الاصطفاف وراء واشنطن ضد إيران .. لمصلحة من!!! / عبدالحفيظ ابوقاعود

 

عبدالحفيظ ابوقاعود ( الأردن ) الثلاثاء 22/9/2015 م …

 ؛صحافي ومحلل سياسي الاضرارالجسيمة عالية التكاليف التي تصيب الأمن الوطني لدولة ما ” في مقتل ،بسبب تدخل أجهزة موازية غير”وزارة الخارجية “في صياغة “سياسة خارجية”غير متوازنه ومضرة بالمصالح الحيوية والاستراتيجية ،وتنفيذها من دون تشاور مع المؤسسات السيادية ، تنفيذا لسياسات التحالف اوصاحب النفوذ؛تكون موهولة وكارثية على المستقبل الكياني للدولة المعنية .لكن الحذر الشديد من هذه الاضرار عالية التكاليف يكون دائما من خيانة “الدولة الحليفة الكبرى” ذاتها في الطلب من “الحلفاء ” الالتزام في سياسات غالبا ما يكون ضررها أكبر وأخطر من ضرر ناجم عن أعمال عدائية تقوم بها دولة غير صديقة او معادية . كما هو حال الولايات المتحدة الامريكية مع تحالفائها في اطر منظومة التحالف الامني الاقليمي بالالتزام بمصالحها الحيوية اولا وحماية امن إسرائيل ثانيا،والتفاهم مع الممول الاقليمي دون الالتفات الى مصالح الحلفاء الحيوية و الاستراتيجية . لذا يمكن أن تتسبب السياسة الخارجية لدولة عضو في منظومة التحالف الامني الاقليمي أحيانا بضررجسيم عال التكاليف يصيب أمنها االقومي في مقتل. غابت دول العربان عن طاولة “حوار الكبار” لتحديد مستقبل المنطقة والاقليم ،لانهم خارج حسابات القوى العظمى ،نتيجة التبعية السياسية والاقتصادية لقوى الاستكبار العالمي التي ارتبطوا فيها باتفاقيات حماية امنية ، وتفاهم وتعاون عسكري، وتحالف من خارج النيتو في أطار منظومة التحالف الامني الاقليمي التي تضم إسرائيل في عضويتها، لان البلاد العربية مازالت مناطق نفوذ الغرب المتصهين . نجد ان التشبث لدى “مؤسسات “صنع القرارالسياسي” في البلاد العربية باعتماد سياسة خارجية لا تحظى بالرضى العام الداخلي والقبول الاقليمي،حيث يسود الشعور وقتها بأن قوى داخلية وخارجية تحاول قدر استطاعتها عزل البلاد عن محيطها العربي الاسلامي وتجميد نشاطها الإقليمي وإقامة جدار نفسي يحرمها من ممارسة حقها في المشاركة في الجهود المكثفة الساعية لتشكيل “بيئة أمنية إقليمية” جديدة في المنطقة والاقليم. نلاحظ في حال تبني سياسة خارجية للنسق العربي لم يكن متاحا بالشكل المناسب التفكير بصوت عال وأسلوب علمي ورؤى مستنيرة وجريئة لمستقبل المنطقة والإقليم داخل “مجتمع صنع السياسة الخارجية” ، ونقصد به دور الأجهزة والمؤسسات السيادية والخبرات المتخصصة في عملية صنع وتحليل القرار السياسي في الشأن الخارجي. والحفاظ على الأمن الداخلي وتحصينه ضد تداعيات أي تغيير في الموقع العربي؛ الاقليمي والسوقي أو في اي جانب من جوانب سياسته الخارجية. لذا نجد ان هناك من يحاول حتى الآن،إعادة فرض هذه السيطرة على صانع القرار السياسي لتبني سياسة خارجية غير متوازنه في الاقليم خدمة مجانية للاخرين دون الالتفات الى المصالح الحيوية للنسق. العربي ذاته ، حيث يدفع النسق العربي الآن ثمنا باهظا للتجاهل الذي أقصى النخب السياسية عن الخوض في هذا المجال الحيوي .