” الأردن العربي ” يرصد رد الفصائل الفلسطينية .. تصعيد نتنياهو : لماذا الآن ؟

 

 

 الأردن العربي ( الأربعاء ) 16/9/2015 م …

يبدو أن رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو كشر عن أنيابه  في وجه المسجد الأقصى، فمنذ  ثلاث أيام  ومع صياغة هذا النص الهجمة الإسرائيلية تأخذ بالتوسع، والسبب الرئيسي في هذا استغلال نتنياهو حالة الانقسام الفلسطينية الحاضرة منذ ثماني سنوات، ومن جهة أخرى ما يحصل في الدول العربية من تفكك عميق.

وكان الرئيس الوزراء الإسرائيلي قد اصدر صباح الأربعاء، قرارات بتكثيف الهجمة العسكرية في باحات الأقصى، وتشديد عقوبات على الشبان الذين يتصدون لتلك الاقتحامات. وكانت مواقع  اسرائيلية قد قالت إن نتنياهو سيشرع بجولة بأماكن احتكاك حساسة  في القدس المحتلة وذلك على ضوء ازدياد عمليات إلقاء الحجارة في الآونة الأخيرة.

أمام هذه الهجمة الشرسة أجمعت الفصائل الفلسطينية الموجودة على الساحة في أحاديث مختلفة لـدنيا الوطن، أنها لن تترك نتنياهو ينفرد بالأقصى وستقف  في وجهه في بالسبل كافة، مؤكدة أن السبيل الوحيد لإنقاذ الأقصى هو توحيد الصف الفلسطيني من ثم  التوجه لأعمال المقاومة بشكل متماسك.

حركة حماس جددت تهديدها على لسان القيادي فيها الدكتور يحيي موسى حين قال الأخير، : ” في حال استمرار هذه الأعمال المسعورة بحق المسجد الأقصى، سنفعل ما يتطلب منا وبكل الأدوات المتاحة”.

” نتنياهو استغل الوضع الفلسطيني والعربي القائم، ولا يمكننا الصمت على هذه الأفعال”. يضيف موسى.

أما حركة فتح  وصفت ما يشرع به نتنياهو بحق الأقصى  بالأعمال الاستفزازية على غرار تلك التي قام بها أرئيل شارون في عام 2000م، حين اقتحم باحات المسجد واندلعت على أثرها الانتفاضة الثانية.

وقال الدكتور فايز أبو عيطة المتحدث باسم حركة فتح : “  نحمل إسرائيل هذه الجرائم المستمر، كذلك الأمر للمجتمع الدولي”، مؤكدا أن الشارع الفلسطيني وعناصر فتح ستواصل تصديها لتلك الاقتحامات.

أما أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، دعا إلى رفع اليد الثقيلة عن مقاومي الضفة المحتلة خاصة، ووقف العلاقة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، قائلا: “المقاومة هي اليد الوحيدة  للوقف بوجه نتنياهو، وغير ذلك محض خُرافات”.

كذلك الأمر للجبهة الشعبية، حين قال القيادي فيها ذو الفقار سويرجو،:  الانقسام الفلسطيني جعل الاحتلال ليس مُكلفا، لذلك من الممكن أن يستمر في هجماته”.

وأوضح ذو الفقار أن الخروج من هذا المأزق يتمثل في ثلاث مستويات، الأول  يجب على الفصائل أن تصعد دبلوماسيا وعسكريا في وجه نتنياهو، والثاني رؤية مصالحة جديدة خاصة في قطاع غزة، واخيرا رفع اليد الثقيلة عن سلاح المقاومين بالضفة المحتلة.

وختم  قيادي الجبهة حديثه داعيا : “  يجب العمل بتلك المستويات لنجعل الاحتلال مُكلفا”.

أما رمزي رباح القيادي في الجبهة الديمقراطية دعا إلى عقد اجتماع قيادي لجميع الفصائل دون استثناء لوضع استراتيجية موحدة تحارب هذه الهجمة. مطالبا  بتسريع التحرك الدولي لإنقاذ الأقصى وإيجاد حلول سريعة لتوحيد الصف الفلسطيني.

وحسب الشرطة الإسرائيلية فقد زار الأقصى منذ الأحد الماضي، نحو ألف يهودي مع حلول السنة العبرية الجديدة، علما أن عناصر الشرطة الإسرائيلية منعت الرجال الفلسطينيين تحت سن 50 عاما من الصلاة فيه وفرضت عوائق على دخول النساء.

يذكر أن المواجهات تجددت أمس الثلاثاء في المسجد الأقصى ومحيطه لليوم الثالث على التوالي أصيب خلالها 26 مواطنا، في أعقاب اقتحام المصلى القبلي وإحراق جزء منه ومحاولة إخلاء المرابطين من داخله من قبل جنود الاحتلال.

