سيرة الشهيد محمود عبيدات.. نام عند أهله في فلسطين (٤١) عاما..؟
الأردن العربي – الأربعاء 20/11/2019 م …
كتب محمود كريشان …
انه صباح الجيش العربي الاردني العظيم، القادم من وهج الخيل وصهيل النصر، ومن اول قطرة دم من دماء شهدائه، وهي تعطر اسوار القدس، وتعانق شهداء الفتح، لأنه الجيش الذي قاتل قطعان الصهاينة في باب الواد واللطرون والشيخ جراح، وعلى اسوار مدننا الخالدة في فلسطين، عندما مزجت كتائبه والويته المظفرة الرصاص، الذي جرب العدو الصهيوني الغاشم عنفه، في زمن مواكب النصر، واعراس الشهداء.. وقد اصبح الجيش العظيم اهزوجة وطن في مواسم الفرح: «هلا بخالد..هلا بصلاح الدين..هلا بجيشنا قاهر اعادينا».. انها اطلالة «الدستور» على دفاتر القوات المسلحة الاردنية ـ الجيش العربي، كبرى مؤسسات الوطن، عنوان الأمن والاستقرار، ونبع الطيب والشهامة، رمز السيادة والاستقلال، تنبض بحبها قلوب ابناء الوطن، وتقر بأفعال رجالها العيون وتتوق للانخراط في صفوفها كل نفس حرة ابية.
على خط النار
تشرق الكتابة من نور ونوار، ونحن نتأهب لشرف الكتابة عن احد شهداء الجيش العربي الاردني، عندما كان ملتحفا النار في الخطوط الامامية للمعركة، وكان الوطن ما زال ينبض في عروقه، والحب اردنيا والرتبة على الساعد..وردة زرعت على ثرى فلسطين، وقد كان الشهيد البطل الجندي الاول محمود محمد صالح الحكوم العبيدات، احدَ الرجال الذين رابطوا على خط النار بالقدس الشريف، لدحر عدو معتد اثيم.. وقد تعاهد مع رفاقه في الجيش الاردني العظيم، على الشهادة حتى تظل القدس عربية.
تشرق الكتابة من نور ونوار، ونحن نتأهب لشرف الكتابة عن احد شهداء الجيش العربي الاردني، عندما كان ملتحفا النار في الخطوط الامامية للمعركة، وكان الوطن ما زال ينبض في عروقه، والحب اردنيا والرتبة على الساعد..وردة زرعت على ثرى فلسطين، وقد كان الشهيد البطل الجندي الاول محمود محمد صالح الحكوم العبيدات، احدَ الرجال الذين رابطوا على خط النار بالقدس الشريف، لدحر عدو معتد اثيم.. وقد تعاهد مع رفاقه في الجيش الاردني العظيم، على الشهادة حتى تظل القدس عربية.
«العبيدات» الذي أوقد ورفاقه قناديل النار في البواريد الاردنية، وثأرهم المخبوء.. حتى صعد شهيدا في قرية «عناتا» في القدس الشريف، حيث لجأ اليها العبيدات، بعد اصابته بجروح خطيرة في موقعة حامية خاضها الجيش العربي في باب الواد، ليستقبله امام مسجد القرية محاولا اسعافه، ما لبث وان عطر الزمان والمكان برائحة الشهادة ومسكها، ليوارى رفاته الطهور هناك، حتى حل اذار المبلل بالندى والازهار الناهضة فوق الارض الطيبة عام 2008، تم العثور في بلدة عناتا بمحيط القدس المحتلة، على رفات جندي اردني بطل، استشهد في احدى ضواحي مدينة القدس المحتلة عام 1967 خلال مشاركته ضمن كتائب والوية الجيش العربي الاردني، في الدفاع عن القدس.
