بالأرقام… اردوغان ينعش خزانة الكيان الصهيوني على حساب الفلسطينيين / د. خيام الزعبي

نتيجة بحث الصور عن خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) الأربعاء 20/11/2019 م …




تعتبر تركيا أول دولة إسلامية تعترف بالكيان الصهيوني كوطن قومي لليهود على حساب الفلسطينيين في  1949، ومع بداية  1950، كان اعتراف الحكومة التركية قانونيًا بقيام إسرائيل، واليوم يواصل نظامها بزعامة الرئيس أردوغان اللعب على مشاعر الشعوب من خلال أقوال باتت مكشوفة للرأي العام، حيث لا يترك مناسبة إلا ويتاجر بالقضية الفلسطينية بالكلمات الرنانة خاصة التي تعلقت بمحاولات كسب الأصوات في الانتخابات.

على خط مواز، بقيت العلاقات التركية الإسرائيلية متينة منذ بدايتها ولم تتوتر ولو ظاهرياً حين انتقد اردوغان سلوك إسرائيل خلال الحرب على غزة عام 2009 بهدف كسب شعبية بين الجماهير التركية والعربية والإسلامية دون المساس بالتحالف القوي مع الكيان الصهيوني، بشكل يؤكد أن التوتر بين البلدين لا يتعدى مجرد الدعاية للنظام التركي الذي يتاجر في القضية الفلسطينية.

على الرغم من التصريحات العلنية والمسرحيات الكثيرة التي يقوم بها الرئيس اردوغان لإحياء الرأي العام الداخلي والخارجي بعدائه الشديد للكيان الصهيوني، لكن لغة الأرقام على المستوى الاقتصادي تحديداً تكشف زيف هذا العداء، إلا أنه في الخفاء يدير علاقات تجارية واقتصادية وصلت أعلى مستوى لها في الشهور الأخيرة، وأنّ ما يجري مجرد مناورات سياسية يجيدها اردوغان باسم نصرة القضية الفلسطينية ، فإسرائيل التي وصفها اردوغان “بدولة الاحتلال والإرهاب” بلغت العلاقات التجارية معها أربعة أضعاف ما كان عليها في السنوات الماضية.

ويتبين عمق العلاقات الاقتصادية بين النظام التركي والكيان الصهيوني، نجد أن العام الحالي شهد فيه حجم التبادل التجاري زيادة بلغت 14 في المائة في الوقت الذي تتواصل فيه المباحثات بين البلدين بشأن مشروع خط الغاز الطبيعي إلى تركيا، ووفقاً لإحصائيات صندوق النقد الدولي جاءت إسرائيل في المرتبة العاشرة كأكبر أسواق الصادرات التركية في عام 2017، حيث أشترت سلعاً أكثر من 3.4 مليار دولار من تركيا، واحتلت الخطوط الجوية التركية المركز الأول بين شركات الطيران والخطوط الجوية التي تتعامل مع إسرائيل، كما أظهر التقرير السنوي للعام 2017، الصادر عن دائرة الإحصاء التركية أن تركيا تعد الدولة الأولى في تصدير الإسمنت والحديد لإسرائيل حيث صدرت 45% من إجمالي من ما استوردته إسرائيل من الحديد  و 60% من إجمالي ما استوردته من الإسمنت وهما مادتان أساسيتان في بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالتالي كشفت الأرقام الرسمية أن تركيا هي المزود الأول لإسرائيل لهذه المادة الخاصة بالبناء.

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا بحاجة إلى إسرائيل حيث أكد  الرئيس اردوغان إن بلاده بحاجة لإسرائيل كما تحتاج الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط ، داعيا إلى المضي في تطبيع العلاقات بين البلدين ، وقال اردوغان: “إسرائيل بحاجة إلى بلد مثل تركيا في المنطقة، وعلينا أيضا القبول بحقيقة أننا نحن أيضا بحاجة لإسرائيل، إنها حقيقة واقعة في المنطقة”.

 وكانت الصدمة الأكبر عندما ظهرت وثيقة رسمية كشفت اعتراف تركيا بالقدس عاصمة لإسرائيل، في الوقت الذي رفضت فيه العديد من دول العالم القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية بتل أبيب إلى القدس اعتراف منها بالسيادة الإسرائيلية على أراضي القدس، كما قامت شركات تركية بتولي إنشاء السفارة الأمريكية والدفع بعمال البناء الأتراك بالسفر إلى هناك ..

في الاتجاه الآخر ، إن رؤية الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة لدولة فلسطين هي الثمن الذي تريد تقديمه كحافز للكيان الإسرائيلي، ثمناً للمساومات الإقليمية والدولية، مستغلة في ذلك الصراع بين الفصائل الفلسطينية، ومستخدمة كل أشكال الانقسام والفوضى السياسية بصنيعة أمريكية وإسرائيلية وتركية وبمساعدة دول عربية، كي يمرروا مشروعاً هو الأكثر خطورة على القضية الفلسطينية من كل المشاريع السابقة.

مجملاً……ما يجري في فلسطين اليوم، لا يمكن عزله عن الأحداث التي تعيشها دول الجوار، فالحرب واحدة وممتدّة ومتصلة، لكن الأمور جرت عكس ما خططوا له الأعداء والحاقدين، لذلك فإن المنطقة تعيش اليوم مرحلة حاسمة وما سيحدد وجهتها هو صمود الشعب الفلسطيني في وجه المؤامرات  ووقوف الدول الصديقة إلى جانبه .

فتحية من سورية  الأبية المرابطة، من سورية حافظ وبشار الأسد و جمال عبد الناصر إلى أطفالنا في غزة وإلى كل مقاوم وكل شهيد يسقط على أرض فلسطين من أجل تحريرها شبراً  شبراً.

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.