الدكتور سمير أيوب يكتب عن ” التديّن المغشوش “
مدارات عربية – الأربعاء 23/10/2019 م …
كتب الدكتور سمير محمد ايوب
التدين المغشوش ، بالقطع منافق ،
يا امة تضحك من جهلها جل امم الارض..!!
سألني حفيد من احفادي قبل قليل ، عن طبائع النفاق بكل اشكاله . فقلت له سالخص لك شيئا من اجمل ما سبق لي وان قرأت في هذا الشأن يا ولدي :
* النفاق هو تبرير كوارثنا بعري نساءنا ، وبالبعد عن الله سبحانه وغضبه علينا . رغم أن جل نسائنا من اكثر نساء الارض تغطية لاجسادهن ، ونحن من اكثر شعوب الارض إدعاءً بالايمان وبناء بيوت العبادة وارتيادها . تبعا لهذه القاعدة البائسة ، نُقاد كالانعام للظن ، أن ازدهار اليابان والهند والصين وأوروبا وامريكا والعدو الصهيوني هو لقربهم من الله ورضاه عنهم .
* النفاق هو أن تعلم علم اليقين أن المجتمعات الأكثر ” تديّنا ” في العالم ، هي أيضا الأكثر فسادا وإفسادا في كل مناحي الحياة ، ثم تَهذي بأن سبب فساد الأخلاق عندنا ، هو فقط لنقصٍ في التدين ، أو تفشي ارتداء بعض النساء لملابس مُستفِزَّة للغرائز .
* ليس هناك من نفاق اوقح ، من أن تطالب بتطبيق الشريعة فى بلدك ، وزيادة مواد الدين في المناهج التعليمية ، ثم تهاجر للعيش فى بلد علماني ، وتسجل ابناءك في مدارس البعثات التبشيرية الفرنسية او الامريكية او البريطانية او غيرها .
* ليس هناك من نفاق أحقر ، من أن تحرق العلم الأمريكي او الصهيوني او غيرهما ، فى كل مناسبة أو دونها ، ثم تقف فى طابور سفاراتها أو قنصلياتها لأجل الحصول على تأشيرة دخول اليها .
* النفاق هو ألا تكترث للفساد التفصيلي في كل مناحي حياتك اليومية ومفاصلها ، ثم لا تراه إلا فى تنورة أو سروال قصير ، أو قبلة في لوحة مشهورة .
* النفاق هو أن ترى ميركل المانيا ، وتاتشر بريطانيا ، وليفني العدو الصهيوني ، واولبرايت امريكا وغيرهن من السيدات اللواتي يحكمن العالم ، ويُدِرنَ شؤونه بأمانة وبنجاح واخلاص وإتقان ، ويسعدن شعوبهن ، ثم تقول أنت وجوقات التسحيج الجاهل ، أن المرأة لا تصلح للعمل العام ، وانها ضلع قاصر ، وناقصات عقل ودين .
* النفاق يا رعاك الله ، هو أن تعتبر كل نساء الأرض عورات٬ وحبائل الشيطان٬ وحطب جهنم ٬ إلا أمك ، فإن الجنة فقط تحت أقدامها خص نص .
تخلفنا يا ولدي ، ليس بسبب بعدنا عن الدين أو قربنا منه . فالأمم المتقدمة ليست اكثر من شعوبنا تدينا . ولكنه لعدم اخذنا الصارم بأسباب التقدم والتطور . وفشلُنا هو لفسادنا كرعية ، وفساد الكثير من المؤتمنين على شؤوننا ، في الكثير من امور حياتنا اليومية . ورجعيتُنا لأننا بعيدون عن صلب العلوم الوضعية وتطبيقاتها ،والثقافة الجادة الملتزمة .
نحن يا ولدي ، وعمم على أبناء جيلك ، شعوب تظن أن الله لم يَهدِ إلا سواها وبالطبع هذا كذب بواح . نحن أمة يا ولدي تقهقه من جهلها الامم صبح مساء . ثقوا يا أبناءنا ، بأن الله لم يحابي الجهلاء ولن . فاذا ما نزل مؤمن وكافر الى بحرٍ ، فلن ينجو الا من تعلّم السباحة ، وأتقن فنونها .
التعليقات مغلقة.