في منزل امام مسجد عناتا
بعد غياب دام 41 عاما، وحالة من الشوق والترقب تلقت عائلة الشهيد الجندي الاول محمود الحكوم العبيدات الذي قضى نحبه، على ثرى فلسطين الطهور، دفاعا عن القدس في حرب 67 نبأ تاكيد هويته في اذار عام 2008، حيث اعلن رئيس مكتب التمثيل الأردني لدى السلطة الفلسطينية «انذاك» السفير يحيى القرالة أن الشهيد هو الجندي محمود محمد صالح الحكوم، بعدها استلمت الحكومة رفاته في 24 اذار 2008 حيث تم مواراته الثرى بمراسم عسكرية خاصة، في مسقط راسه في شمال القلب والوطن، في لواء بني كنانة في قرية يبلا، وقد تسلم ذوو الحكوم الهوية المعدنية وجاءت مطابقة لاسم ابنهم.
بعد غياب دام 41 عاما، وحالة من الشوق والترقب تلقت عائلة الشهيد الجندي الاول محمود الحكوم العبيدات الذي قضى نحبه، على ثرى فلسطين الطهور، دفاعا عن القدس في حرب 67 نبأ تاكيد هويته في اذار عام 2008، حيث اعلن رئيس مكتب التمثيل الأردني لدى السلطة الفلسطينية «انذاك» السفير يحيى القرالة أن الشهيد هو الجندي محمود محمد صالح الحكوم، بعدها استلمت الحكومة رفاته في 24 اذار 2008 حيث تم مواراته الثرى بمراسم عسكرية خاصة، في مسقط راسه في شمال القلب والوطن، في لواء بني كنانة في قرية يبلا، وقد تسلم ذوو الحكوم الهوية المعدنية وجاءت مطابقة لاسم ابنهم.
ووفقا لرواية احد زملائه في الجيش، والذي خاض معه المعركة، وما يزال على قيد الحياة ويسكن في بلدة الحصن باربد فان الجندي الاردني العبيدات، اصيب بجروح خطيرة خلال خوضه ورفاقه معركة حامية الوطيس مع قوات العدوالإسرائيلي، في منطقة باب العامود دفاعا عن مدينة القدس خلال حرب 1967، ولجأ الى بلدة عناتا حيث قام امام المسجد في البلدة، الذي توفي في وقت لاحق، بمحاولة تقديم العلاج للجندي، الا انه استشهد مما دفع امام المسجد، الى دفنه بالقرب من منزله حيث بقي الامر طي الكتمان.
وبحسب اهالي البلدة فانهم قاموا باخراج رفات الجندي ودفنه مجددا في مقبرة البلدة، وحسب ما أكده الاهالي فانه يوجد في البلدة عدة قبور لجنود من الجيش العربي الاردني، استشهدوا في حرب عام 1967 وان هوية غالبيتهم ما زالت غير معروفة.
امنيته الشهادة ووصيته طاعة الله
الحاجة شريفة ذياب زوجة الشهيد الحكوم، الذي كان يبلغ عمره 32 عاما، عندما روت دماؤه الزكية ارض القدس الطهور، وكان عمرها انذاك 24 عاما، تذكرت آخر كلمات قالها لها قبيل توجهه الى وحدته العسكرية في الجيش العربي، المرابطة على خط النار، في ساحة القتال على ثرى فلسطين: «اتمنى الاستشهاد على ثرى فلسطين»..وكانت وصيته لزوجته ان عليها بطاعة الله تعالى، وحثها على مساعدة الفقراء وحب الناس، والالتزام بالدين الحنيف.
الحاجة شريفة ذياب زوجة الشهيد الحكوم، الذي كان يبلغ عمره 32 عاما، عندما روت دماؤه الزكية ارض القدس الطهور، وكان عمرها انذاك 24 عاما، تذكرت آخر كلمات قالها لها قبيل توجهه الى وحدته العسكرية في الجيش العربي، المرابطة على خط النار، في ساحة القتال على ثرى فلسطين: «اتمنى الاستشهاد على ثرى فلسطين»..وكانت وصيته لزوجته ان عليها بطاعة الله تعالى، وحثها على مساعدة الفقراء وحب الناس، والالتزام بالدين الحنيف.
