في محاضرة له بنادي خريجي الجامعات والمعاهد العراقية … الباحث أسعد   العزوني   يصف التحالف المسيحي – الصهيوني “الإنجيليون” بالإنتهازي

الأردن العربي – الإثنين 18/11/2019 م …




وصف الباحث أسعد العزوني التحالف المسيحي –الصهيوني “الإنجيليون”بالإنتهازي ،لأنه قائم على أن كل طرف يستغل الآخر ويتربص بها للإنقضاض عليه بعد إنتهاء حرب هرمجيدون التي سيخوضها المسيخ المنتظر ضد المسلمين،مؤكدا أن اليهود يخططون لتهويد المسيحيين ،في حين أن المسيحيين المتصهينين يخطون أيضا لتمسيح اليهود.

الحرك الإنجيلي في القدس

وقال في محاضرة له بنادي خريجي الجامعات والمعاهد العراقية في عمّان مساء السبت الماضي ،أن مدينة القدس المحتلة شهدت مؤخرا حراكا إنجيليا،لم يسبر غوره إلا القلة القليلة المطلعة على خفايا الإنجيلية، التي تشكل تحالفا مسيحيا –صهيونيا إنتهازيا ،ندفع نحن العرب والمسلمين ثمنه لغباء متأصل فينا ،أو رغبة في تسليم مقدراتنا لأعدائنا لأسباب عديدة لا مجال لذكرها هنا،وقد ترجم الإنجيليان غرينبلات وفريدمان ما جرى في تلك الحراكات  عمليا،عندما شاركا في الشروع بهدم جدار في حي سلوان لإقامة نفق جديد تحت المسجد الأقصى.

وأضاف أن من  أوجه الحراك الذي نتحدث عنه ، لقاء ضم رموز الإنجيلية ناقشوا فيه مصير القدس ،والخطوات اللازمة لتسريع تهويدها لتصبح جاهزة لإستقبال المسيخ المنتظر”المخلّص”،الذي سينزل من السماء حاملا الهيكل فوق جبل صهيون وفق  الهرطقات اليهودية،ويمر على المقبرة اليهودية هناك ليحيي الموتى ،ويتبعوه إلى مصلى باب الرحمة الذي  سيتحول لاحقا  إلى كنيس ،ومن هناك سينطلق في حرب هرمجيدون  ضد العرب والمسلمين وينتصر عليهم،حسب إعتقادهم.

التحالف الإنتهازي

وأكد الباحث العزوني أن التحالف المسيحي –الصهيوني  يقوم على  إنتهازية واضحة ،إذ يقول المسيحيون المتصهينون المتنفذون ،أنهم يريدون دعم الصهاينة في مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية ،وتقويتها لتمكينها من إستقبال “المخلّص”،الذي سيقود معركة هرمجيدون ضد المسلمين وينتصر عليهم ،ومن ثم  يطلبون منه لقاء خدماتهم التسهيلية لنزوله ان يجبر اليهود على إعتناق المسيحية،لتصبح هي الديانة الوحيدة على الأرض.

أما الصهاينة من اليهود ،فيرسمون على إستغلال المسيحيين المتصهينين في الغرب لإبتزازهم ،وتمكين مستدمرة الخزر في فلسطين على إستقبال “المخلّص”،ليشن حرب هرمجيدون ضد المسلمين وينتصر عليهم ،ومن ثم يطلبون منه إجبار المسيحيين على إعتناق اليهودية لتصبح هي الديانة الوحيدة على الأرض.

التشدد والتطرف الإنجيلي

وفي ذات السياق أوضح أنه ومنذ إنطلاقتها سجلت المسيحية –الصهيونية أعلى درجات التشدد والحقد على العرب وتحديدا الفلسطينيين ،وإفتتحت لها سفارة في القدس قبل عشرات السنين ،وكانت تفوق اليمين الصهيوني المتطرف  عداء في نظرتها للصراع ،وتطالب بتسريع تهويد المدينة المقدسة وهدم الأقصى،وها هي اليوم وبعد إعلان التحالف غير المقدس بين صهاينة العرب ومستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،ومجيء المتمسح بالإنجيلية ترمب ،تتحرك بوثبات سريعة تختصر الزمن المطلوب لتهويد المدينة المقدسة وهدم الأقصى،ونحن العرب والمسلمين نغط في سبات عميق،حتى أننا بالأمس وعند قيام الإنجيليان غرينبلات وفريدمان بهدم جدار في الأقصى لشق نفق جديد ،لم نشهد حتى المظاهرات المريضة التي تهتف كاذبة طبعا”بالروح بالدم نفديك يا أقصى”؟؟!!

