ليس طلقا ولا حسنا هذا الربيع اللبناني العراقي / ديانا فاخوري
ديانا فاخوري ( الأردن ) – السبت 2/11/2019 م …
الدائم هو الله، والدائمة هي فلسطين!
اعود اليوم لما كنت قد كتبته مطلع 2011 مع مطلع “الربيع العربي” حول تقديم الفاعل (الشعب) على الفعل (يريد) ترجمةً حرفيةً تطيح قواعد اللغة العربية الأصيلة وتضرب عرض الحائط بكلام العرب وتشير الى المصدر والمحرك حيث تقوم قواعد اللغة الانجليزية على:
[The subject (the people) precedes the verb (want)]
إذن الفاعل والمحرك الحقيقي هو صاحب الشعار:
(“The people want to bring down the regime”)
“الشعب يريد إسقاط النظام”
يومها حضرني البحتري:
“أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكـا
من الحسن حتـى كـاد أن يتكلمـا”
وأضفت [أما نحن، فليس “طلقا” هذا الربيع الذي يزورنا .. انه “ربيعٌ” سمج وقبيح وقميء .. وهو، رغم ذلك، ضاحكٌ .. ضاحكٌ من تزاحم السذاجة و الطيبة لدينا .. نعم “ربيع” خراجه للصهيوامريكية والغرب لا يمكن أن يكون “طلقا” او عربيا!
تريدونه ربيعا و تريدونه عربيا؟ اذن انزلوا عن الشجرة وتعالوا ليوم مرحمة وكلمة سواء، وادفعوا محور الارض فيميل بكليته الی فلسطين بكليتها.. ففلسطين هي شمس الامة العربية .. عندها فقط يختال الربيع ضاحكا وتزدهر افكاره ورؤاه تجددا واعادة خلق، وتتمخض نهوضا من الموت وتدفق نمو .. عندها نعلن مع محمود درويش انتصارنا علی مشروع طردنا من التاريخ!]
واستكمالا لمقالي السابق: “من بيروت الى بغداد وبالعكس .. عبر البوابات الشامية .. فلسطين هي البوصلة وهي المسألة والقضية!”، هل نستبعد أن تكون صفقة القرن في صلب التخطيط للحراك اللبناني والعراقي؟ اوليس ما يجري في العراق هو صورة طبق الأصل لما يحدث في لبنان سيما وان الأميركيين – اثر حرب 2003 – عملوا على “لبننة” العراق وتطييف نظامه ليصبح قائماً على المحاصصة وجاؤا بالفاسدين على ظهور الدبابات فصار الدستور منتجا للفساد. وهاهم – في لبنان – يحاولون اغتصاب ومصادرة الشرعية من المؤسسات الدستورية ونقلها إلى الشارع الممسوك من حراك تم اختطافه داخليا وخارجيا .. واستطرادا يحاولون استفزاز شارع مساند للمقاومة وحلفائها لتصويره كراعٍ للفساد ومضادٍ للإصلاح والتغيير! فهل جائت استقالة الحريري في سياق صفقة أعدها الخارج مع هذا الحراك ليعود قائدا للثورة ورئيساً لحكومة تكنوقراط تستبعد المقاومة وحلفاؤها؟!
ويبقى السؤال هل يؤدي وجع الإفقار والم الفقر إلى وعي اقتصادي سياسي طبقي في بيئة مجتمعية بُني نظامها السياسي على المحاصصة الطائفية .. وهل يؤدي ذلك (17تشرين الأول 2019 اللبناني) بالضرورة إلى تخطي اتفاق الطائف نحو الدولة العلمانية/المدنية!؟ أشك انه تم تخطي الحلول الجزئية الترقيعية .. نعم تم كشف الغطاء عن الاوليغارشيا، لكن دون انقطاع جدي معها، فذلك يتطلّب تجاوز إسقاط الحكومة لتعطيل سوسيولوجيا النظام برّمتها .. هل يتم التحرّك طبقياً خارج الاصطفافات التي يحدِّدها الاجتماع السياسي الطائفي والنموذج الريعي الذي ترعاه الأوليغارشيا ضد مصلحة الأكثرية، ولحساب الأقلية نفسها التي قمعت التوجه الاشتراكي قبل الحرب؟!
الدائم هو الله، والدائمة هي فلسطين!
ديانا فاخوري
كاتبة عربية اردنية
التعليقات مغلقة.