واضافت الحاجة شريفة «ام محمد» ان زوجها الشهيد الحكوم، كان دائم الصلاة والعبادة وتلاوة القرآن الكريم، وعندما جاء الأمر بتوجهه لفلسطين قبل 10 أيام من حرب 1967 كان يردد أنه يتمنى الشهادة..وكان له ما اراد بإذن الله تعالى.
كان نائما عند اهله
فيما قال محمد الابن الاكبر للشهيد الحكوم لحظة تسلم رفاته: ان والدي كان نائما عند اهله في فلسطين، والان هو نائم عند اهله في الاردن» ايضا.
فيما قال محمد الابن الاكبر للشهيد الحكوم لحظة تسلم رفاته: ان والدي كان نائما عند اهله في فلسطين، والان هو نائم عند اهله في الاردن» ايضا.
وفي تعبيره عن فخره بوالده البطل اكد محمد الذي لم يتجاوز السابعة من عمره حينما فقد والده، انه لم يكن يتوقع ان يتم العثور على رفات والده في فلسطين بعد اكثر من اربعين عاما ومن ثم نقله الى مسقط رأسه بمراسم مهيبة اعادت في ذاكرة ابنائه واحفاده سيرة بطولات شهداء الجيش العربي الاردني وتضحياتهم في الدفاع عن الوطن والامة.
أما سحر، أصغر أبناء الشهيد، وكانت رأت نور الحياة قبل نحو اربعين يوما من استشهاد والدها، فقالت بشجاعة الاردنيات ورباطة جأشهن: «اشعر بالفخر لانني ابنة شهيد، ولانني انتمي الى الاردن، الذي تكرم العائلة الهاشمية شهداءه، ويحظون برعاية ملكية سامية».
واضافت سحر إنها كانت تتمنى أن تتحرر القدس، حتى تسافر للمدينة المقدسة وزيارة قبر والدها، قبل ان يتم نقل رفاته الطاهر الى يبلا الاردنية الاربدية التي احب وعشق.
اما «عادل» احد ابناء الشهيد الحكوم فقد قال ان عمره عندما شارك والده بالحرب كان سنة وسبعة شهور، في حين كان عمر احدى شقيقاته اربعة شهور، مشيرا الى انه وبعد ادراكه للحياة، بدأ في رحلة بحث عن والده، ويسأل ويستفسر عن اخباره،.. ليعلمه اقرباؤه ان والده قد استشهد دفاعا عن الارض العربية، اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لافتا الى ان عائلته تحمل منذ وفاة والده اوراقا من القوات المسلحة الاردنية تثبت استشهاد الوالد في حرب 67
واضاف انه يعيش حالة فرح غامرة منذ اخباره ان والده فارق الحياة شهيدا ومدافعا عن المسجد الاقصى، خاصة ان دماءه روت ثرى فلسطين وارض الانبياء، مشيرا الى انه وعندما تسلم رفات والده عام 2008 ليدفن مجددا بعد غياب دام 41 عاما، يعتبر بمثابة معجزة وعرس وطني خاصة ان ظروف الاحتلال الاسرائيلي حالت دون استعادة رفاته سابقا.
وعاد للقدس
احمد محمد صالح «شقيق» الشهيد الحكوم، كان قد قال ان الشهيد التحق بالخدمة العسكرية بالجيش الاردني في 12 اذار عام 1957 وكان عمره حينها 23 عاما، مشيرا الى انه كان يذهب الى القدس ويعود الى منزله في يبلا اثناء الاجازات التي لا تتعدى في ذلك الوقت 24 ساعة حيث كانت تقتصر زيارته لمشاهدة اطفاله وزوجته واهله، ليذهب مجددا الى القدس منذ ساعات الصباح الباكر نظرا لصعوبة المواصلات.