نشأة الإنجيلية

وفي معرض حديثه عن نشأة المسيحية –الصهيونية قال أنها  حركة دينية مسيحية غربية  تتبناها جماعات من البروتستانت المحافظين  ، تتميز تعاليمها بالتشديد على المعنى الحرفي للنصوص الواردة في الكتاب المقدس  ، الذي تعدّه المصدر الوحيد للإيمان المسيحي،وظهرت في أمريكا واوروبا خلال القرن الثامن عشر، وأطلق اسم الإنجيلية على بعض الكنائس والحركات المنضوية تحت لواء البروتستانتية   لتمييزهم عن بقية أقرانهم من الليبرالين البروتستانت.

وقال أن مصطلح الإنجيلية إستعمل للدلالة على الحركة التقوية الأوروبية والميثودية البريطانية   ، وحركة اليقظة في  أمريكا ،وهناك من يربأ بالإنجيلية الحقيقية عن معتقدات ومارسات المسيحية –الصهيونية،مضيفا أنه وفي العام

1846 شكل الاتحاد الإنجيلي في بريطانيا بفضل جهود الإنجيليين من كنائس وبلدان مختلفة، وتنامت هذه الحركة في الولايات المتحدة بسبب شعبية عدد من دعاتها مثل بيلي غراهام .

واوضح الباحث العزوني أن عدد الإنجيليين  بلغ عام  2010 نحو 285 مليون، أو 13.1% من إجمالي عدد المسيحيين و 4.1% من مجموع سكان العالم،و تعدّ كل من ويتركزن في آسيا والأمريكتين وأوروبا  ، في حين لدى  أمريكا أكبر تركيز للإنجيليين في العالم .

مفاهيم الإنجيلية

وبخصوص المفاهيم الأساسية للمسيحية-الصهيونية قال الباحث العزوني أن غالبية المهاجرين الأوروبيين حملوا إلى الأراضي الأميركية العقيدة البروتستانتية الأصولية التي كانوا يحاولون تطبيقها في مجتمعاتهم ولم ينجحوا، ومنذ بداية تأسيس الدولة الأميركية في القرن الـ17 لعبت الرؤى الأصولية المسيحية البروتستانتية دورا كبيرا في تشكيل هوية الدولة،وتأثرت العقيدة البروتستانتية كثيرا باليهودية، ونتج عن هذا التأثر تعايش يشبه التحالف المقدس بين البروتستانتية واليهودية بصورة عامة، وخلقت علاقة أكثر خصوصية بين الصهيونية اليهودية والبروتستانتية الأصولية،وهناك أمران  يتعلقان بالإنجيلية وهما:

1-هيمنة الاتجاه الأصولي على البروتستانتية.

2- سيطرة التهود على الأصوليين البروتستانتيين.

ولفت الباحث العزوني أن المسيحية الصهيونية آمنت حتى قبل تأسيس “مستدمرة إسرائيل” بضرورة عودة الشعب اليهودي إلى أرضه الموعودة في فلسطين، وإقامة كيان يهودي فيها يمهد للعودة الثانية للمسيح وتأسيسه لمملكة الألف عام،وان فكرة عودة اليهود إلى فلسطين تمثل حجر الأساس في فكر المسيحية الصهيونية، لذا كانت فكرة إنشاء “وطن قومي لليهود في فلسطين” التي آمن بها المسيحيون البروتستانت ، حتى قبل إيمان اليهود أنفسهم بها هي أهم ما يجمع بين الطرفين،ولم يتم الإشارة إلي مصطلح المسيحية –الصهيونية  كثيرا قبل حقبة التسعينيات من القرن الماضي.

تعريف الإنجيلية

وقال أنه يمكن تعريف المسيحية الصهيونية بأنها “المسيحية التي تدعم الصهيونية”، وأصبح يطلق على من ينتمون إلى هذه الحركة اسم “مسيحيين متصهينين”.،وتتلخص فكرة هذه الحركة في ضرورة المساعدة لتحقيق نبوءة الله من خلال تقديم الدعم لإسرائيل،وتعمل المسيحية الصهيونية  على إعادة بناء هيكل سليمان المزعوم في الموقع الذي يقوم عليه المسجد الأقصى اليوم، ولن يتم ذلك  إلا عن طريق تحقيق هيمنة إسرائيلية كاملة على كل “فلسطين”، كون فلسطين هي (الأرض الموعودة)، وتعتقد المسيحية الصهيونية أن من شأن القيام بذلك تعميم البركة الإلهية على العالم كله.

