نتنياهو يفشل في موسكو… وإيران تربح اعتراف أميركا بصدقية التزاماتها
الأردن العربي ( الثلاثاء ) 22/9/2015 م ….
زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انتهت قبل أن تبدأ بالتصريحات الروسية التي وضعت التموضع العسكري الجديد في سورية، في إطار مفهوم الأمن القومي لروسيا المستهدف من مجموعات إرهابية تتدفق على سورية وتعود منها إلى روسيا، كما قالت مصادر متابعة في موسكو، ما قطع الطريق على مناقشة مستوى التسليح الروسي لسورية مجدداً، وجعل مناقشات نتنياهو محصورة في سماع التأكيد الروسي على عدم وجود أيّ مبرّر لطلعات جوية «إسرائيلية» في الأجواء السورية، منعاً لتصادم مع الطيران الروسي والدفاعات الجوية الروسية الحديثة، ومطالبة نتنياهو لموسكو في المقابل بضمانات لعدم استخدام سورية هذه الحماية المعزّزة للتفكير لاحقاً بشنّ حرب على «إسرائيل»، ومحاولة استكشاف فرص العودة إلى اتفاق فك الاشتباك الموقّع عام 1974 على جبهة الجولان في أيّ تفاهم سياسي للحلّ في سورية، يفضل نتنياهو صدوره عن مجلس الأمن متضمّناً هذا التأكيد، كما قالت المصادر نفسها.
على ضفة موازية، سجلت إيران الاعتراف الأميركي الأول رسمياً منذ توقيع التفاهم على ملفها النووي، بأنها تقوم بتطبيق تعهّداتها التي تضمّنها التفاهم. والرسالة الأميركية الأعمق التي تضمّنها بيان البيت الأبيض ليست شهادة مجانية لإيران بل رسالة استباقية للكونغرس الأميركي تقول إنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشهد تعاوناً مثمراً وجدياً وصادقاً من إيران في تطبيق التفاهمات وفقاً للروزنامة المتفق عليها، ما يشكل في نظر المراقبين في واشنطن تسجيل الرئيس الأميركي باراك أوباما لنقطة هامة على خصومه المعارضين للاتفاق والمراهنين على عدم صدقية إيران في تطبيق البنود الخاصة بالتزاماتها من التفاهم، بالتالي تأكيد أوباما على صحة رهانه على التفاهم مع إيران وفتح الباب لجعل هذا التفاهم العنوان الأبرز لسياسة إدارته في الشرق الأوسط، لأنه اتفاق مع دولة قوية وقادرة وتحترم التزاماتها وتشترك جدياً في الحرب على «داعش»، كما وصفها أوباما في شرحه للاتفاق قبل شهرين.
التعليقات مغلقة.