بيان … أمين عام حزب البعث العربي التقدمي ” في الأردن ” فؤاد دبور يتحدث عن الوجود الأمريكي في المنطقة
الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( السبت ) 19/9/2015 م …
** الوجود الأمريكي متعدد الأوجه في المنطقة وبخاصة العسكري وراء مشكلات المنطقة العربية واستمرار الكيان الصهيوني والعدوان على سورية والعراق وغيرهما ووراء الفتن وحروب المنطقة وتهديد أمنها القومي وإعاقة مشروع الأمة العربية الحضاري …
كشف أمين عام حزب البعث العربي التقدمي (في الأردن) فؤاد دبور، في بيان ؛ اليوم ، مخاطر الوجود الأمريكي متعدد الاوجه ، في المنطقة ، وبخاصة العسكري منه ، ودعمه للكيان الصهيوني غير المحدود ، وقواعده المنتشرة في عدد من الدول العربية ومياهها الإقليمية وفي البحر المتوسط ، واستخدام هذا الوجود غير المرغوب عربياً ، في الإعتداء على دول وطنية عربية كـ سورية والعراق والتدخل في شؤونها الداخلية وخلق الفتن ، وفي دعم الإرهاب ، و توريط أخرى في حروب عدوانية لا مصلحة ولا غاية وطنية أو قومية لها ، فيها.
وأوضح دبور أوجه مخاطر الوجود الأمريكي على المشروع النهضوي العربي وعلى الأمن القومي للأمة وعلى مصالحها الإقتصادية ووحدتها وتنميتها وهويتها الحضارية ، وفي تكريس إستمرار الكيان الصهيوني .
وشدد دبور على ضرورة العمل على إزالة هذا الوجود والنفوذ ومواجهة أخطاره وتداعياته على الأمة العربية، و عبر امتلاك الأقطار العربية لسيادتها وقرارها المستقل وعبر بناء الموقف العربي الواحد والتنسيق العربي المشترك وإحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك وتعبئة الطاقات والقدرات العربية وتوظيفها في الدفاع عن امن الأمة وحماية مصالحها.
منوهاً بأن المواجهة مع الوجودين الأمريكي والصهيوني الاحلالي الاستعماري ؛ يتطلب تعزيز العلاقات بين الأحزاب والمنظمات الشعبية العربية المخلصة لأمتها ووطنها ، وبالضغط على الأنظمة الحاكمة لإزالة القواعد الأمريكية والتخلص من النفوذ الأمريكي والحيلولة بينها وبين انخراطها في تحالفات تصنعها وتقودها الولايات المتحدة الأمريكية ، وتستهدف بخاصة سورية والعراق وغيرهما من أقطار الوطن العربي.
وفيما يلي النص الكامل للبيان كما وردنا :
الوجود الأمريكي واختراق الأمن القومي العربي …
يتمثل الأمن القومي العربي في قدرة الأمة العربية على الدفاع عن أمنها وأرضها وحقوقها وثرواتها وصيانة استقلالها وسيادتها وامتلاكها لقرارها المستقل، مثلما يتمثل أيضا في تنمية قدراتها في مختلف المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية والحفاظ على الأمن الوطني لكل قطر عربي، حيث يقوم كل قطر عربي ببناء قدراته اللازمة لصيانة أمنه بإمكاناته الذاتية أو بالتعاون مع أقطار الوطن العربي الأخرى ، لان الأمن الوطني يتكامل مع الأمن القومي، ويتم ذلك عبر التنسيق والتماسك والتوحد ، وبناء القدرات الضرورية واللازمة للدفاع عن الوطن والأمة، بمواجهة الأعداء الذين يستهدفون أمنها وأرضها وثرواتها وسيادتها واستقلالها ويأتي في مقدمة هؤلاء الأعداء، كل من الحركة الصهيونية وكيانها الغاصب لأراض عربية في فلسطين وسورية ولبنان، والولايات المتحدة الأمريكية التي تستهدف الأمة العربية لتحقيق أهدافها في الاستيلاء على ثرواتها بعامة والثروة النفطية بخاصة ، وكذلك حماية امن الكيان الصهيوني وإمداده بكل أنواع واشكال الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي. هذا إضافة إلى العصابات الإرهابية وداعميها.
ومن اجل تحقيق هذه الأهداف وغيرها أقامت الولايات المتحدة الأمريكية قواعد عسكرية لها في العديد من أقطار الوطن العربي وبخاصة تلك التي في باطن أرضها الثروة النفطية مثلما دفعت بأساطيلها البحرية في مياه هذه المنطقة و في البحر الأبيض المتوسط لحماية مصالحها وتوفير الحماية لأمن الكيان الصهيوني، ما يجعل لهذا التواجد العسكري الأمريكي تأثيرات سلبية وخطيرة على الأمن القومي العربي سواء بطريقة مباشرة أم غير مباشرة ، بخاصة في حال نشوب صراع بين دول المنطقة أو مع قوى دولية أخرى تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية تشكل تهديدا لمصالحها، حيث تستخدم اراضي الأقطار العربية التي تتواجد فوق ترابها قواعد عسكرية في الصراعات الإقليمية وتوريطها فيها وتعريض أمنها الوطني إلى مخاطر كبيرة لا مصلحة لها فيها، ما يلحق بها جراء هذا التوريط تأثيرات سلبية كبيرة ، وعلى علاقتها مع الدول الأخرى مثلما تتأثر اقتصاديا وتجاريا وسياسيا إضافة إلى استنزاف طاقاتها ومواردها ، خاصة عندما تتحمل تبعات هذا الصراع ماليا.
