فرقهم الوزارية.

لن نتحدث اليوم عن سر قوة ناصر جودة الذي تربع على عرش وزارة الخارجية لسنين عديدة رغم تغير ستة حكومات وتناوب أربع رؤساء حكومات وهو يشكل الثابت الوحيد الذي لم يستطع رئيس حكومة الاقتراب منه، مما أدى إلى تعاظم قوته ونفوذه في وزارة الخارجية.

من جانب أخر لن نتحدث عن سر قوة المهندس سعد هايل السرور الذي خدم رئيسا لمجلس النواب ثم ترشح لعضوية المجلس مرة أخرى ولم يحالفه الحظ فتم تعيينه وزيرا للداخلية، ثم عضوا في مجلس الأعيان، ثم مستشارا في الديوان الملكي العامر.

لن أتحدث عن الشخصيتين سالفتي الذكر، حيث تناولنا أسرار قوتهما في مقالات سابقة.

حديثي اليوم عن السيد سلامه حماد وزير الداخلية (مواليد ١٩٤٤) الذي خدم وزيرا في الأعوام ١٩٩٣-١٩٩٥، ومن ١٩٩٦-١٩٩٧، وفي أعوام ٢٠١٧، ٢٠١٩ وربما سيبقى في الأعوام ٢٠٢٠-٢٠٣٠ إذا أطال الله في عمره.

أتساءل، كما يتساءل بعض الأردنيين، يا ترى ما سر قوة الوزير حماد؟ ولماذا لم تتكرر أسطورة سلامه حماد مع قفطان المجالي مثلا؟ سلامه حماد ابن وزارة الداخلية مدير ناحية ثم مدير قضاء ثم متصرف ثم محافظ وكل زملاءه، لا بل معظم مرؤوسيه الذين عينهم محافظين، إما توفاهم الله أو على أسرة الشفاء أو متقاعدين، فما الذي يدفع رؤساء الحكومات لاختيار شخص مسن على أبواب الثمانين من عمره ليعمل وزيرا لوزارة مهمة ذات مساس مباشر بكافة الأجهزة الأمنية، وذات صلة مباشرة بالمواطنين والحريات العامة وتطبيق القانون؟ هل هو احترام الرجل الكبير للحريات الفردية، أم عداءه الكبير للخارجين على القانون؟ وهل الرجل فعلا يؤمن بحقوق المواطنين في التعبير والتظاهر والتي منحهم إياها الدستور؟ إن كان الأمر كذلك فما هو تفسير القوة المفرطة التي تم استخدامها ضد بعض الحراكيين وقياداتهم في فترات خدمة سلامه حماد في وزارة الداخلية؟ وكيف يمكن أن نفهم عدم نجاح إدارة سلامه حماد في التعامل مع أحداث الرمثا قبل اقل من شهرين؟ وكيف يمكن فهم إخفاقات الرجل في التعامل مع الخارجين على القانون ومروجي المخدرات؟ أم أن الرجل ليس قويا كما يعتقد بعض الناس وان الأمر وما فيه أن سر قوة الرجل هو في ضعفه؟

بتقديري إن أسرار قوة الوزير حماد لا تكمن في قدراته الإدارية، ولا في أساليبه القيادية المستخدمة في وزارته وتعييناته وتنقلات المحافظين والقيادات الإدارية التي يجريها.

سر قوة الوزير حماد يكمن في نجاحه في تشكيله صورة ذهنية (غير حقيقية) لدى رؤساء الحكومات توحي بأنه رجل المرحلة وأنه هو الشخص المطلوب لضبط الأمن والنظام والمحافظة على هيبة الحكومة وأجهزتها على الرغم بأن فترات خدمته كوزير للداخلية شهدت أكبر مظاهر الانفلات الأمني والخروج على القانون، وسرقة السيارات، والاعتداءات على الموظفين الرسميين وبعض الأمنيين. ومع أن الرجل لم يعمل في القوات المسلحة ولا الأجهزة الأمنية لكن كلامه عن الأمن وهندامه وربما ملامح وجهه توحي بأن الرجل امني بامتياز، وأنه صلب وحازم وشديد.

ورغم أن هذه الصفات قد لا تكون بعيدة عن خصائص شخصية الوزير حماد، فإننا نعتقد بأن ضعف بعض رؤساء الحكومات وهشاشة قدراتهم القيادية هي التي كانت تدفع باستمرار لاختيار السيد سلامة حماد لموقع وزير الداخلية.

اداء سلامه حماد في وزارة الداخلية وبكل المعايير ليس أفضل من أداء سمير الحباشنة ولا حسين المجالي، ولا نايف القاضي، ولا سعد هايل السرور ولا مازن القاضي، ولا غيرهم.

نعم يكمن سر قوة الوزير حماد في الصورة الذهنية التي شكلها لدى صناع القرار وعلاقاته الشخصية مستفيدا ومستثمرا في القاعدة العشائرية للقبيلة التي ينتمي إليها والتي تحظى باحترام الأردنيين.

حديثنا هذا ينبغي أن يكون ذا صلة بتشكيل الحكومة القادمة أو التعديل الوزاري المتوقع على حكومة الدكتور الرزاز.

الأردنيون لا ينظرون بعين الرضا إلى أداء السيد سلامه حماد، تماما مثلما لا ينظرون بارتياح إلى أداء عدد من وزراء التأزيم في حكومة الرزاز.

تغيير بعض وزراء الوزارات السيادية المهمة وفي مقدمتهم وزير الداخلية ووزراء التخطيط والإدارة المحلية والتربية ربما يشكل انفراجا ملموسا لحكومة الرزاز ويرفع من مخزون التأييد والرضا الشعبي عن الحكومة وشخوصها.

أما قضية الأداء الفعلي للوزراء مجتمعين ومنفردين فتبقى قضية جدلية مشكوك فيها، حيث أن أداء الحكومات وفعاليتها محكوم أو يجب أن يكون محكوما ببرامجها وكيفية تشكيلها وارتباطها بأحزاب وقوى سياسية فاعلة في المجتمع تتنافس فيما بينها للوصول إلى مواقع صنع القرار لتقديم حلول لمشاكل المجتمع، والفيصل في الحكم عليها واستمرارها أو تغييرها هم المواطنون والانتخابات الحرة والنزيهة.

نظرات سلامة حماد وملامح وجهه وكشرته لن تحقق الأمن للوطن فالأمن للوطن يحققه المواطنون المنتمون لثرى هذا البلد والحريصون على مقدراته تماما مثلما يحرص عليه البواسل المرابطين على الحدود والثغور.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.