لا يانازيو العصر : روسيا لم تتسلل الى سورية بل احترمت تعهداتها الدولية / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأحد 20/9/2015 م …
اخذ بعض ساسة البيت الابيض يصفون الموقف الروسي الداعم علنا لسورية الدولة في تصدبها للارهاب بانه “تسلل روسي “الى سورية ويلومون الرئيس الامريكي اوباما كونه لم يهاجم سورية عسكريا ويطيح بالدولة والنظام الحاكم زاعمين ان روسيا استغلت ذلك لتندفع نحو سورية دون ان يتابعوا العلاقات السورية الروسية التي تمتد الى عقود من السنين وان البلدين يرتبطان بعلاقات مميزة على مدى اكثر من مئة عام حتى في العهود التي سبقت ثورة اكتوبر عام 1917 ثم الحقبة السوفيتية حتى انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 وبروز دولة روسيا الاتحادية .
سادة البيت الابيض كما يبدوا باتوا لايعترفون بشيئ اسمه “ معاهدات ثنائية ” اوعقود تبرم بين الدول “عليها ان تفي بتلك العقود وفق ما هو متعارف عليه في اطار احترام متبادل لتلك المعاهدات لا ان تتنصل عنها لتضع احد الطرفين في مازق مثلما حصل في الاتفاق ” الامريكي العراقي ” بعد الاحتلال الذي ينص على تزويد الجيش العراقي بالاسلحة حصل ذلك التنصل وعدم الالتزام الامريكي عندما كان الجيش العراقي في امس الحاجة الى الاسلحة بعد احتلال الموصل ومناطق اخرى عراقية من قبل الارهابيين حتى وصل التهديد الى بغداد.
واشنطن بقيت تتفرج وتماطل وفي احسن الاحوال كانت تبتز بغداد وتفرض شروطا على السلطة الحاكمة بل اوصلت ” الساسة في العراق ” الى حالة كانت اشبه بالاستجداء من الجانب الامريكي الذي تنصل عن الاتفاق .
ان عدم احترا م الاتفاقات والمعاهدات يذكرنا يسياسة المانيا النازية قبل الحرب العالمية الثانية فكانت ترتبط المانيا باتفاقيات عدم اعتداء مع العديد من الدول المجاورة لها لكنها هاجمت تلك الدول واحتلتها دون سابق انذار .
لماذا يطلق سادة البيت الابيض على ايفاء موسكو بالتزاماتها نحو دمشق مسمى” تسلل روسي” ؟؟ هل ان روسيا اقامت قواعد عسكرية بحرية تضم حاملات طائرات وقوات متحركة وصواريخ على المياه والاراضي السورية على شاكلة قواعد ” السيلية” في قطر والاسطول الخامس في البحرين والقواعد الاخرى الامريكية الثابتة والمتحركة في السعودية والكويت وغيرها من دول المنطقة ؟؟
لقد وفت روسيا بتعهداتها التي تضمنتها عقود عسكرية سابقة تنص على تزويد الجيش السوري بالمعدات العسكرية اللازمة لمحاربة الارهاب وان ذلك يتطلب بالطبع ارسال خبراء ومستشارين روس ولن يصل عددهم بالتاكيد الى عدد ” العسكريين الامريكيين ” الذي يتواجدون في قواعد بالعراق تحت ” واجهة كاذبة” اسمها ” مستشارون ومدربون “ لان وضعهم وعددهم الذي يتجاوز 3 الاف عسكري لايوحي بان مهمتهم تنحصر ب” التدريب” بل ان ما خفى كان اعظم خاصة وان الجانب الامريكي يتحدث عن حرب ضد ارهاب ” داعش” تحديدا قد تطول الى سنين وكانها عودة الى ” حر ب البسوس” ؟؟
لاياسادة البيت الابيض ان روسيا وسوريا تحاربان الارهاب بصدق وليس على ” الطريقة الامريكية” عندما جمعت واشنطن دول العالم تحت شعار ” كاذب” اطلقت عليه تسمية ” التحالف الدولي ضد الارهاب” وهو تحالف اعلامي في المقام الاول وهاهي طائرات ” البنتاغون وحلفائه بما في ذلك الذين مهدوا لهذه الجماعات وامدوها بالمساعدات التي قدمتها انظمة قطر والسعودية تقصف داخل الاراضي السورية دون اذن من الدولة نفسها التي تقاتل الارهاب للعام الرابع على التوالي طائرات التحالف تنتقي الاهداف دون تنسيق مع الجانب السوري لغايات معروفة انظروا تركية الحليف للناتو وواشنطن استدارت على الكرد بحجة ضرب الارهاب الذي تمدد في المنطقة بمساعدة من اردوغان وحزبه .
انظروا ياسادة “البيت الابيض ” يامن تتصرفون كبدلاء” للنازي” الذي لايحترم المواثيق والمعاهدات الدولية انظروا ” روسيا وسوريا” حتى المسمى بالاحرف العربية لايختلف بينهما ” روسيا ” تتالف من خمسة حروف و”سوريا ” تتالف هي الاخرى من خمسة حروف الفرق بينهما فقط في ترتيب الاحرف .
عودوا ايها النازيون الجدد الى التاريخ القريب في عام 1958 وفي عهد حلف بغداد الاستعماري المقبور اجمع اعضاء الحلف على غزو واحتلال سوريا وانيطت المهمة بالجيش العراقي لكن الذي حصل هو ان استدارت الالوية العسكرية المكلفة باحتلال سوريا على النظام في العراق واطاحت بالحكم الملكي الذي كان متورطا في مؤامرة احتلال سوريا.
وحتى لو افترضنا جدلا ان سوريا طلبت من روسيا ارسال قوات روسية للمساعدة على الارض والجو في محاربة الارهاب اما دعت الولايات المتحدة وجمعت العشرات من الدول تحت ” شعار محاربة الارهاب” فلماذا تحرم على روسيا ان تحارب الارهاب جنبا الى جنب مع سوريا التي تتصدى لاشرس حرب اجرامية منذ شهر اذار ” مارس” عام 2011 وحتى الان “ وتحلل ذلك عليها وعلى حلفائها المتامرين في المنطقة ؟؟
روسيا لم ” تتسلل الى سوريا ” فقد اعلنت جهارا وعلى لسان اكثر من مسؤول انها تساعد سورية وتمدها بالاسلحة والمعدات وانها موجودة لمحاربة الارهاب وقد اكد ذلك الرئيس بوتين في دوشنبيه عاصمة طاجكستان في احدى المؤتمرات قبل يومين .
روسيا دولة صادقة في التعامل مع حلفائها ولاتكذب او تتنصل من الاتفاقات التي تبرمها مع الدول الاخرى مثلما فعلت واشنطن مع العراق وغيره ايها الكذابون المخادعون يامن تستغفلون الشعوب ب” شعارات الديمقراطية والحرية الزائفة؟؟
التعليقات مغلقة.