الخلاف بين واشنطن وانقرة اشبه ب “معركة القصابين” / كاظم نوري

نتيجة بحث الصور عن امريكا والاكراد

كاظم نوري ( العراق ) الأحد 13/10/2019 م …




من يعتقد ان هناك خلافا بين الولايات المتحدة وتركيا الاردوغانية حول غزو القوات التركية  شمال شرق سورية او الاستهتار والاستخفاف بمعارضي سياستها العدوانية التوسعية  على حساب دول الجوار فهو واهم بالرغم من ان الكذاب بومبيو وزير الخارجية الامريكية قال ان واشنطن لم تعط ضوءا اخضر الى تركيا بمهاجمة شمال شرق سورية والا بماذا نفسر سحب القوات الامريكية  من منطقة محددة في الشمال السوري وتركت الباب مفتوحا للقوات التركية  للدخول الى سورية؟؟

كما ان شاويش اوغلو وزير خارجية  تركية الذي ارتدى الزي العسكري ضاربا الدبلوماسية عرض الحائط هو الاخر اكد ان هناك اتفاقا تم بين اردوغان  والرئيس الامريكي  دونالد ترامب بالرغم من صيحات الاخير الكاذبة التي لم تتوقف  من ان الولايات المتحدة سوف تدمر اقتصاد تركيا ان هي تجاوزت المسموح به في غزوها لشمال شرق سورية .

 لاندري ماهو المسموح به من وجهة نظر امريكية  تركية وان كل الذي ينفذونه في  سورية من غزو واحتلال مدن  واعتداءات وتدمير هو خارج اطار الشرعية الدولية ؟؟

 كما ان واشنطن كانت حريصة   كما  ا تضح  على عدد من قادة ” داعش ” الارهابية” عندما نقلتهم الى جهة مجهولة  من مناطق الكرد.

ونعود الى عنوان المقال ” الخلاف بين واشنطن وانقره اشبه بمعركة القصابين” المعروف ان القصاب في العراق يضع في حزامه سكينا او اكثر من سكين بحكم مهنته وحين تنشب معركة بين القصابين لم نر احدا قد استخدم هذه السكاكين وينحصر الشجار والصراع في الشتائم والصياح والصراخ  على الطريقة التركية الامريكية الحالية التي اعقبت غزو تركيا لشمال شرق سورية  بايحاء من الولايات المتحدة.

تركيا  ورغم التحذيرات من اطراف دولية واقليمية صمت اذانها حتى عن سماع اصوات جيرانها مثل ايران المعنية بالشان السوري والتي اعتبرت ما حصل عدوانا على سورية  كما روسيا التي اكدت على لسان الرئيس بوتين عندما حذر اردوغان  ان اي عمل عسكري تركي قد يقوض العملية السياسية ويتيح الفرصة لداعش بان تنشط من جديد  بينما ذهب وزير الخارجية سيرغي لافروف ابعد من ذلك بحكم درايته ومعرفته بالحماقة التركية حين قال ان هذه العملية غير الشرعية قد تفجر الوضع في المنطقة.

وكعادتها انقرة  لم تكترث بالنصائح وبردود الافعال الاقليمية والدولية واستخفت بها  لكنها  ما ان تلقت ردود فعل رافضة من دول الاتحاد الاوربي لعملية الغزو هذه حتى رفعت ورقة هي اشبه بورقة ” الشحاذين” التي تبتز بها دول الاتحاد والتي مفادها ان انقرة سوف تطلق العنان لاجتياز   الملايين من المهاجرين حدودها باتجاه حدود دول الاتحاد الاوربي وهو الاسلوب الذي من خلاله تحصل انقرة على اموال من بعض دول الاتحاد وكانت المانيا الدولة السباقة في تقديم الملايين من اليورو الى تركيا .

كما اعتبر  مندوب تركيا لدى الامم المتحدة عملية الغزو التركي  للاراضي السورية مشروعة وقانونية تدخل في صلب قوانين  الامم المتحدة لتفسر  الامر على هواها وهي التي تنسق مع واشنطن في ظل مخطط للسيطرة على مناطق سورية خاصة النفطية في دور الزور  وضمها الى تركيا على ذات الطريقة التي استحوذت فيها على مناطق سورية سابقا مثل ميناء  الاسكندرونه السوري فضلا عن محاولتها اقامة دولة داخل الدولة السورية من خلال مرتزقة ” ما يسمى الجيش الحر” وجماعات ارهابية  اخرى تدين بالولاء للاستخبارات التركية وتوفرلها  الحماية  زجتهم في مقدمة قواتها الغازية لشمال شرق سورية  مثلما وفرت الحماية للارهابيين في محافظة ادلب السورية رغم التعهدات التي وقعتها مع روسيا في سوتشي وتملصت منها  لاحقا.

اما  بعض قادة جماعات الكرد وغيرهم من الذين راهنوا على الاجنبي وخاصة الامريكي يتحملون وزر هذا العدوان التركي الذي جاء يتنسيق مع واشنطن وقد انتبه  الى ذلك البعض منهم عندما اشار الى ” طعنة امريكية بالظهر وجهتها لهؤلاء الذين راهنوا على الولايات المتحدة دون ان يستوعبوا دروس التاريخ التي تؤكد ان حفظ كرامتهم وحمايتهم هو بالعودة الى احضان الدولة السورية الشرعية الام ورفع علم سورية فوق الابنية والمؤسسات التابعة للدولة والتي استحوذوا عليها بعد غياب الدولة اثر الحرب الارهابية المستمرة للعام الثامن ورفعوا اعلاما مختلفة عليها  لا بالمراهنة  الفاشلة على وعود الاجنبي.

 بهذا وحده يمكن ضمان دخول الدولة السورية وقواتها  المسلحة للدفاع والتصدي للقوات التركية الغازية وحماية المواطنين في مناطق شمال شرق سورية وتقطع الطريق على قوات اردوغان وتبدد  احلامه المريضة ؟؟

اما اذا اصرت بعض الفصائل الكردية في ” قسد” على ذات المطاليب الانفصالية دون ان تضع نصب  اعينها مصير  الشعب  الكردي وتعود الى احضان الامة والوطن  الذين يعيشون على ارضه  فانها سوف تدفع ثمن خيانتها وسوف يستغل الجانب التركي هذا الموقف للايغال في عدوانه وتشريد الابرياء  واتاحة الفرصة للارهابيين” من داعش”   وهم بالالاف من الموجودين في عهدة الاكراد للهروب والانتشار من جديد في المنطقة وربما تهديد دول اخرى من خلال نقلهم الى هناك وهو ما المح له الرئيس الروسي بوتين عندما قال ان انقرة سوف لن يكون بمقدورها السيطرة في حال انفلات الاوضاع جرا ء مغامرتها العسكرية  وهو ما تريده انقره وواشنطن حتى تستمر في تنفيذ مخططها خاصة وان هناك ماتبقى من فلول الارهاب في ادلب لتتواصل الماساة في سورية وفي المنطقة عموما.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.