كيري يسلّم بحلّ ببقاء الأسد ورعاية تركية إيرانية لحلّ الزبداني ـ الفوعة.

 

كتب المحرر السياسي لجريدة البناء ( الإثنين ) 21/9/2015 م …

تتسارع كرة الثلج التي رسم ملامحها الحضور الروسي العسكري في الحرب على سورية وما تبعه من تسليم أميركي بصعوبة زحزحة موسكو عن أهدافها وعزمها على تغيير الستاتيكو العسكري والسياسي المستمرّ منذ بيان جنيف الذي صدر عن وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وأميركا جون كيري، والذي تجسّدت المراوحة فيه سياسياً بالغموض في فقرته الخاصة بالمرحلة الانتقالية ودور الرئيس السوري فيها، وما رافق هذا الغموض من خلاف بين موسكو وواشنطن على تفسيرها، أدّى إلى إفشال مؤتمري جنيف الأول والثاني، تجسّدت المراوحة عسكرياً بمواصلة ضخ المجموعات الإرهابية إلى سورية واحتكار عنوان الحرب على الإرهاب من قبل واشنطن بصورة تبقي وتيرة الحرب المنخفضة بلا فاعلية وتجعل حرب الاستنزاف لسورية خياراً مفتوحاً لا يخشى الأميركيون معها من فرضية الحسم العسكري لمصلحة سورية، واضطرارهم لتسريع الحلّ السياسي استباقاً له، فمنذ أن أدّى حسم الوضع في مدينة القصيْر إلى جمع واشنطن لحلفائها والإعلان عن رفض التفاوض قبل تعديل الموازين العسكرية بدأت عمليات ضخ آلاف المسلحين من تنظيم «القاعدة» إلى سورية.

ما فعلته موسكو أنها ضخت جرعة حضور عسكري مشفوعة بمعادلة عسكرية قوامها النية بقيادة جبهة الحرب على الإرهاب في سورية، باعتبارها أمناً قومياً روسياً مع كثافة مشاركة المتطرفين الآتين من الشيشان وخطر عودتهم، ومعادلة سياسية تربط هذا الحضور بجعل المعبر الإلزامي للحرب على الإرهاب والحلّ السياسي التنسيق مع الدولة السورية ورئيسها.

أخيراً سلّمت واشنطن بعدما سبقتها أوروبا للتموضع تحت ضغط خطر الإرهاب وكثافة تدفق المهاجرين، وصار الموقف من حلّ سياسي ببقاء الرئيس بشار الأسد لازمة تتكرّر حتى نطق بها كيري وهو يعلم أنّ حديثه اللاحق عن رحيل الرئيس الأسد بعد الحلّ السياسي يصير مشروطاً بصناديق الاقتراع التي يعرف أنها ستكون لمصلحته.

بينما على الجبهات الميدانية في سورية كان الحدث هو الإعلان عن هدنة الزبداني الفوعة برعاية تركية إيرانية،

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.