تقرير … قاسم سليماني .. حاولوا اغتياله لأنه اغتال مؤامراتهم
كتب أمين أبوراشد
محاولة اغتيال رجل قيادي بمستوى اللواء قاسم سليماني، يستلزم التحضير لها سنوات، نتيجة الأمن الممسوك في الداخل الإيراني، سيما وأن العملية كان يُعدّ لها عبر وضع كمية هائلة من المتفجرات في نفقٍ تحت حسينية يملكها والد سليماني في مدينة كرمان، وكان اللواء يزورها بشكلٍ خاص في التاسع والعاشر من مُحرَّم.
وبناء على تحقيقات جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني مع الخلية الإرهابية التي تمّ القبض على أفرادها، اعلن قائد الجهاز الشيخ حسين طائب، أن محاولة اغتيال قائد قوة القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني هي نتاج تنسيق أجهزة عربية وعبرية، وهو اعلان له دلالات لافتة.
اكتسبت “قوة القدس” أهمية إيمانية منذ إعلان الامام الخميني يوم القدس في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، وبات على هذه القوة التي تولى اللواء سليماني قيادتها منذ العام 1998، مسؤولية دعم حركات المقاومة في المنطقة والعمل على طريق تحرير فلسطين من رجس الإحتلال الصهيوني، وسط تخاذل بلغ حدود العمالة لبعض الأنظمة العربية التي تُجاهر اليوم بتطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب، والمصلحة مشتركة بين إسرائيل وبين هؤلاء العملاء منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
الحديث عن دور اللواء سليماني بدأ عام 2003 في مواجهة الإحتلال الأميركي للعراق، وقد اعترفت أميركا أنه من أكثر القادة الذين عملوا على تنظيم المقاومة العراقية وألحقوا الهزائم القاسية بالجنود الأميركيين، الى أن تدفَّق الإرهاب على سوريا من ثمانين دولة، وبرز إسم اللواء سليماني في مواجهة مخططات الارهاب في المنطقة وهي مخططات صهيونية غربية، وقد برز سليماني كظاهرة تجمع الإستراتيجية الهادئة الهادفة والخطط العسكرية الشجاعة، ورجولة الميدان التي يتمتَّع بها، سواء في رسم الخرائط الواقعية على أرض الميدان أو التواجد حيث يجب في الصفوف الأمامية.
بين المقاومين يعيش هذا القائد المتواضع، يعانقهم كأخوةٍ له في متاريس المواجهة، يفترش الأرض مثلهم، يتناول معهم طعامه، يؤدي معهم صلواته، ويُسامرهم في استراحاتهم، وهو قدوتهم ومثالهم الأعلى.
بناء على ما سلف تكمُن خطورته بنظر الأعداء، لأنه ليس ذلك المُنظِّر الإستراتيجي عن بُعد، بل هو أشبه بعلماء الفيزياء النووية الإيرانية يُتابع مهامه الجهادية من الألف الى الياء، وكان له نصيبه الأبرز من العقوبات الأميركية على المؤسسات والقادة الإيرانيين.
وبناء على دوره الكبير في احباط مخططات الاميركيين والصهاينة وحلفائهم في المنطقة يبرز سعي هؤلاء للانتقام ووقف دوره، فهو ركن كبير في المواجهة الخارجية، كما ان القدس قِبلته، فدوافع محاولة إغتياله مُتوقَّعة من الجبناء الذين هزمتهم إيران بالحق في ميادين المواجهة…
التعليقات مغلقة.