الباحث أسعد العزوني يحاضر في ” الخيمة المسكونية ” عن صفقة القرن
الأردن العربي ( خاص ) – الأحد 13/10/2019 م …
* نابليون بونابورت حمل صفقة القرن بنسختها المبدئية عندما غزا مصر وهزم في فلسطين
* صفقة القرن تهدف إلى شطب القضية الفلسطينية لصالح الصهاينة وتحجيم الهاشميين لصالح أبناء سعود
* مستدمرة إسرائيل تعاني من قلق الوجود
* التحالف الأردني -الفلسطيني كفيل بإفشال صفقة القرن
- صفقة القرن التي روّج لها كوشنير في البحرين مسروقة من جامعة كولوبيا
- صفقة القرن فاشلة لأن أركانها ترمب وبن سلمان والنتنياهو يتأرجحون
- مملكة الجبل الأصفر إحدى إفرازات صفقة القرن السعودية
عمّان-
قال الباحث أسعد العزوني أن البعض يظن أن صفقة القرن هي وليدة اليوم ،جاء بها المريضان العقليان ترمب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان عام 2016،لكن الحقيقة تقول أن صفقة القرن بمفهومها المبدئي حملها القائد الفرنسي الغازي نابيلون بونابورت قبل 220 عاما عندما غزا سواحل الإسكندرية في طريقه لإحتلال مصر قبل إنتحاره على أسوار عكا وعودته مهزوما.
وأضاف خلال محاضرة له في الخيمة المسكونية التابعة لكنيسة الراعي الصالح في عمّان مساء أمس السبت ،أن نابليون أصدر وعدا أسماه”موبيلييه”وعد فيه بمنح فلسطين وطنيا قوميا لليهود،لكن هزيمته أعاقت المشروع مئة عام ،إذ أن بلفور عام 1917 أصدر وعده المعروف بإسمه “وعد بلفور”،منح فيه فلسطين وطنا قوميا ليهود بحر الخزر،ومنذ تلك اللحظة وصفقة القرن تتخذ مسميات مختلفة وتتجدد على أيدي أناس ماسونيين إنجيليين،وإن كان بعضهم يتخذ من الإسلام دينا.
وأوضح الباحث العزوني أنه بين “موبيلييه-نابليون”و “وعد بلفور” دخل على الخط إبن مردخاي سلول الملك عبد العزيز، الذي تعاقد معه المندوب السامي البريطاني آنذاك السير بيرسي كوكس ،على تسليمه حكم الجزيرة العربية مقابل التنازل عن فلسطين لليهود،ولأنه كان مطواعا ويعتبر كوكس أباه وأخاه وأمه ولا يعصي له أمرا،سلمه صكّا ممهورا بختمه ،يتنازل فيه عن فلسطين والقدس ليهود بحر الخزر،وهو بطبيعة الحال شريك أساس في جريمة صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية لصالح الصهيونية ،والأردن الرسمي “الهاشميون لصالح أبناء مردخاي سلول المغتصبين لأرض الحجاز.
وقال أن أبناء مردخاي سلول في الحجاز المغتصبة لعبوا دورا خطيرا وكبيرا في صفقة القرن ، منذ دخولهم على الخط عام 1915 حتى يومنا هذا ،وأنهم تفوقوا في خطورة دورهم على الغرباء الراحلين من نابليون وبلفور وغيرهما،وأصبحوا بفعل الدعم الصهيو-بريطاني عمود المنطقة المسموم بالغدر والخبث،فقبل تدفق النفط في بلاد الحجاز ،مكنتهم بريطانيا من الحكم من خلال تزاوجهم مع الوهابية اليهودية ،التي أسسها اليهودي محمد بن عبد الوهاب”الإسم المستعار”،مع أبناء مردخاي سلول على أساس أن الدين للوهابية والسياسة لأبناء سعود،وهكذا فرضوا سيطرتهم مدعومين من قبل الصهيونية على العالمين العربي والإسلامي ،ووصل الأمر بهم إلى إلغاء الجهاد في مؤتمر دكار الإسلامي.