من جهته قال د. ناجي شراب  المحلل والخبير السياسي ” أن اسرائيل تسير باتجاه حسم ملف مدينة القدس بفرض مشروعها وهو التقسيم المكاني والوظيفي ، الأمر الذي يعني تفريغ القدس من مضامينها السياسية واختزالها في مجرد شعائر دينية يمكن أن يمارسها المسلمون في أوقات معينة  وبالتالي فصل القدس عن طابعها الحضاري التاريخي الوطني العربي الإسلامي ،وهذا بالطبع له دلالات سياسية خطيرة .

وتابع اسرائيل مستمرة في هذا المخطط ،وزيارة نتنياهو الرسمية ما هي إلا مقدمة لفصل القدس عن باقي المناطق الفلسطينية، فهي تشكل تحدياَ واستفزازا للمشاعر الدينية للفلسطينيين والمسلمين، ويمكن أن تشكل دفعة قوية لانتفاضة ثالثة.

واستبعد شراب” اندلاع انتفاضة ثالثة في هذه المرحلة رغم أن زيارة نتنياهو تشبه لحد كبير زيارة شارون فهما كانتا لنفس الهدف، لكن ما قد يحصل هو مزيد من التصعيد ومزيد من المواجهة  لكن يمكن ان نستبعد اندلاع انتفاضة ثالثة بشكل كبير، مشددا على أن الانتفاضة ليست مستبعدة الحدوث، فالانتفاضة قائمة في الضفة  وقد بدأت ارهاصاتها الأولى بالمواجهات الصغيرة لكن هناك محاولات لاحتواء تطوراتها وأبعادها، فالانتفاضة موجودة وستتغير أبعاد هذه الانتفاضة وتتعمق إذا ما قام حدث كبير جدا فان ذلك سيكون بمثابة القنبلة التي ستفجر هذه الانتفاضة وإذا ما انطلقت هذه الانتفاضة ستكون نتائجها كبيرة.

ونوه شراب “أن من المفارقات الغريبة وجود مكونات الانتفاضة التي منها الاستفزاز الاسرائيلي ،الاحباط العام السياسي والاقتصادي كل هذه العوامل تساعد على اندلاع الانتفاضة لكن يبدو أن السلطة الان في مرحلة لا تستوعب أو لا يمكن أن تتكيف مع مثل هذه الانتفاضة .

وأشار “إلى أن الانتفاضة هذه إذا ما حصلت فهي ستحصل ضمن الانقسام السياسي ، على عكس الانتفاضة التي قامت في حكم شارون ، هذا الانقسام الذي سيجعل من قوى سياسية وتنظيمات مثل حماس لخلق سيناريو جديد والدفع باتجاه الانتفاضة لإيجاد بيئة سياسية جديدة .

وأضاف “شراب” أن ردود الفعل على المستوى الفلسطيني في غزة لم تكن أكثر من مجرد شعارات سياسية وبعض المسيرات والتي للأسف الشديد اختلطت فيها مسيرات الاقصى بالنقد والهجوم على السلطة وهذه مفارقة ، فالأقصى يستحق مسيرات قائمة بذاتها لكن أن نخلط امور الكهرباء فهذا قد أضعف ردة الفعل الغزية.

أما عن ردة فعل السلطة فهي لا تملك إلا الإدانة وقد تلوح في هذه المرحلة بإعادة النظر في علاقتها بإسرائيل خصوصا في نقطة التنسيق الأمني الذي سيتبلور في خطاب الرئيس محمود عباس في نيويورك.

وأكد شراب ” أن المستوى العربي والاسلامي الرسمي  يدرك خطورة ما يجري في القدس لأن ما يجري هناك سيشكل خطورة على الدول العربية خصوصا السعودية مصر و الاردن التي ستتحرك بشكل أكبر لاحتواء ما يجري في القدس وبالتالي ردود الفعل العربية والاسلامية كانت وستكون متواضعة بشكل كبير ولن تتعدى دعوة لعقد مؤتمر إسلامي وهي بالمناسبة دعوات فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع ،هذه الردود الضعيفة بسبب انشغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية

 

وختم بالقول  “أن هناك ردود فعل ستكون الأقوى وهي على المستوى الفردي والتي ستدفع بعض الأفراد إلى القيام بعمليات  كبيرة ونوعية من منطلق ودافع عقائدي وديني، وستشكل هذه الردود الفردية المفارقة في حال اندلعت الانتفاضة.

