واشنطن تعيد حساباتها…هل سنشهد تحالف روسي أمريكي يغير الوضع في سورية؟ / د.خيام الزعبي

 

د.خيام الزعبي ( سورية ) الأحد 20/9/2015 م …

تواجه معظم دول المنطقة تهديدات خطيرة تحدق بها من كل الجوانب وتشكل خطراً واضحاً على أمنها وإستقرارها، فالأوضاع الخطرة في سورية تلقي بظلالها بقوة على باقي الدول الأخرى في المنطقة، والواضح للجميع بأن مصدر التهديد الذي يؤثر سلباً  على الأوضاع في الإقليم هو الإرهاب الذي لا يزال ينمو وينتشر كالسرطان في أرجاء المعمورة، فخلف الأبواب المغلقة تكمن الكثير من الأسرار، إننا ببساطة نشهد تطورات وتغيرات جذرية في المنطقة مما يعني إنه زمن التحالفات غير المتوقعة، فالسؤال الذي يتبادر الى الأذهان هو: هل سنشهد في الأسابيع المقبلة تحالف روسي أمريكي يغير آليات الوضع في سورية؟، خاصة أن المشروع الغربي في سورية يهدف الى تقسيمها وتجزئتها الى دويلات صغيرة وضعيفة متناحرة فيما بينها عبر تغذيتها بنزعات الطائفية والإنفصال التي جربوها في العراق واليمن وليبيا عبر أدواتهم في هذه الدول.

طالب وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس دول الغرب بإشراك سورية وروسيا وإيران في الحرب ضد تنظيم داعش، كما إعتبر كورتس أن الأهم هو الحرب على الإرهاب، وهذا لا يمكن القيام به من دون دول، مثل روسيا وإيران، كما أكد أنه “على الغرب أيضاً ضم الرئيس الأسد إلى الحرب ضد الإرهاب الذي أطلق عنانه  في المنطقة”، إلى هذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد مجدداً على دعم بلاده لسورية بما في ذلك توريدات المعدات والأسلحة وتدريب العسكريين السوريين، وفي نفس الوقت يعزز ويطلب الرئيس بوتين إقامة مناورات عسكرية روسية ضخمة بالذخيرة الحية في البحر الأبيض المتوسط بين ميناء طرطوس السوري وجزيرة قبرص، تشارك فيها سفن إنزال حربية ووحدات صاروخية، في تأكيد على التزامها الثابت بدعم النظام السوري, مع تصريحات رسمية روسية على أن أي إسقاط للدولة السورية بالقوة سيكونون ضده وإن أي حركة عسكرية خارج مجلس الأمن هي مرفوضة منهم، وبالمقابل فتحت الولايات المتحدة الباب أمام إحتمال إجراء مناقشات “تكتيكية” مع روسيا بشأن الحرب في سورية، بينما يثير الوجود العسكري المتزايد لموسكو إحتمالات لتنسيق محدود بين خصمي الحرب الباردة السابقين، وقال البيت الابيض إنه “لا يزال مستعداً لإجراء مناقشات عملية مع موسكو، وفي الوقت ذاته إعترفت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” بأن مثل هذه المحادثات ربما تكون ضرورية لتجنب حسابات خاطئة  قد تودي لجر دول المنطقة الى حرب باردة، وفي هذا الإطار أعلن البنتاغون، أن وزيرا الدفاع الروسي والأمريكي تحادثا حول الوضع في سورية، وحول تنظيم الدولة الإسلامية، وكان الكرملين قد أكد أن روسيا مستعدة لإرسال قوات برية إلى سورية في حال طلب الرئيس السوري بشار الأسد منها ذلك، وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر ونظيره الروسي سيرغي شويغو أجريا مكالمة هاتفية لبحث هذه المسألة، وكان من جهته وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن أيضاً خلال زيارة إلى لندن قبل أيام أن بلاده تأمل بإجراء مفاوضات “على مستوى عسكري” مع روسيا حول النزاع في سورية بأقرب وقت ممكن، وتابع كيري أن “الرئيس الأمريكي أوباما يرى أن إجراء محادثات على مستوى عسكري هي المرحلة المهمة التالية وآمل أن تتم قريبا جداً”، هذا وتبقى موسكو أحد أهم المشاركين الدوليين في جهود تسوية الأزمة السورية، إذ شهدت منذ بداية العام لقاءات مختلفة بين ممثلي المعارضة وآخرين عن الحكومة السورية، أعقبهما تبني وثيقة “منتدى موسكو” التي سجلت مواقف الطرفين من عدة مسائل مبدئية لتسوية الأزمة.

في سياق متصل ومع تزايد الحديث عن تحول لافت في الوجود الروسي على الأرض السورية تشير كافة المعطيات الأمنية الى تحول نوعي روسي في التعاطي مع الأزمة السورية، سواء عن طريق التواجد البشري أو التكنولوجي مما يعني أن عمليات مكافحة الإرهاب القادمة في سورية قد تشهد تحولاً نوعياً وجديداً، واغلاق كافة منافذ المناورة الأمريكية في إمكانية التلويح بالحرب او التدخل العسكري المباشر أو فكرة المناطق العازلة في سورية، وبالتالي فإن فرض الواقع الجديد قد يعزز فكرة التعاون العسكري الإجباري  في المستقبل، فإذا كانت الولايات المتحدة تعتبر إن التنسيق مع الجيش العربي السوري يشكل مشكلة كبيرة فإنها فعلياً قد تتجاوز هذه العقدة إذا ما إضطرت للتنسيق مع روسيا مستقبلاً، مما يعني في النهاية تنسيقاً غير مباشر مع سورية، لذلك من يراقب و يرصد المشهد السوري يرى بأن الأيام القادمة ستكشف لنا مستقبل المنطقة, فقد يكون الدفع العسكري من الروس أو الأمريكان هو للحصول علي نتائج أفضل لتسوية دولية مرتقبة بين صراع الأمم الجاري على أرض سورية, وقد تكون العكس وهي إن ما يتم الكلام به عن تسوية ما هو إلا تهيئة المسرح لإندلاع صراع عسكري دولي شامل، خاصة أن الروس قد دفعوا بسفنهم الحربية إلى القاعدة العسكرية بمدينة طرطوس السورية.

[email protected]

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.