ما هي قنبلة أبو مازن في خطابه القادم؟
الأردن العربي ( الخميس ) 17/9/2015 م …
في ظل ما يعيشه الشعب الفلسطيني في الوضع الراهن من تجاذبات سياسية واستنتاجات تحليلية حول ما سيلقيه الرئيس محمود عباس من قنبلة رافضا الكشف عن ماهيتها ..
يبقى الإنتظار سيد الموقف لمعرفة ما يدور في ذهن الرئيس أبو مازن وما ستحمله تلك القنبلة في طياتها إما من أمور يمكن لها أن تلبي حاجات الشعب وبالمقابل تعمل على ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي أو إستنتاجات أخرى يكشف عنها التحليل التالي ..
المصري :موضوع تفجير المفاجاءات لا ينفع بالوقت الحالي
من جهته أكد المحلل السياسي هاني المصري أنه ومنذ فترة طويلة والرئيس أبو مازن يهدد تارة بقرار لا يتوقعه أحد ،وتارة أخرى بمفاجأة أيلول وتارة أخرى بتقديمه للإستقاله ، قائلا: ” أعتقد أن الرئيس خاصة فيما يخص الشعب الفلسطيني يجب أن يلبي حاجته ، وذلك بتنظيم وترتيب البيت الداخلي ببناء مؤسسة وطنية جامعة وبناء برنامج مشترك جبهة وطنية عريضة تضم كل الأطراف والقوى والشخصيات حتى نضع طاقتنا في مجرى واحد قادرة على تحقيق الأهداف الفلسطينية لتصدي المخاطر الاحتلال والعدوان بغزة وبكل كمان “،لافتا الى أن موضوع تفجير المفاجاءات لا ينفع بالوقت الحالي .
وأوضح أنه لو أراد الرئيس الإستقالة فإن ذلك من حقه ، مستطردا: “ ولكنه يجب أن يرتب البيت الفلسطيني قبل ذهابه حتى لا يحدث فوضى أو إنهيار ، وإنهاء واجباته ومسؤولياته قبل أن يغادر، حتى يقف كل شخص على مسؤولياته امام الشعب الفلسطيني”.
وأضاف في حديثه لـ “دنيا الوطن” : “اتفاقية اوسلو بالنسبة لإسرائيل انتهت منذ زمن بعيد ، أما بالنسبة للفلسطينيين فإنه قائم ويجب أن يضعوا خطة للتخلص منها وليس الحديث مرة عن وقف التنسيق الأمني ومرة عن إلغاء اتفاقية أوسلو، يجب أن يتم وضع خطة لتوفير متطلبات إنهاء أوسلو وليس الحديث عن إلغائه فالتحدث عنها لا يسمن ولا يغني من جوع”،مؤكدا أن الأهم في ذلك البدء بالإجراءات والبدء بالسياسات التي تجعلنا نتخلص من اتفاقية أوسلو وليس قرارات لا تنفذ أو إعلانات للإستهلاك المحلي .
واعتبر المصري أن الضغوط العربية والإسرائيلية والإمريكية على الرئيس أبو مازن تستدعي المجابهة وتغير ميزان القوي ، وتجعلهم يصنفوا أهدافنا ومطالبنا الفلسطينية بالحسبان ، ماضيا بقوله: “ الضغوط موجودة لأن إسرائيل تدعمها أمريكا، ولا يمكن أن تغير الإدارة الأمريكية سياسيتها الداعمة لإسرائيل بالتمني وحسن النوايا والمناشدات إنما بإستخدام أوراق القوة والضعف ، حتي يصبح الإحتلال مكلف بإسرائيل ومن يدعمها “.
ولفت الى أن الوحدة الوطنية هي الأساس لمجابهة إسرائيل والإحتلال والتنكر الدولي والدعم الأمريكي لإسرائيل، متمما: ” يجب أن نكون شعب قواه موحدة تلك هي الاولوية والضرورة خاصة أن المستهدف هو الكل الفلسطيني”.
حرب: الخطاب ممكن أن يدور حول ترتيب داخلي للفلسطينيين
من جهته وافق المحلل السياسي جهاد حرب نظيره المحلل هاني المصري على أنه يجب التخلص من إتفاقية أوسلو وأن يتم وضع خطة لتوفير متطلبات إنهاءها، قائلا حرب: ” رغم ذلك برأي لا يوجد إلغاء لإتفاقية أوسلو،وأن الخطاب ممكن أن يدور حول ترتيب داخلي للفلسطينيين ،ربما عقد مجلس وطني تنضم فيه حركتي حماس والجهاد الإسلامي ، أيضا فصل رئاسة السلطة عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير “.