احمد محمد صالح «شقيق» الشهيد الحكوم، كان قد قال ان الشهيد التحق بالخدمة العسكرية بالجيش الاردني في 12 اذار عام 1957 وكان عمره حينها 23 عاما، مشيرا الى انه كان يذهب الى القدس ويعود الى منزله في يبلا اثناء الاجازات التي لا تتعدى في ذلك الوقت 24 ساعة حيث كانت تقتصر زيارته لمشاهدة اطفاله وزوجته واهله، ليذهب مجددا الى القدس منذ ساعات الصباح الباكر نظرا لصعوبة المواصلات.
وبين صالح ان الشهيد غادر منزله في يوم 29 ايار عام 1967 الى القدس، حيث وقعت بعد ذلك بايام حرب 67 وبقي هناك الى ان استشهد فوق الثرى الطهور، لافتا الى ان الشهيد كان دائم الحديث عن رغبته في الشهادة، ويتحدث الى الآخرين عن ذلك حتى قبل التحاقه بالخدمة العسكرية.
صور اطفاله
احد رفاق السلاح من زملاء الشهيد الحكوم ويدعى فوزي الصبيحات الذي شارك مع الشهيد في حرب 67 كان قد روى تفاصيل وفاة الشهيد الحكوم العبيدات، حيث اشار الى ان الشهيد اصيب بشظايا في اسفل جسده، اثناء احدى المعارك مع العدو الصهيوني، على مشارف القدس، وتم نقله وهو ينزف بشدة الى خارج القرية بواسطة سيارة، بعد طلب من قائد السرية، غير ان تجدد طيران العدو الصهيوني واستمرار غاراتهم الجوية، حالت دون استكمال انقاذه، واستشهد بعد تاثره بجراحه، حيث اعيد مجددا ليدفن بمحاذاة احد مساجد قرية عناتا، مشيرا الى انه عثر في جيبه على قليل من النقود وصور لعائلته واطفاله، وساعة يدوية حيث قام بتسليم متعلقات الشهيد الحكوم، الى ابنائه بعد ان عاد من جبهة الحرب فورا.
احد رفاق السلاح من زملاء الشهيد الحكوم ويدعى فوزي الصبيحات الذي شارك مع الشهيد في حرب 67 كان قد روى تفاصيل وفاة الشهيد الحكوم العبيدات، حيث اشار الى ان الشهيد اصيب بشظايا في اسفل جسده، اثناء احدى المعارك مع العدو الصهيوني، على مشارف القدس، وتم نقله وهو ينزف بشدة الى خارج القرية بواسطة سيارة، بعد طلب من قائد السرية، غير ان تجدد طيران العدو الصهيوني واستمرار غاراتهم الجوية، حالت دون استكمال انقاذه، واستشهد بعد تاثره بجراحه، حيث اعيد مجددا ليدفن بمحاذاة احد مساجد قرية عناتا، مشيرا الى انه عثر في جيبه على قليل من النقود وصور لعائلته واطفاله، وساعة يدوية حيث قام بتسليم متعلقات الشهيد الحكوم، الى ابنائه بعد ان عاد من جبهة الحرب فورا.
الحكوم في سطور
يذكر ان الجندي الاول الشهيد البطل الحكوم، من مواليد قرية يبلا ـ اربد في 10 ايار 1935، والتحق بالخدمة العسكرية في 12 اذار عام 1957، واستشهد في 6 حزيران 1967، وله من الابناء اربعة هم: عادل (موظف في وزارة المالية)، ومحمد (مقدم متقاعد من القوات المسلحة الاردنية)، وعالية (موظفة في وزارة الصحة)، وسحر (ربة بيت).
يذكر ان الجندي الاول الشهيد البطل الحكوم، من مواليد قرية يبلا ـ اربد في 10 ايار 1935، والتحق بالخدمة العسكرية في 12 اذار عام 1957، واستشهد في 6 حزيران 1967، وله من الابناء اربعة هم: عادل (موظف في وزارة المالية)، ومحمد (مقدم متقاعد من القوات المسلحة الاردنية)، وعالية (موظفة في وزارة الصحة)، وسحر (ربة بيت).
التعليقات مغلقة.