من يموّل الحراك اللبناني / أسعد العزوني
أسعد العزوني ( الأردن ) – الثلاثاء 5/11/2019 م …
وصفت في مقالات سابقة حراك لبنان الحالي الذي تفجر فجأة، بعد تصريحات وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، بأنه سيزور دمشق لبحث إمكانية عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم- وهناك معلومات بأن حزب الله والرئيس عون إتفقا على عودة العلاقات السورية –اللبنانية- وصفته بأنه عرس برجوازي كبير.
هذه التطورات لا ترضي تحالف البترودولار الأمريكي الصهيوني الذي يعبث في العراق أيضا ،ومارس عبثه قبل ذلك في السودان وأسقط الرئيس البشير، لأنه رفض إستقبال النتن ياهو في الخرطوم للتطبيع معه ،تنفيذا لتوجيهات السعودية التي تحمل راية التطبيع الشعبي والرسمي مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية.
ما يهمنا في هذا المقال هو تمويل الحراك الذي سبق وشبهته بأنه عرس برجوازي كبير ،ويتسم بالبذخ دلالة على أصحابه ،بمعنى أن القائمين على الحراك اللبناني الذين يصرفون عليه ببذخ ،أناس أغنياء إلى حد الثراء الفاحش،وهذه الميزة لا نجدها إلا في البترودولار السايب، الذي يمارس تعهير العالم العربي بكل الطرق لصالح مستدمرة الخزر في فلسطين.
ملاحظاتنا التمويلية على هذا الحراك كثيرة وقائمتها طويلة، فالشعب اللبناني يعاني من الطفر بسبب تقتير المشرفين على سياساته في السعودية ،الذين ضحوا بولدهم سعد الحريري وإعتقلوه ليحلبوه ، لولا تدخل الرئيس الفرنسي ماكرون الذي يقع تحت ولايته كونه يحمل الجنسية الفرنسية أيضا ،وإتصل بالرياض وقال أن عليهم الإفراج عن سعد الحريري الذي يحمل الجنسية الفرنسية .
ولو دققنا قليلا في شعارات الحراك اللبناني لوجدنا الشكوى من الطفر والفقر وحتى الجوع ،بسبب إنتشار البطالة وإنعدام فرص العمل وعدم تأسيس مشاريع إنتاجية ،ووجود الفساد المستشري في كافة مفاصل الدولة اللبنانية التي عجزت عن إطفاء حريق في غابات لبنان أشعلته طائرة مسيرة إسرائيلية.
رغم ذلك نرى البذخ بأبهى صوره في ساحات لبنان ،التي تشهد حراكا عنيفا يقارب الثورية في شعاراته وفي مقدمتها “كلّن يعني كلّن”،ورفض الطائفية ومحاكمة الفاسدين وإسترداد الأموال المنهوبة.
التجهيزات التي نراها تؤكد أن الحراك ليس إبن لحظته بل هو مخطط له ،وكان القائمون عليه ينتظرون اللحظة المناسبة للإنقضاض على لبنان ،من خلال أوضاع أهله المعاشية الصعبة،ونحن هنا لا نشكك بنوايا الشعب اللبناني ولا ننكر عليه مطالبته بالحرية والديمقراطية ،فهو شعب أصيل في المنطقة يعود إلى ما قبل الفينيقيين،وإن تطعّم لبنان ببعض الطارئين الذين نذروا أنفسهم لهدم لبنان ،لصالح الصهاينة.
ساحات الحراك اللبناني هي ساحات سبع نجوم إن لم يكن أكثر،ولو أن المصاريف التي بعثرت عليه ،جرى توظيفها لإقامة مشاريع إنتاجية تستوعب العاطلين عن العمل لكان خيرا للبنان ولأهله ،ولكن قاتل الله البترودولار الذي نذر نفسه لدمار الأمة وشعوبها خدمة لأعدائها.
من يقنعني أن رجال أعمال لبنانيين تعهدوا بتوفير المستلزمات الضرورية للحراك ،فرأس المال جبان ،وما يحدث في الحراك اللبناني ليس فعل تبرع قامت به مجموعة من رجال الأعمال اللبنانيين ،بل هو فعل نجس يقوم به تحالف البترودولار العربي القذر مع الصهيونية وأمريكا،ومن لا يصدق ذلك عليه مراجعة تقرير نشره موقع العهد اللبناني الذي يتحدث عن التسعيرات التي وضعها البترودولار العربي ،للمشاركين نهارا والذين يقضون ليلتهم في الساحات.
التعليقات مغلقة.