سورية … رغم الحصار الظالم وحجم الخراب الهائل … طبيب سوري يجري عملية نادرة لأكبر “خسارة جدار بطن” في العالم بمدينة حلب

طبيب سوري يجري عملية نادرة لأكبر “خسارة جدار بطن” في العالم بمدينة حلب

الأردن العربي – السبت 2/11/2019 م …

طبيب سوري يجري عملية نادرة لأكبر “خسارة جدار بطن” في العالم بمدينة حلب




تمكن الطبيب السوري محمد هيثم الويسي من إجراء عملية جراحية لحالة “فتق انتحاقي” في البطن، تعد نادرة والأولى من نوعها في العالم من ناحية كبر حجم الفتق وضياع كامل جدار البطن للمريض.

ودخل المريض البالغ من العمر 23 عاماً إلى مشفى عيسى الجراحي في مدينة حلب وهو يعاني من خسارة كامل جدار البطن مع كافة الطبقات المغطية للأمعاء، حيث بلغ حجم خسارة الجدار “مساحة 30×30 سم”.

وشرح الدكتور محمد هيثم الويسي لتلفزيون الخبر الإجراءات التي تم اتباعها للتعامل مع هذه الحالة النادرة قائلاً: “المريض تعرض لإصابة حربية أدت لخسارة كامل جدار البطن، ما يسمى طبياً بالفتق الاندحاقي”.

وبين الويسي أن “حالة الفتق الاندحاقي هي حالة معروفة طبياً، إلا أن حدوثها مع المريض المذكور بهذا الحجم الكبير لخسارة الجدار البطني وكافة طبقات البطن، هو ما جعلها حالة نادر الحدوث والأولى من نوعها من حيث كبر الحجم”.

وأضاف الويسي: “المريض أجرى 5 عمليات جراحية بمناطق مختلفة خارج مدينة حلب أثناء الحرب، إلا أن تلك العمليات أدت لتعرض الفتق لضرر أكبر بسبب صعوبة التعامل مع الحالة، وعندما دخل إلى المشفى كان مقدار خسارة الجلد وطبقات البطن كبيرة جداً”.

وذكر الويسي أن “هناك مواد طبية تستخدم لهكذا حالات، لكن ظروف الحرب والحصار الاقتصادي المفروض علينا جعلها غير متوفرة لدينا، ناهيك عن أسعارها المرتفعة جداً بالنتيجة أيضاً”.

وأضاف الطبيب أن “التعامل مع الحالة كان عبر الاعتماد على طرق قديمة والتعديل عليها بالخبرات الموجودة لدينا، علماً أنه تم وضع العديد من النظريات من أجل إيجاد حل لوضع المريض، فأنت لديك جدار بطن كامل مع طبقاته مختفية، والحجم كبير جداً، فكانت المشكلة هي كيف سنعوض هذا الحجم الكبير من الطبقات والجلد؟”.

وأشار الويسي إلى أنه “بعد العديد من الدراسات قررنا اتباع طرق قديمة مع إجراء تعديلات عليها من أجل تغطية كامل نقص الجدار، فأخذنا جزء من عضلات البطن الجانبية مع أعصابها وشرايينها، وشكلنا منها طبقات عديدة، بلغت نحو 3 لتغطية كافة جدار البطن والجلد”.

وشرح الويسي أنه “عند أخذ قسم من العضلات الجانبية للبطن، فهي لم تكن كافية، ليتم أخذ سفاق العضلة وتشكيله كشريحة أيضاً، أي أن العضلة الجانبية والسفاق شكلنا منهما عدة طبقات تكفي لتغطية كامل البطن وتشكيل جدار لها، مع طبقات الجلد النهائية”.

ونوه الويسي بأنه “تم أيضاً تشكيل طبقة تدعيم للطبقات، من المواد المتوفرة في البلد، حيث استخدمنا مواد هي نوع من أنواع الخيوط الجراحية، إلا أنها تأتي على شكل شبكة، ووضعت لتدعيم باقي الطبقات”.

وعن خطورة العملية التي نجح الطبيب بتفاديها، فكانت أولاً بحجم الخسارة الكبيرة لجدار البطن، وثانياً: “بإجراء عملية إغلاق البطن دون حدوث أي اختناقات معوية أو ضغط على القفص الصدري أو الأوعية الموجودة في البطن، منعاً من حدوث صعوبات تنفسية أو ذبحة صدرية أو نقص تروية وجلطات”، بحسب ما لفت إليه الدكتور الويسي.

وأكد الويسي أن “المريض تم مراقبته طيلة 5 أيام بعد العمل الجراحي الذي استغرق نحو 3 ساعات، وذلك للتأكد من عدم حدوث أي آثار جانبية أو سواد في طبقات جدار البطن، وحالياً وضعه الصحي مستقر وجيد جداً وعاد لمنزله مع بقاء المراقبة الدورية له”.

ومن المقرر نشر الحالة الطبية المذكورة في مجلة البحوث العلمية ومقرها في جامعة حلب، مع توثيقها كحالة طبية نادرة الحدوث وبحجم إصابة كبير، مع توثيق الإجراءات الطبية التي تمت والتعديلات التي طرأت عليها.

ليتم بعدها نشر الحالة في مجلات الطب العالمية، في خطوة تسلط الضوء على إمكانات الأطباء السوريين الكبيرة على الرغم من ظروف الحرب التي يعيشونها.

يذكر أن الأطباء الذين شاركوا الدكتور محمد هيثم الويسي في إجراء العملية الجراحية هم كل من طبيب التخدير فادي محسن وفني التخدير زاهد فتوح، بإشراف مدير مشفى عيسى الدكتور أحمد الخطيب.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.