فشل نتنياهو قد يدفعه للهجوم علي غزة / د. هاني العقاد
د.هاني العقاد ( فلسطين ) الأحد 3/11/2019 م …
ملفات فساد كبيرة تنتظر نتنياهو في اكثر قضية مجملها قضايا استغلال للسلطة والحكم وتبديد المال العام في الرشاوي وتوظيف الاعلام لخدمة برامجه الخاصة مقابل تسهيلات حكومية كبيرة لاصحاب هذه الدوائر وبالتالي توظف هذه الدوائر اعلامها ليفوز نتنياهو بالانتخابات ويبقي علي سدة الحكم ولعل قضية واحدة من هذه الملفات كفيلة بان يقضي سنين بالسجن , نتنياهو بعد فشله في تشكيل حكومة يمين للمرة الثانية بدا يدرس كل المخارج المتاحة واهمها انه يظهر بمظهر الحريص علي اسرائيل وامنها والوطني الكبير الذي يسعي لان يحافظ علي مصلحة اسرائيل الكبري ويبقي هو في ذات الوقت يتمتع بالحصانة بعيدا عن قفص الاتهام مع ان المدعي العام اخضع نتنياهو لجلسات استماع في بعض الملفات الكبيرة ووجه له لائحة اتهام باساءة الحكم واستغلال المال العام واستغلال النفوذ في امور وقضايا شخصية . الفوز بالانتخابات كانت مسالة حياة او موت بالنسبة لنتنياهو , للمرة الثانية لم يستطع نتنياهو الفوز الفعلي بالانتخابات ليتمكن بسهولة من تشكيل حكومة يمينة بحتة تكمل المشروع الصهيوني وتطبق ما تقول عنها الولايات المتحدة الامريكية “صفقة القرن” , ومع فشل نتنياهو في تشكل حكومة هذه المرة كان لابد من اعادة التكليف الي رئيس الدولة رؤوفين ريفلين لينقله بالتالي الي رئيس حزب ابيض ازرق بيني غانتس ليحاول هو الاخر قيادة مفاوضات ينجح من خلالها تجميع ائتلاف برلماني يضمن له تشكيل حكومة اسرئيلية يقودها هو وحده دون شراكة مع الليكود او كتلة احزاب اليمين التي يقودها الليكود ودون ان يدفع ثمن كبير لزعيم اسرئيل بيتنا “افيغدور ليبرمان” ليشارك في تلك الحكومة او حتي تعهد للقائمة العربية بتحقيق شروطها للانضمام للائتلاف .
لن يستسلم نتنياهو ليواجه مصيره امام القضاء الاسرائيلي بل سيبقي يقاتل للبقاء في دائرة الحصانة الدبلوماسية باي ثمن لينجوا من قفص الاتهام هو وزوجته وابنه يائر , فشل نتنياهو في اقناع رئيس حزب ابيض ازرق بتشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة ولم يكن باستطاعته الاتفاق مع بيني غانتس علي حساب احزاب كتلة اليمين الاسرائيلي الذي يتمسك هو بها , فشل نتنياهو المتكرر قد يدفعه للهجوم علي غزة , لم يفوز بالانتخابات ولم يتمكن من تشكل ائتلاف حكومي حتي ولو ضيق ولم يتمكن من مشاركة ابيض ازرق في ائتلاف حكومي واسع ينقذه من السجن , الهجوم علي غزة بالنسبة له يعتبر المخرج الوحيد وخاصة انه يكرر في كل مناسبة ان اسرئيل تتعرض لتهديد كبير جدا من اعدائها , فقد بدأ نتنياهو يكثر من هذا الحديث بمجرد ان ادرك انه فشل فشلا ذريعاَ للبقاء في الحكم . وهذا ما يجعل الكثيرين يتساءلوا ما اذا كان بمقدور نتنياهو وهو يترنح كالذئب الجريح الان ان يسلك هذا الطريق وما النتائج التي سوف يحققها من وراء اي حرب بل ان السؤال الاكبر ماذا بعد ان تنتهي الحرب اين سيأخذ اسرلائيل .؟ وهل سينجوا من تهم الفساد الي الابد .؟
خلال احتفال مراسيم تخريج ضابط اسرئيلين في القوات البرية قال نتنياهو” المنطقة حولينا هائجة وعاصفة وهناك تهديدات في كل مكان – في سوريا ولبنان وقطاع غزة وايضا في العراق واليمن ومباشرة في ايران ” قوات ايرانية ومؤيدة لايران تعمل دون هوادة علي التزود بالسلاح ” ولوح نتنياهو بتوجيه ضربات قوية و الهجوم المبكر لدحر العدو . ولعل ذلك مخرج محتمل لنتنياهو يعتقد انه يستطيع تغير تفاصيل الخارطة السياسية في اسرئيل ويفوز هو بتوافق لتشكيل حكومة اسرئيلية واحدة وواسعة بعد انتهاء تلك الحرب وهذه احد اهم اهداف الحرب التي قد يشنها نتنياهو والمؤكد انه سينجو من تهم الفساد علي الاقل بنـاجيل الحساب وتوجيه لوائح اتهام له الي فترة ما من الزمن . لكن السؤال الادق الان هل يستطيع نتنياهو ان ياخذ قرار الهجوم علي غزة الان وفي معترك مفاوضات تشكيل الحكومة الاسرائيلية وما هو رد بيني غانتس علي ذلك اذا ما لجأ نتنياهو لحل مشكلاته بالحرب علي اي جبهة كانت .؟
الصواريخ التي انطلقت من غزة مؤخرا كانت بمثابة حل مقترح لنتنياهو هو في انتظاره وكان غزة قدمت الحل لنتنياهو وهنا قد يجد نتنياهو الفرصة مواتية اليوم للهجوم علي غزة لفرض معادلة الهدنة طويلة الامد وتقليص سلاح المقاومة وفرض الحل الامريكي وخاصة ان صواريخ المقاومة الاخيرة اغضبت نتنياهو وحلفائة ومعارضية وبات هناك اجماع علي ضرورة تغير طريقة التعامل مع غزة بل والذهاب لسياسة الاغتيالات من جديد بدلا من حقائب الاموال التي تدخلها اسرائيل لغزة , اليوم اليوم قد يندفع نتنياهو للهجوم علي غزة اكثر من اي وقت مضي وهذا ما يفسر اجتماعه في “الكرياه” مع رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرئيلية امان وجهاز الشاباك ورئيس هيئة الاركان افيف كوخافي , وهنا نقول ان نتنياهو قد يعالج كل ازماته الان بالهجوم علي غزة بغض النظر عن الثمن الذي قد يدفعه وخاصة ان واشنطن تؤيد ذلك وهنا يتمكن نتنياهو من التخلص من ملاحقة القضاء له في ملفات الفساد وفي زات الوقت يعمل هذا لموافقة بيني غانتس علي حكومة وحدة موسعة توصي عليها الولايات المتحدة بالتاكيد تنقذ مستقبله السياسي , كل شيئ امامه مغلق ما عدا الهجوم علي غزة .
التعليقات مغلقة.