من يقتل المتظاهرين العراقيين؟ / أسعد العزوني




أسعد العزوني ( الأردن ) الثلاثاء 5/11/2019 م …

لا يمكن أن نفهم النهايات إلا بالوقوف على البدايات ،وهذا ما ينطبق عليه واقع الحال بالنسبة للحراك العراقي الذي إنفجر عنيفا ،بعد تفاهمات عراقية –صينية حول إعادة الإعمار وشطب الدولار من التبادل التجاري،ومع إيران حول تولي إيران الأمن في العتبات المقدسة.

قبل الغوص في التفاصيل وحتى لا يصطاد أحد في الماء العكر حسب تصوره ،أقول أن الشعب العراقي ومنذ الإحتلال الأمريكي ربيع العام 2003 ،وهو يرزح تحت حكم حكومات طائفية لا تصلح لحكم أرض الرافدين أرض الحرف والري والقانون وأرض إبراهيم عليه السلام،وهذا ما جعل عامة الشعب العراقي يتحركون لرفض واقعهم السيء،وهذا الأمر لا غبار عليه ،ولكن إعتراضنا على النخبة التي تحرك أصابعها الشريرة من وراء الستار،وعدم وجود قيادة لهذا الحراك.

أصدر الرئيس ترمب أوامره لعملائه في السعودية أن يتحركوا من خلال حلفائهم من السنة وبعض شيعة الجنوب، لينتفضوا بحجة الأوضاع المعيشية وهيمنة إيران على العراق،ولا أنكر الحالة برمتها ،إلا أنني أتساءل :من حرض بوش الصغير على غزو العراق،ومن سلم العراق لإيران لقمة سائغة ؟أليست السعودية؟

تقول التسريبات أن فريقا إستخباريا إماراتيا أمريكيا بريطانيا  إسرائيليا سعوديا برفقته 30 قناص إسرائيلي، ومجموعة من أصحاب السترات الصفراء في فرنسا،دخلوا العراق من الحدود السعودية،لقيادة الحراك العراقي وتفجير الأوضاع ضمن الحرب غير المباشرة التي تشنها السعودية وترمب على إيران،وهذا ما يفسر تبني قناتي الحدث/العربية على مقاولة تغطية الحراك العراقي ،علما أنهم كانوا ينتقدون قناة الجزيرة التي تبث من قطر ،بأنها تؤجج الصراعات العربية –العربية بتغطيتها حراكات الشارع العربي بعد العام 2010.

أغرب ما يمكن سماعه هو أن مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،تعلن عن تأييدها المطلق للحراك العراقي ،وتتهم الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني بقتل المتظاهرين العراقيين ،وقال وزير خارجية مستدمرة الخزر في فلسطين يسرائيل كاتس  أن إسرائيل تتعاطف مع العراقيين الذين يقتلهم الحرس الثوري الإيراني ،وسبقه بذلك المستدمر أفيخاي أدرعي الناطق بإسم جيش الإحتلال في رسالة مطولة إلى سائق التكتك في العراق الذي أعلن تأييده فيها للحراك العراقي ،لكنه وفي الوقت نفسه قال أن على العراقيين أن يعوا جيدا أن إسرائيل هي التي تحدد طبيعة نظام الحكم في العراق كونها القوة الأعظم في الإقليم.

تعكف الحكومة العراقية على تحديد معرفة من يطلق النار على المتظاهرين العراقيين ويريد تشكيل لجنة لذلك ،وقيل أنه في حال أردت قتل الموضوع فشكل له لجنة للبحث فيه،مع إن الأمر أبسط مما يتصور الجميع.

أليس هناك رجال أمن ينضوون تحت مظلة المعارضة العراقية في الحراك؟أليس لقوى الأمن العراقية عملاء مندسين في الحراك لمراقبة الأوضاع؟ويستطيع هؤلاء تحديد مكامن إطلاق النار في حال رغبوا بتنظيف الحراك،لكن الأمر منذ بدايته مثل إختراقا كبيرا،مهد لما يعاني منه العراقيون من قتل،ولا ننسى دخول قادة مستدمرة إسرائيل على الخط،وهؤلاء بطبيعة الحال ينسقون جليا مع السعودية على وجه الخصوص.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.