وأضاف الباحث العزوني  أن هناك تفسيرا اعتمد تاريخيا في العقيدة المسيحية ينص على أن الأمة اليهودية انتهت بمجيء المسيح، وأن خروج اليهود من فلسطين كان عقابا لهم على صلب السيد المسيح، وأن فلسطين هي إرث المسيح للمسيحيين، إلا أن ظهور حركة الإصلاح الديني في أوروبا في القرن الـ16 تبنت مقولة أن “اليهود هم شعب الله المختار”، وأنهم الأمة المفضلة عند الرب، وأن هناك وعدا إلهيا يربط اليهود بفلسطين، لذا ارتبط الإيمان المسيحي البروتستانتي بعد حركة الإصلاح بالإيمان بعودة المسيح الثانية بشرط قيام الكيان الصهيوني على كل أرض فلسطين.

إنقساما ت الإنجيلية

وقال أن انقساما حدث بين منظري المسيحية الصهيونية في القرن الـ19، وظهرت مدرستان، البريطانية الداعمة لنظرية تحول اليهود للمسيحية قبل عودتهم لفلسطين كمسيحيين، والأميركية التي آمنت بأن اليهود سيعودون إلى فلسطين كيهود قبل تحولهم للمسيحية،ورأس فكر المدرسة الأميركية القس الأيرلندي جون نيلسون داربي الذي يعتبر بمثابة الأب الروحي لحركة المسيحية الصهيونية الأميركية.

وأوضح انه وخلال 60 عاما بشر داربي لنظريته بكتابة العديد من المؤلفات التي فصلت رؤيته لنظرية عودة المسيح الثانية، ونظرية الألفية، وقام داربي بست زيارات تبشيرية للولايات المتحدة، ومن ثم أصبح داعية مشهورا ومدرسا له أتباع كثيرون،وحمل لواء الحركة من داربي عدة قساوسة من أشهرهم داويت مودي الذي عرف بترويجه لنظرية “شعب الله المختار”، وويليام  يوجين بلاكستون الذي ألف كتاب “المسيح آت” عام 1887 وأكد فيه على نظرية حق اليهودي طبقا لقراءته للتوراة في فلسطين، إلا أن أكثر المنظرين تطرفا كان القس سايروس سكوفيلد الذي ألف كتابا عنوانه “إنجيل سكوفيلد المرجعي” عام 1917، وهو الكتاب الذي أصبح بمثابة المرجع الأول لحركة المسيحية الصهيونية.

اللورد البريطاني شافتسبري

وقال الباحث العزوني أن من أشهر السياسيين الذين أسهموا في نمو حركة المسيحية الصهيونية عضو البرلمان البريطاني اللورد شافتسبري، الذي دعا لعودة اليهود إلى فلسطين ،حتى قبل ظهر الحركة الصهيونية ،لكنه لم يفصح عن السبب الحقيقي وراء دعوته وهو الرغبة الملحة للتخلص من فسادهم وإفسادهم ،وإقامة مملكة مسيحية بريطانية خالصة خالية من اليهود ،ويعد تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة هو أول من استخدم مصطلح “الصهيونية المسيحية”، وعرف المسيحي المتصهين بأنه “المسيحي الذي يدعم الصهيونية”، بعد ذلك تطور المصطلح ليأخذ بعدا دينيا، وأصبح المسيحي المتصهين هو “الإنسان الذي يساعد الله لتحقيق نبوءته من خلال دعم الوجود العضوي لإسرائيل، بدلا من مساعدته على تحقيق برنامجه الإنجيلي من خلال جسد المسيح”.

الإنجيليون أجبروا هيرتزل على طرح فلسطين

وأوضح أن تيودور هرتزل نفسه آمن وطرح فكرة الدولة اليهودية ولم تكن دوافعه دينية بالأساس، فهو قومي علماني، وأعلن استعداده لقبول استيطان اليهود في أوغندا أو العراق أو كندا أو حتى الأرجنتين، أما المسيحيون المتصهينون فقد آمنوا بأن فلسطين هي وطن اليهود، واعتبروا ذلك شرطا لعودة المسيح، لذا انتقدوا الموقف المتساهل من قبل تيودور هرتزل،مشيرا أن معتقدات هذه الحركة  ترجمت بداية في العام 1917 مع صدور وعد بلفور “الذي أيد فكرة وطن قومي لليهود في فلسطين” وافق أغلب البروتستانت الأميركيين على هذه الفكرة واعتبروا تنفيذها واجبا دينيا راسخا.