وأكد أن إسهام أبناء سعود في صفقة القرن واضح للعيان ،إذ انهم ورطوا الراحل الحسين بأحداث أيلول عام 1970،وقد هدد الملك فيصل الراحل الحسين بثورة أردنية تقتلع نظامه وتقضي على الفلسطينيين معا في حال لم يقم بطردهم ،لأن السعودية لا تتحمل ثورتين ضدها في الشمال “الأردن”وفي الجنوب “اليمن،والغريب في الأمر أن أبناء سعود آنذاك كانوا يخططون للغدر بالراحل الحسين ، من خلال عرض مشروع إستثماري في المنطقة مقابل الحصول على الوصاية على القدس ورفع العلم السعودي فوق الأقصى،موضحا أنه وبعد إخراج الفلسطينيين من الأردن ،بدأ العبث السعودي يتضح شيئا فشيئا ،وتظهر خطورته من مرحلة لأخرى ، وقد بدأوها بإيهام القيادة الفلسطينية أن قرار إقامة الدولة الفلسطينية بأيديهم ،وأجبروهم على التنازل شيئا فشيئا إلى أن أصبحت القيادة الفلسطينية رهينة للدولة الموهومة .
وقال أن أبناء سعود دخلوا على الخط بكامل لياقتهم الخيانية والتآمرية في سنة الحسم السوداء 1982،التي أخرج فيها الفلسطينيون من لبنان حيلة وغدرا بعد صمود مشرف في بيروت إستمر 88 يوما أمام السفاح شارون وجيشه المرعوب،وعندما فشل أبناء سعود بالضغط المباشر على عرفات للخروج من بيروت ووقف إطلاق النار ،كلفوا له قيادات السنة في بيروت، ليطلبوا منه وقف إطلاق النار والإنسحاب من بيروت لأنها عاصمة لبنان وليست مدينة فلسطينية،مضيفا أن الملك فهد آنذاك طرح مشروعه الإستسلامي المعروف على قمة فاس عام 1981 لكنه فشل في الموافقة العربية عليه ،فتأجل عرضه الثاني إلى نفس القمة عام 1982،وتم فرضه على القمة بغياب ليبيا ومصر،وهنا بدأ العبث السعودي العلني في القضية الفلسطينية.
وأشار العزوني إلى انه وبعد الملك فهد جاء أخوه عبد الله الذي طرح مبادرة إستسلامية أخرى أسماها مبادرة السلام العربية ،وفرضها على قمة بيروت العربية عام 2002،تحفظ عليها آنذاك الرئيس اللبناني المقاوم إيميل لحود، لأنها تلغي حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ،وتعهدت المبادرة بالتطبيع العربي-الإسلامي الشامل والكامل مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية،لكن السفاح شارون ركلها وركل أصحابها بكلتي قدميه ،وأعاد أحتلال عدة مدن فلسطينية وحاصر الرئيس عرفات في مقره بمقاطعة رام الله إلى أن قتله وكلاء الموساد بالسم.
وأكد الباحث العزوني أنه ومنذ بروز ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمجيء المتمسح بالإنجيلية والجمهوريين على حد سواء الرئيس ترمب ،كشرت السعودية عن أنيابها معلنة رغبتها الملحة في شطب القضية الفلسطينية لصالح الصهيونية وإقامة مملكة إسرائيل الكبرى ،وشطب الأردن الرسمي “الهاشميون “لصالح أبناء سعود، الذين يحاصرون الأردن ماليا وإقتصاديا ويضغطون على الملك الهاشمي عبد الله الثاني للتنازل لهم عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،ليتمكنوا من السيطرة عليها وضمها للمشروع الماسوني الذي يهدف لإقامة دولة روحية تضم مكة والمدينة والقدس ،على ان يرفعوا هم العلم السعودي فوق الأقصى تماهيا مع الإحتلال الصهيوني ،وهذا هو المسمى الجديد لصفقة القرن.
التعليقات مغلقة.