مليار و200 مليون دولار ميزانية الوقفين السني والشيعي ما مدى صحة هذا الرقم ؟ / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 20/11/2019 م …
اسرني صديق يبحث في الشان المالي المهدور في العراق بمعلومة كان تاريخها ليس بعيدا وهو يتحمل مدى صدقية او عدم صدقية هذه المعلومة بالرغم من انني على قناعة فقد اصبح كل شيئ جائز في العراق المستباح خاصة ما يتعلق بالامتيازات والمبالغ الخيالية المالية التي تسرق وتنهب المعلومة تشير الى ان ميزانية الوقفين” السني والشيعي” هي بنحو مليار و200 مليون دولار سنويا مناصفة بين الوقفين اي ان الوقف السني حصته 600 مليون دولار والوقف الشيعي 600 مليون دولار.
” يا الهي” امعنوا النظر هناك عدل يسود في البلاد ويقولون ان الاموال تهدر وتسرق ؟ لم هذا التجني على سلطة تطبق الاسلام “الخاص بها” بحذافيره خاصة فيما يتعلق بالاموال فقد قسمت بصورة عادلة حصة الوقفين” السني والشيعي” السنوية انها ” قسمة لم نشهد لها مثيلا ” هكذا العدل والا فلا ؟؟
لاتتجنواعلى حكام العراق مابعد عام 2003 وتتهموهم بسرقة المال العام واللصوصية لان كل ما يجري بينهم بالتساوي ” هذا لك وهذا ” لي” تلك حصتك وهذه حصتي اما الشعب وفق نهجهم ” الاسلامي” فواجبه ان بستمع الى ” اكاذيبهم ” ويصدقها حتى وان تسكع ابناؤه في الشوارع بحثا عن رغيف الخبز لان حكامه سيماهم ليس في وجوههم فقط بل حتى في جباههم من اثر السجود وليذهب الناس الى الجحيم .
مليار و200 مليون دولار اذا صح هذا الرقم الخيالي يمثل ميزانية دولة مجاورة او اكثر من دولة في المنطقة .
ما الذي يفعله الوقفان” السني والشيعي” في خدمة المواطن طيلة عقد ونصف من السنين حتى يستحقان هذا المبلغ الخرافي؟؟
ما الذي فعلاه للشعب للتخفيف عن كاهله لاسيما المواطن العراقي الذي يعيش تحت مستوى الفقر ويستحق العون والمساعدة وفق تعاليم ديننا الحنيف حتى يستحقان هذا الرقم الخيالي ؟؟
ماذا قدم الوقفان لخدمة الشعب والوطن منذ اطل علينا هؤلاء بمسمياتهم وفتاواهم التي يستغلونها لاثارة الفتن والنزاعات التي تؤجج الطائفية الخطيرة استنادا الى ” احاديث واقاويل” ينسبها البعض من معمميهم للرسول الكريم وصحبه الاخيار والى ال البيت ربما معظمها غير دقيق ويحتمل المبالغة والتهويل وربما حتى التشويه لان تلك الاحاديث التي مضى عليها الاف السنين تنقل من راو الى اخر وربما تحتمل التلاعب بالالفاظ اوالتحريف وحتى الاضافات ومنها ما نقل عن ابي هريرة او نقل عن الصحابي فلان الفلاني او نقل عن مقرب من الرسول الكريم ” ص” الى اخر هذه التجارة البائرة التي يصدقها البعض مع الاسف الشديد رغم عدم وجود ادلة على مصداقيتها .
ان عملية النقل ربما غير الدقيق هذه التي يتحدث بها ” معممون من الوقفين “السني والشيعي” تحولت الى مصادر عيش و ارتزاق لهؤلاء واي عيش ” مليار و200 مليون” دولار وليس” درهما اسلاميا او دينارا عراقيا” لان العملتين الاخيرتين لم يعد لهما قيمة من وجهة نظر هؤلاء القائمين على الوقفين ما ان اطل وعرف ” الدولار الامريكي ” الذي اصبح قبلة الكثيرين من الذين يقتاتون على بعض الاحاديث التي يفتقر بعضها الى الدقة والمصداقية نظرا لكونها ليست مدونة وتنقل شفويا من شخص لاخر عبر الالاف من السنين لان عدم نقلها بدقة ونسيان معظم فقراتها او التلاعب بمضمونها من قبل الراوي يعتبر واردا.
لقد ضاعت حتى الاحاديث الصحيحة والدقيقة في ظل ما ينطلق على السنة بعض المعممين الذين استغلوا الجهل المتفشي بين اوساط المجتمع واستثمروا ” العمامة” كمصدر عيش مترف يرقى الى مستويات الامراء والملوك والسلاطين مع جل احترامنا وتقديرنا للعمائم التي تدعوا الى اشاعة المحبة والمساواة ونبذ الفرقة بين ابناء العراق ونات بنفسها عن متاهات ودهاليز ” عشاق الدولار” والميزانيات الخيالية .
مليار و200 مليون دولار سنويا نضرب هذا الرقم في 16 عاما انه مبلغ خيالي حقا يستحق التوقف في ظل حالة التردي التي يشهدها العراق والتي اوصلت البلاد الى مما نحن عليه اليوم.
ما الذي قدمه الوقفان السني والشيعي حتى يستحقان هذا المبلغ الخيالي وهما يهيمنان على العديد من المباني التي تحمل اسمائهما ” هذا مبنى تابع للوقف السني وتلك مؤسسة تابعة للوقف الشيعي وهكذا لقد تحول الوقفان الى مؤسستين تمتلكان اموالا طائلة ليتهما سخرا الفتات من تلك الاموال والبنايات لخدمة المواطن المستحق او في بناء مدرسة اوتشييد مستشفى للعلاج المجاني استنادا الى الاية الكريمة ” في اموالهم حق للسائل والمحروم”.
ياسادة يا افاضل في الوقفين” السني والشيعي” ان هذا قول موجود في القران الكريم دستور المسلمين ولم ننقله عن راو او متحدث كما تنقلون انتم انه نص موجود مع وجود كتاب الله الذي يعد المرجع الذي نعود اليه وليس دستور ” بريمر” الذي ارتضيتموه دون ان تعلقوا على فقراته التي تعد الغاما تتفجر في اية لحظة وان كل ضحاياها من المسلمين يمثلون الطائفتين وغيرها من الطوائف التي كانت تعيش متاخية متاحبة حتى غزو العراق واحتلاله عام 2003 ووضع الدستور المسخ. ” وتصدركم المشهد السياسي البائس الذي جلب الويلات للعراقيين.
انكم ياسادة كما النخب السياسية التي تحكم بعد عام 2003 لاتمثلون الطائفتين” السنية اوالشيعية” او اية طائفة اخرى دينية او قومية بل تمثلون انفسكم وتستغلون اسم الطائفتين للاثراء واستغلال ذلك على حساب فاقة وحاجة المعوزين من ابناء العراق مما يتنافى ومبادئ ديننا الحنيف.
التعليقات مغلقة.