من جهته قال  اللواء كامل ابو عيسى الخبير الاستراتيجي : بان حكومة بنيامين نتنياهو وأمام الإخفاقات التي تعرضت لها على الصعيد الإقليمي والحصار الدولي السياسي والمعنوي المفروض عليها دوليا بسبب رفضها لمشروع حل الدولتين وهو الحل الذي من المفترض تنفيذه على امتداد العامين القادمين وحتى نهاية الولاية الثانية للرئيس الأمريكي باراك اوباما في رئاسة البيت الأبيض وأكد بان الخطة الإسرائيلية ترتكز على وهم افتراضي يقضي باصطياد عصفورين بحجر واحد العصفور الأول يكمن في فرض خطه التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى في حمأه انشغال دول الاقليم والامه العربية في العديد من المشاكل والملفات الساخنة في سوريا واليمن وليبيا والعراق وشبه جزيرة سيناء والعصفور الثاني دفع الفلسطينيين للدخول في الممر الإجباري نحو إشعال نيران الانتفاضة الثالثة وهي الانتفاضة التي ستتجاوز في سقفها الخطوط الحمراء لبرنامج السلام الفلسطيني المدعوم دوليا وعلى قاعدة الاعتقاد الإسرائيلي الرسمي بأنها ستطيح بقياده السلطه الوطنيه معنويا وسياسيا على الصعيدين الفلسطيني والعربي من جهة والصعيدين الإقليمي والدولي من جهة أخرى وباعتبار انها جاءت بحسب التوقيت الإسرائيلي والبرنامج الإسرائيلي المعد سلفا للخروج من ضائقة الحصار السياسي الدولي والاستحقاقات المطلوب دفعها إسرائيليا لنجاح حل الدولتين . وعمليا فان المشروع الإسرائيلي برمته قد يتحول الى قفزة في الهواء بلا معنى وغير محسوبه على صعيد النتائج اذا عمل الجانب الفلسطيني بعكس التوقعات الافتراضية الإسرائيلية واكتفى بتصعيد موجه من الاحتجاجات القوية والمؤثرة في القدس الشرقية والمسجد الأقصى ومناطق عام 1948 م كبديل عن الانتفاضة الثالثة وبانتظار الظروف الفلسطينية الملائمة لاشتعالها كبديل عن الدخول في الممر الإجباري الإسرائيلي المعد افتراضيا لاشتعالها والسير بها باتجاه إسقاط وتجاوز مشروع السلام الفلسطيني دوليا وللأهمية فان إسرائيل وحكومه بنيامين نتيناهو وهي تعيش في مرحله من انعدام الوزن الاستراتيجي على الصعيدين الإقليمي والدولي فقدت أهميتها كحليف سري للسعوديه ومجلس دول التعاون الخليجي بعد عجزها عن ضرب إيران وإخفاقها في منع تمرير مشروع الاتفاق النووي الإيراني الامريكي في الكنجرس كما انها تلقت ضربتين من العيار الثقيل في نفس الوقت تمثلت الأولى في قيام الحلف المصري الروسي وعلى قاعدة إنشاء اكبر تجمع صناعي روسي شمال وجنوب قناة السويس في منطقة الشرق الأوسط وإعادة تسليح وتحديث القطاعات العسكرية الفاعله على الصعيد الاستراتيجي للجيش المصري والمترافق مع إعلان اكتشافات حقل ( ظهر ) للغاز الطبيعي في السواحل المصريه وهو الحقل الذي اسقط كل حسابات اكتشافات الغاز الإسرائيلية وهز بشكل عنيف كل حسابات البورصة الإسرائيلية ومشاريع الشركات الإسرائيلية مستقبلا ، هذا بالإضافة للضربة الثانية المتمثلة بالنزول والانتشار المباشر للقوات لاستراتيجيه الروسيه عسكريا على الأراضي السوريه وهو الامر الذي يفقد اسرائيل ورقه اللعب دوليا وإقليميا بالورقه السوريه ، لهذا ولذلك فان توحيد البيت الفلسطيني وعلى قاعدة التوافق على حكومه التوافق الوطني الفلسطينية او تشكيل حكومه وحده وطنية بالتزامن مع دخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي الى صفوف منظمه التحرير الفلسطينية وفي اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي والعمل على تشديد الشرعيات الوطنية عبر صناديق الانتخابات سيحول المشروع الافتراضي الإسرائيلي وخطط بنيامين نتنياهو الى قفزه في الهواء غير محسوبة على صعيد النتائج تنتهي الى الزوال في سله المهملات التاريخية إقليميا ودوليا ، ورحم الله الشهيد القائد خليل الوزير ابو جهاد وهو القائل بان سر نجاحنا وقوتنا يكمن دائما في أننا نعمل بعكس ما يفكر الآخرين عنا وما ينتظره الأعداء بحسب اعتقادهم منا

الخلاصة أن إسرائيل نجحت في شراء زمن القدس في الوقت الذي فشل فيه الفلسطينيون والعرب في شراء زمن القدس .

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.