كما يلقي التواجد العسكري والنفوذ الأمريكي السياسي والاقتصادي بظلال سوداء على الأقطار العربية حيث عملت وتعمل الإدارات الأمريكية على خلق صراعات داخل القطر العربي الواحد ، مثلما استخدمت وتستخدم، قواعدها العسكرية على الأرض العربية لمواجهة أقطار عربية تستهدفها بسياساتها وأمنها مثلما حصل في غزو العراق (آذار عام 2003م)، حيث استخدمت قوات برية وجوية من أراض عربية ضد العراق ، ومثلما يحصل الآن في استهداف الدولة الوطنية السورية ، وكذلك مثلما حصل عام 2006م عندما شن العدو الصهيوني وبدفع أمريكي حربا على لبنان حيث تم تزويد الجيش الصهيوني بما يحتاجه من الذخائر ، وكذلك العدوان الصهيوني على غزة عام 2007/2008 أو عام 2012 وعام 2014
وفيما يتعلق بسورية ،تدعم أمريكا العصابات الإرهابية تدريباً وتسليحاً ، حيث تستهدف هذه العصابات سورية منذ أكثر من4 سنوات ونصف ، ويتم من خلال النفوذ والتواجد العسكري الأمريكي في المنطقة ، وحيث الدعم بمليارات الدولارات للعصابات الإرهابية التي تستهدف الدولة الوطنية السورية لصالح العدو الصهيوني والمشاريع الأمريكية في المنطقة.
كما يؤثر التواجد الأمريكي العسكري في أقطار عربية على المشروع النهضوي العربي والحيلولة دون توجه العرب نحو بناء موقفهم القومي الواحد للحفاظ على مصالحهم الوطنية والقومية ومواجهة الأعداء الذين يهددون أمنهم وأرضهم وثرواتهم.
ولا يمكن ان نتجاوز تأثيرات الوجود والنفوذ العسكري الأمريكي فيما يتعلق بالقضية المركزية للأمة العربية، قضية فلسطين وشعبها. بخاصة وانها تدعم الكيان الصهيوني وتمده بالسلاح والمال والحماية السياسية وهو يرتكب المجازر ضد شعب فلسطين والاعتداء على المقدسات وتهويد مدينة القدس ويستبيح المسجد الأقصى وارض فلسطين العربية المحتلة ويستنزف طاقات الأمة العربية.
بمعنى ان الوطن العربي والأمة العربية عانت ، وما تزال، من الوجود العسكري الأجنبي بعامة والأمريكي بخاصة ودفعت، ولا تزال، أثمانا باهظة بسبب هذا التواجد بشرية ومادية واقتصادية، ولحقت بها أفدح الخسائر والأضرار ولن يتحقق للعرب الأمن والاستقرار والقوة والقدرة على التحكم بثرواتهم واستعادة أرضهم المسلوبة، والحفاظ على أمنهم وسيادتهم ما دام الوجود الأمريكي العسكري وطالما استمرالنفوذ السياسي والاقتصادي باحتلال والتتسلط على أي ارض عربية وعليه فإن من الضرورات الحتمية العمل على إزالة هذا الوجود والنفوذ ومواجهة أخطاره وتداعياته على الأمة العربية، ويتم ذلك عبر امتلاك الأقطار العربية لسيادتها وقرارها المستقل وعبر بناء الموقف العربي الواحد والتنسيق العربي المشترك وإحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك وتعبئة الطاقات والقدرات العربية وتوظيفها في الدفاع عن امن الأمة وحماية مصالحها.
وتتطلب المواجهة مع الوجودين الأمريكي والصهيوني الاحلالي الاستعماري ؛ تعزيز العلاقات بين الأحزاب والمنظمات الشعبية العربية المخلصة لأمتها ووطنها ، وبالضغط على الأنظمة الحاكمة لإزالة القواعد الأمريكية والتخلص من النفوذ الأمريكي والحيلولة بينها وبين انخراطها في تحالفات تصنعها وتقودها الولايات المتحدة الأمريكية ، وتستهدف بخاصة سورية والعراق وغيرهما من أقطار الوطن العربي. حيث تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية هذه التحالفات للنيل من امن هذه الأقطار تحقيقا لمصالحها ومصالح العدو الصهيوني.
الأميــن الـعـام لحزب البعث العربي التقدمي
فـــؤاد دبـــور
التعليقات مغلقة.