تسويات ام رضوخ اميركي / ناجي الزعبي

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) الأحد 20/9/2015 م …

يمضي العالم قدما”   في طريق  التسويات الدولية ,  واعادة رسم الخارطة  العالم  الجيوسياسية  “على غير هوى الادارة الاميركية ” ، رضوخا”  للحقائق الموضوعية التي كرست روسيا قائدة للمعسكر المناهض لمشروع الهيمنة الاميركية ، وايران قوة اقليمية استراتيجية ، وحزب الله قوة ردع للعدو الصهيوني ، وسورية عنوانا” وبوابة للتحولات الدولية .

ايقاع التحولات في موازين القوي صاعق وفوق طاقة النمر الامبريالي  ” من الورق ” كما وصفه ماو تسي تونغ ، واركان النمر الهرم الافل والايل للسقوط في الاقليم  تتسرب كالمياه من بين يديه .

 فاحد اهم اركانه تركيا يعاني  من حالة انعدام للوزن السياسي ، واستعداد لانتخابات برلمانية  مبكرة اصبح من شبه المؤكد ان تفقد اردوغان وحزب العدالة الهيمنة المطلقة على الحياة السياسية التي امتدت لسنوات ماضية ، وتشل قدرته على القيام بدوره السابق في التآمر على سورية وتحقيق حلمه في اقامة منطقة عازلة اصبح واضحاً ان الادارة الاميركية قد نفضت يديها منها بعد اتخاذ قرار سحب بطاريات صواريخ الباتريوت في الاول من تشرين القادم ، وبعد تورط اردوغان في صراع دامٍ ضد حزب العمال الكردستاني ، وتهديد تنظيم داعش في حال توقف دعم اردوغان لها باستهداف السياحة التي تدر ما يناهز ال ٣٠ مليار دولار على تركيا .

كما ان العدو الصهيوني الركن الاميركي الاول بات عبئاً استراتيجياً عاجزاً عن اداء دوره ووظائفه كرأس حربة لمشروع الهيمنة ، وانكفاءه خلف جدران عازلة ومعاناته من سلسلة من الازمات والمصاعب .

كما ان الركن الاميركي الثالث النظام السعودي متورط في حربه ضد الشعب اليمني ، ويعاني من الخسائر الفادحة نتيجة لحرب تخفيض اسعار النفط التي اعلنها هو ، والمتاعب المنتظر مجابهتها من الارهابيين في حضرموت ، ومن التململ والنقمة الداخلية وخصوصاً المنطقة الشرقية ، اضافة  للصراع على السلطة بين الاسرة الحاكمة .

وقد اصبحت الساحة الدولية الممتدة من اميركا اللاتينية واوروبا ،  واسيا ، والوطن العربي   طيعة ومواتية للمعسكر المناهض للهيمنة الاميركية  ، وموازين القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية تميل لصالح هذا المعسكر بشكل غير خافٍ عن مراكز القرار الاميركية .

في الوقت الذي تعي فيه القوة الروسية التي افاقت من سبات مؤقت في عهد السكير يلتسين والصاعدة بسرعة فائقة  في عهد العملاق بوتين  ان اللحظة مواتية لاستثمار الفوز والاجهاز على النمر الامبريالي المتهالك ,  وعت الادارة الاميركية ذلك  وقد صرح كيري بالامس ان الاوان قد حان للبحث عن تسويات سلمية لا بديل عنها في سورية ,  مدركة ان مصالحها في احلال السلام تفوق مكاسبها  من اسستمرار العدوان  بلا جدوى  و لاطائل , وبانها غير قادرة على تطويع العالم في ضل افول سياسي وازمات متعددة في مقدمتها الازمة الاقتصادية العميقة  , وصعود لقوى التحرر لا يمكن كبح جماحه , واخذت تستدير بشكل غير خافٍ على احد بحثا” عن حلول    وتنفض يديها من تركة الماضي , وعقود الهيمنة والعبث باستقرار وامن واقتصاد شعوب الارض مغادرة المنطقة غير مأسوف عليها والى غير رجعة .

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.