وقال الباحث العزوني  أن المسيحية الصهيونية  تأثرت بثلاثة توجهات يجمع بينها خلفية التفسير الديني المعتمد على النصوص التوراتية، ورغم تباين هذه التوجهات وتناقضها بعضها مع بعض أحيانا، فإن التفسير الحرفي للتوراة والإيمان بضرورة مساعدة إسرائيل جمع بينهم. والحركات الثلاث هي:حركة تهتم بقضية نهاية العالم ومؤشراته،وحركة تهتم بقضية التقرب من اليهود من أجل المسيح،وحركة  ثالثة تركز على الدفاع عن إسرائيل وعلى مباركتها ودعمها بكل ما هو ممكن ومتاح،وأن أهم ما يجمع بين المسيحية الصهيونية واليهودية اليوم يمكن تلخيصه في ثلاث نقاط أساسية:

1-التراث المسيحي اليهودي المشترك.

2-الأخلاق اليهودية المسيحية.

وأضاف أن الإعلام الأميركي  يشهد حضورا متزايدا لهم حيث إن هناك ما يقرب من 100 محطة تلفزيونية، إضافة إلى أكثر من 1000 محطة إذاعية ويعمل في مجال التبشير ما يقرب من 80 ألف قسيس،وامتد نفوذ الحركة إلى ساسة الولايات المتحدة بصورة كبيرة وصلت إلى درجة إيمان بعض من شغل البيت الأبيض بمقولات الحركة والاعتراف بهذا علنيا،وكان الرئيسان السابقان جيمي كارتر “ديمقراطي” ورونالد ريغان “جمهوري” كانا من أكثر الرؤساء الأميركيين إيمانا والتزاما بمبادئ المسيحية الصهيونية.

دور الإنجيليين في تخريب العراق

وفي هذا السياق قال الباحث العزوني  أن الرئيس بوش الضغير كان إنجيليا ولذلك تغول عليه السفاح شارون ،وأجبره على غزو العراق ،وهناك اطراف أخرى كان لها الثقل الأكبر في تخريب العراق وخاصة صناع القرار في خليج كوكس، الذين ذهبوا إليه قبيل الغزو وقالوا له متى ستخلصنا من هذا “المجنون”،ويقصدون الرئيس الشهيد صدام حسين الذي كان يشكل لهم مصدر الرعب الوحيد في القمم العربية ،مبينا أنه ليس جديدا القول أن الجنود الأمريكيين قاموا إضافة إلى القتل ،قاموا بنهب آثار العراق ،ومنهم الجندي –القس الإنجيلي   أندرو برونسون الذي نهب البنك المركزي امام الكاميرات،وكان آنذاك مع قوات المارينز،وقد ظهر هذا الجندي في صورة قديمة وهو يحمل سبيكة من الذهب تم الاستيلاء على كميات كبيرة منها ابان الغزو الامريكي للعراق ،الامر الذي أثار الجدل وكشف احد الاسرار التي تدور حول هذه الشخصية المهمة ،والتي أصرت الادارة الامريكية على التضحية بأهم حلفائها في العالم وأحد أهم أعضاء الناتو “تركيا” من أجل اطلاق سراحه .

وختم الباحث أسعد العزوني أن تقارير سابقة  تعود للأعوام 2004- 2010  أوضحت ان هذا القس كان احد افراد المارينز الامريكان الذين دخلوا مع القوات الخاصة الامريكية الى بغداد، ومن الرجال الذين أوكلت لهم مهمات خاصة في العراق وغيره  ،وكان على ما يبدو ضابطا كبيرا في الإستخبارات العسكرية ،ومن أولى مهام قوات المارينز في العراق  السيطرة على اموال العراق والذهب ومحتويات قصور الرئيس الشهيد صدام حسين واثار العراق المهمة ، وكانت امريكا  تخشى كشف هذا السر ، ولعل المخابرات التركية قد حصلت على هذه المعلومات.

 

كلام الصورة

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.