هل تصمد هدنة الزبداني الثالثة؟

 

الأردن العربي ( الإثنين ) 21/9/2015 م …

على اصوات المعارك التي احرجت الجماعات المسلحة في ريف العاصمة السورية دمشق، يشهد الميدان هدنة جديدة على خطي الزبداني وبلدتي الفوعة وكفريا.

فالمعارك التي شهدتها منطقة الزبداني التي حقق فيها الجيش السوري والمقاومة اللبنانية تقدما كبيرا، وضعت المسلحين في وضع حرج دفعهم الى التنفيس في مكان اخر والمعني هنا بلدتا الفوعة وكفريا. وعليه كان التحضير لهجوم كبير على البلدتين من قبل ما يسمى بجيش الفتح وجبهة النصرة وفصائل اخرى، حيث بدأ بتفجير تسع سيارات مفخخة في محيطهما.

لكن الهجوم العنيف هذا واجه ردا عنيفا ايضا من قبل اللجان الشعبية، حيث خاضت معارك ضارية مع الجماعات المسلحة التي تكبدت خسائر فادحة بعد مقتل نحو سبعين من عناصرها بينهم ثلاثون من جنسيات اجنبية، فيما شهدت المعارك مقتل القيادي البارز المدعو ابو الحسن التونسي.

فشل الهجوم الذي حشد له المسلحون دفعهم الى الخيار الاخير المتمثل بقبول اتفاق هدنة هو الثالث من نوعه خلال الاسابيع الاخيرة. هدنة اوقفت القتال في الفوعة وكفريا اضافة الى منطقة الزبداني، فيما اشارت تقارير الى ان مدتها لم تحدد بعد، مضيفة ان المفاوضات مستمرة من اجل تثبيت هدنة اوسع.

غير ان مراقبين يستبعدون التزام المسلحين بهدنة طويلة كونهم يرون في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين متنفسا لهم في كل مرة يتعرضون للضغط في المناطق الاخرى لاسيما منطقة الزبداني وبالتالي سيقومون بخرق اي هدنة بعد اعادة ترتيب صفوفهم للضغط في الاتجاهين.

وما يعزز هذا التوجه براي المراقبين اطلاق المسلحين قذائف صاروخية على مدينة حلب. حيث افادت مصادر ان القصف اودى بحياة عشرات الاشخاص معظمهم من الاطفال بعد استهداف حي الميدان شمال شرق مركز مدينة حلب، وذلك اثناء توجه التلاميذ الى مدارسهم. كما ادت القذائف الى اصابة العشرات والحاق اضرار كبيرة بالمباني المحيطة بالمكان.

وعليه فان ما بات يحتاجه الميدان السوري حسم نهائي في بعض المناطق التي يقوم المسلحون باستغلالها بشكل مستمر من خلال الهجوم على مناطق معينة بهدف ايقاف الحسم من قبل الجيش السوري والمقاومة اللبنانية في مناطق اخرى.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.