الأردن ليس فقيرا / أسعد العزوني

نتيجة بحث الصور عن اسعد العزوني 

أسعد العزوني ( الأردن ) الجمعة 1/11/2019 م …




أستغرب كثيرا كيف يجرؤ البعض ويقول إن الأردن بلد فقير ،وأستهجن أيما إستهجان أن يقال عن شعب تربة أرضه حمراء أنه فقير، وربما لا يجد البعض الخبز والشاي ليطعم أولاده،ولا يعقل أن يكون شعبا فقيرا ويعمل فيه ما يزيد عن مليون وافد،بينما أبناؤه يتسكعون في الشوارع بلا عمل وخاصة خريجو الجامعات منهم.

الأمر متعلق بسياسات الحكومات المتعاقبة التي لم تنتهج سياسة الشهيد وصفي التل،وعزلت نفسها في أبراج عاجية وطوّبت البلد لها ولفلذات أكبادها مزرعة مشاعا ،تاركة شبابنا وبناتنا في مهب الجريمة والفقر والفاقة والفقر والتطرف ،ذلك أن تلك الحكومات جاءت ليس لخدمة الشعب وتنفيذ التوجيهات الملكية السامية في كتب التكليف ،بل كان جل همها أن تزداد غنى على غنى ،وترفه  عن أبنائها وبناتها .

تراب الأردن أحمر ،وحتى الأصفر في الصحراء يمتاز بخصوبة  ما بعدها خصوبة ،وهنك مزارعون أردنيون حولوا الصحراء الأردنية إلى جنان خضراء ،يبدو شجرها مثل “طلوق “النعناع،فما بالك بتربة ضواحي عمان  والشمال والبلقاء ومأدبا ،ذات السهول السهوب التي تبدوا في فصل الربيع كسجادة عجمية متقنة الصنع.

شبابنا وصبايانا ونساؤنا في الأرياف والبوادي يتمتعون بعقول منفتحة ،ولديهم خاصية الإستيعاب والقدرة على الإبتكار ،والرغبة في الإنتاج لتأمين الحياة الكريمة ،لكن سياسات الحكومات المتعاقبة بعيدة عن تطلعات هذا الشعب اليتيم ،الذي بات يعتمد على مبادرات وكالات الأمم المتحدة التي أخذت على عاتقها النهضة بهذا الشعب قدر الإمكان.

أول أمس الأربعاء أقيمت فعالية شاركت فيها وزارة الزراعة ومنظمة الفاو  وبرنامج الغذاء العالمي والتحالف الوطني لمكافحة الجوع برئاسة سمو الأميرة بسمة بنت طلال ،والجمعية الملكية للتوعية الصحية ودار أبو عبد الله  وتكية أم علي،ورأينا كرنفالا وطنيا إنتاجيا غذائيا لذيذا، يحاكي ما يقدم في الفنادق العالمية ،مع فارق كبير وهو أن ما يقدم هناك غير مضمون وربما بلا طعم قياسا لما قدمته نساء الشمال ومأدبا وصباياها وشبابها ،الذين تم تدريبهم وتأهيلهم من قبل الفاو وبرنامج الغذاء العالمي ،ووجدوا فرص عمل في مؤسسات كثيرة أبدعوا من خلالها،وكانت وجباتهم مضمونة وخالية من المحرمات كلحم الخنزير وغيره.

تعج أرفف المولات عندنا بالمنتجات الغذائية المعلبة المستوردة ،مثل المخللات بأنواعها ،ورب البندورة ومشتقاتها ،مع أن هذه المنتجات متوفرة لدى الجمعيات الصغيرة التي أسستها نسوة فاضلات  صممن على محاربة الفقر والجوع ،فما المانع من دعم هذه الجمعيات وزيادة عددها ،وإقامة بازارات مركزية دائمة في كافة انحاء البلاد وبأسعار رمزية ،والإتفاق معهن على توفير المستلزمات الغذائية ،ليس للسوق فقط ،بل لمؤسسات الحكومة مثل المدارس ،وهذا يتطلب قرارا شجاعا يتضمن إعادة وجبة إفطار المدارس.

مطلوب من الحكومة إعادة النظر في واقع الإنتاج ،وعدم قصره على كبار الرأسماليين فقط ،بل إتاحة الفرصة للنساء والشباب والصبايا وتمكينهم من إقامة مشاريع إنتاجية صغيرة ،تقيهم الفاقة والحاجة وتبعد عنهم شبح التطرف ،وتعمق ولاءهم وإنتماءهم للبلد ،وبذلك نكون قد خلقنا جيلا منتجا ،وخففنا من نسب العنوسة عند الجنسين ،وحمينا أبناءنا من الإستقطاب والتطرف.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.