وأكد أن تلك هي المسائل المطروحة بمايتعلق بوجود المفاجئات، متتمما: ” برأي لا احد يمتلك معلومة دقيقة عما يدور بعقل الرئيس أبو مازن وبماذا يفكر حتى أقرب المقربين له “.
وأوضح حرب فيما يخص إستقالة الرئيس فإن عمليا لا وجود للإستقالة حاليا رغم التوقيع عليها من قبل الرئيس أبو مازن ، مشيرا الى أنه لم يُعقد المجلس الوطني وفي حال عُقد المجلس سيقدم استقالته ضمن اللجنة التنفيذية .
ونوه حرب الى أن القنبلة التي ربما يفجرها الرئيس تكمن في عدم ترشحه أمام الجمعية العامة لأي منصب سياسي فلسطيني مستقبلا ، مضيفا: ” أي أنه يريد أن يسلم ، عندما سيعقد مؤتمر سابع كذلك سيسلم، فالواضح أن الرئيس أبو مازن وصل لمرحلة قرر فيها أن يترك الراية للأجيال القادمة “.
ونوه الى أن تعرض الرئيس أبو مازن للضغوطات الامريكية الإسرائيلية هو سبب تفكيره بالإستقاله وارد مضيفا: “ الرئيس آمن منذ سنوات طويلة أنه بإمكان الوصول الى سلام مع إسرائيل عن طريق المفاوضات ، لكن بعد ربع قرن من بدء المفوضات الإسرائيلية الفلسطينية سواء بمدريد مرورا بأوسلو واضح أن ذلك التوجه أصبح غير ممكن ،وفشل خيار المفاوضات لوحدة كوسيلة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي” ،مشيرا الى أنه لم يعد أمام الرئيس خيارات إما أن يستمر بالمفاوضات وذلك من شأنه تكريس الإحتلال والإستيطان أو ترك منصبه لأجيال ربما تأخذ زمام المباردة لنهج جديد مختلف عما قدم خلال ربع قرن الماضي.
الضغوطات تخفف من مستوى الخطاب
من جهته قال المحلل السياسي طلال عوكل :” أن التسريبات والحديث يدور عن أن القنبلة لها علاقة بأمرين وهما إتفاقية باريس ووقف التنسيق الأمني مع الإحتلال ولكن هناك ضغوطات بدأتها الولايات المتحدة وبالتالي عمليا ذلك يربك المشهد ويجعلنا متشككين ، هل هي قنبلة أم ممكن أن تكون قنبلة صوت”، موضحا أن ذلك يعني أن يكون هناك تخوفات من الضغوطات الأمريكية وهي ليست بسيطة وايضا ردود الفعل الإسرائيلية ، متمما: ” وبالتالي ذلك الأمر يخفف من مستوى الخطاب ولم يعد بحجم قنبلة “.
وأضاف في حديثه لـ “دنيا الوطن” : ” الرئيس لم يستقيل فعليا ومؤكد أن الضغوطات الأمريكية الإسرائيلية لها دور كبير وأحد تلك الأسباب تأجيل المجلس الوطني ، ولكنها تنطبق أيضا على الضغط بموضوع الإستقالة خوفا من أن رحيل الرئيس أبو مازن من شأنه ترك فلسطين بوضع غير مستقر بوضع فلسطين غير مستقر في حال مغادرة الرئيس أبو مازن”.
وأكد عوكل أن موضع إعلان استقالته بشكل رسمي أمام جمعية الأمم المتحدة غير وارد متابعا: ” الظروف عمليا ليست مهيئة للإستقالة فالوضع يحتاج الى ترتيبات للبيت الداخلي ، والى أوقت أطول من ذلك ، وأن ما يمكن أن يعلنه الرئيس عبارة عن ضغوطات تسفر عن أن لا نكون أمام حدث كبير ”
ويذكر أن الرئيس محمود عباس تحدث عن رحلته المقبلة إلى الأمم المتحدة وأنه سيتحدث عن أوسلو والخروقات والإنتهاكات الإسرائيلية متمثلة بقرارات المحكمة الإسرائيلية العليا ، ووعد الرئيس عباس بأنه سيقدم مفاجأة، مؤكدا «سألقي في نهاية الخطاب قنبلة. ولن أكشف عن ماهية هذه القنبلة».
التعليقات مغلقة.