البنتاغون يُعد خطط حرب جديدة من أجل المعركة ضد روسيا

 

ترجمة : مروة الشامي  ( الأحد ) 20/9/2015 م …

 أفادت صحيفة فورين بوليسي الأميركية أنه “للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، تقوم وزارة الدفاع الأمريكية بمراجعة وتحديث خطط الطوارئ من أجل الصراع المسلح مع روسيا”.

وشرحت الصحفية جوليا إيوف في تقريرها أنّ “البنتاغون يُعدّ خطط الطوارئ بشكلٍ مستمر، ويخطّط لكل سيناريو محتمل – من المواجهة المسلحة مع كوريا الشمالية لهجمات الـ”زومبي”. ولكن لتلك الخطط ترتيبٌ أيضًا، حسب الأولوية واحتمال تحقّق السيناريو”.

وبحسب الكاتبة، فإنّ وزارة الدفاع الأميركية تقوم بمسح الغبار عن خططٍ عسكريةٍ كانت قد وضعتها الولايات المتحدة الأميركية، وأهملت بعد العام 1991 مع تقرّب روسيا من الغرب واعتبارها شريكًا محتملًا في مجموعةٍ من القضايا.

تستند إيوف في معلوماتها الى تصريحات عددٍ من المسؤولين الحاليين والسابقين في وزارتي الخارجية والدفاع، الذين كشفوا النقاب عن إعادة تقييم تلك الخطط من قبل وزارة الدفاع، وتحديثها لتتماشى مع الواقع الجيوسياسي الجديد، خاصةً بعد ضم القرم، والذي صارت فيه روسيا أقرب الى عدوّ محتمل من كونها شريكًا محتملًا.

وفي السياق، يقول مسؤولٌ كبير بوزارة الدفاع، مطّلعٌ على تحديث الخطط: “بالنظر إلى البيئة الأمنية، ونظرًا لتصرفات روسيا، أصبح واضحًا أننا في حاجةٍ إلى التأكد من تحديث الخطط التي كنا وضعناها سابقًا للرد على أيّ عدوانٍ محتملٍ ضد أي من حلفاء الناتو”.

بدوره، يقول ميشيل فلورنوي، وهو وكيل سابق لوزارة الدفاع والمؤسس المشارك لمركز الأمن الأميركي الجديد: “دفع الغزو الروسي لشرق أوكرانيا بالولايات المتحدة لنفض الغبار عن خططها للطوارئ، بعد أن أصبحت من التاريخ”.

وبحسب مسؤولٍ كبيرٍ بوزارة الدفاع، فإنّ الخطط الجديدة تتبع مسارين. يركّز الأول على ما يمكن للولايات المتحدة أن تفعله بوصفها جزء من حلف شمال الاطلسي، اذا ما هاجمت روسيا إحدى الدول الأعضاء في الحلف. أمّا المسار الثاني فيشمل التحرك الأميركي خارج مظلة حلف شمال الاطلسي. كلا المسارين يركزان على عمليات التوغل الروسي في البلطيق، وهو السيناريو الذي ينظر إليه على أنه الجبهة الأكثر احتمالًا للعدوان الروسي الجديد. كما أنهما يركزان بشكلٍ متزايد ليس على الحرب التقليدية، ولكن على التكتيكات الهجينة التي استخدمتها روسيا في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا.

وتصف الكاتبة هذه الخطوة الأميركية بأنها “ابتعادٌ كبيرٌ عن سياسة الدفاع بعد الحرب الباردة التي انتهجتها بين الولايات المتحدة الأميركية”، مضيفةً أنّ “البنتاغون بصدد دراسة كافة سيناريوهات الحرب الهجينة، بما فيها النووي”.

يتابع المقال واصفًا ردود الفعل حول الخطط الأميركية، ناقلًا عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله “هناك الكثير من الناس في وزارة الدفاع غير راضين عن المواجهة”، مضيفًا: “كانوا في غاية السعادة للتعاون العسكري مع الجيش الروسي”. ويشرح المسؤول كيف أنّ البعض يشعر بأنّ روسيا هي الهاء من التهديد الحقيقي، وأنّ آخرين يعتقدون أنّ العمل مع روسيا بشأن السيطرة على الأسلحة هو أكثر أهمية من حماية السيادة الأوكرانية.

وتضيف الكاتبة أنه “على الرغم من هذا التحول في السياسة، فإنه من الصعب التخلص من التفاؤل الأميركي. يقول مسؤول كبير بوزارة الدفاع: “نود أن نكون شركاء مع روسيا. ونحن نعتقد أن هذا هو المسار المفضل الذي يفيدنا، ويفيد روسيا، ويفيد بقية العالم”، معقّبًا بالقول: “ولكن نحن في وزارة الدفاع لا ننظر إلى الأشياء من خلال نظارات زهرية اللون، وبالتالي يجب أن نكون مستعدين في حال كنا قد أخطأنا تصوراتنا حول روسيا، ومخططين لاحتمال أن تصبح روسيا خصمًا مباشر”. وختم مؤكدًا: أنا لا أتوقع أن يحدث أي تطور في هذا الاتجاه، وأنا بالتأكيد لا أريد ذلك، ولكن علينا أن نكون مستعدين في حال وقع الأمر”.

استفزاز أو إعداد؟

تختم الكاتبة مقالتها بالقول إنه “حتى الآن، خطط البنتاغون لا تعدو كونها خططًا وحسب، لكنها تصدر أيضًا إشارات: لروسيا بأنّ الولايات المتحدة لا تجلس على يديها، وللكونغرس بأنّ أولويات السياسة الخارجية لأميركا قد تحولت بشكل كبير منذ تقرير الدفاع الأخير، الذي صدر عندما بدأت الأزمة في أوكرانيا تتكشف، دون أن يذكر روسيا بشكلٍ كثيف. وهي أيضًا إشارة إلى أنّ وزارة الدفاع الأمريكية تشعر بأنّ العزل يعرقل قدرتها على التعامل مع مشهد التهديد الجديد”.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.