واصبح النسق في البلاد العربية ضحية اقتناع ساذج فرض عليه الركون مطمئنا إلى تنفيذ في البلاد العسياسات دول إقليمية وعالمية،وركدت حركته السياسية واخمدت تفكيره بترك الإقليم يتشكل من حوله بعيدا عنه،وهو مستمتع بأوهام “االسياسات الدولية”،وبخاصة سياسة الحليف من خارج الناتو و دول اخرى كان الظن أنها لن تتخلى عنه!!! . “الحليف من خارج الناتو”وصاحب النفوذ المتعاظم في المنطقة ،طلبا الالتزام بسياسة السمع والطاعة والاطمئنان لسياستهما في الاقليم والمنطقة،بينما راح هو يرتكب ألاخطاء الجسام ، إستفاد منها الخصوم قبل المتحالف وصار النسق العربي بسبب هذا الانجراف الاعمى و الاهوج في حلف غير ذات معنى عميق أو هدف قومي أصيل. لم يدرك “العربان بعد، بأن حروب الولايات المتحدة الامريكية الاحتلالية وبالوكالة كانت خدمة لديمومة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة،وفي بعض الأحوال مفيدة لآخرين غيرهم،وضارة بمستقبلهم الحضاري. ويعتبر هذا الادراك مسألة ضرورية في فهم اهداف الاستراتيجية الامريكية في الشرق ،حيث نجد ان الحرب الكونية في أفغانستان أفادت الصين دون غيرها، ومهدت باحتلال العراق ،في حين نجد ان حرب احتلال العراق الاولى افادت اخرين بتدمير نظامه السياسي وإخراجه من معادلة الصراع العربي الاسرائيلي الى أمد غيرمنظور،ورتبت اوضاعا اقليمية ومحلية غيرت معادلة التوازنات الاقليمية والمحلية من خلال قيام تحالفات دولية واقليمية متقابلة ،والحرب تلد اخرى جديدة ومتوالية الى ان يتغلب تحالف على الاخر . كما يكتشف النسق ان الاهمال في حق العرب ومكانتهم الاقليمية ،حين طبقت حكوماتهم معايير الصداقة الدولية،للعيش في أمن وأمان تحت مظلة الحماية ألاميركية،أوالعيش في كنف المساعدات الخارجية ،التي لم يستفيدوا منها؛ أنها لم تطور مفاهيم استراتيجية لدى النسق في البلاد العربية نحو الاكفأ والأحسن في إلادارة والانتاجية، أو أنها عوضت لهم عن الخساره في السياسه والاقتصاد وعلى كل المستويات. الالتزام لسنوات بل لعقود بالاصطفاف وراء واشنطن وإسرائيل ضد الجمهورية الاسلامية إلايرانية .بالانظمام بعضوية منظومة التحالف الامني الاقليمي ،التي عظمت النفوذ الاسرائيلي في البلاد العربية ، وقيام شراكات استراتيحية مع إسرائيلية لمواجهة محور المقاومة ،فكانت مؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن سورية ، واحتلال العراق وتدمير نظامه وحضارته ،حرب اليمن. واصبحت دول ” العربان ” في آخر الصف من قوائم دول بعضها كان حصيفا ومتنبهاً لنتائج اتفاق فيينا النووي ،الذي رسم مستقبل المنطقة والاقليم لعقود اتية في غياب الامة التي تتطلع ان يكون لها مكانا تحت الشمس في عالم نظامه الدولي متعدد الاقطاب والثقافات لامكان اومتسع فيه للضعفاء. إبتعدت مراكز القرار وصانعو السياسات الخارجية في النسق العربي والدبلوماسية العربية على امتداد عقدين أو ثلاثة، عن ممارسة الحق في الاستعداد لهذا الاتفاق.وتركت البلادوالعباد والرعايا والمفكرين والمثقفين والخبراء، بعيدين عما يحدث في الجمهورية الاسلامية الإيرانية بقوة وقوى الأمر والنهي. وكذلك عن كل مصادر المعلومات عن التقدم النووي والعلمي والالكتروني والسياسي والاقتصادي والعسكري في إيران. هروب ؟دول العربان “عن فرص التعمق في فهم طرق التفكيرفي الجمهورية الاسلاميه الإيرانية سواء ما اكتسبته من ماض طويل في الدبلوماسية والخبرة في الشؤونالدولية، أو ما اكتسبته الثورة في ظل دولة مدنية ديمقراطية مستقرة، وإن كانت محافظة، ولكنها كانت متحفزة للتقدم العلمي والاستراتيجي. في حين كانت الامة والملة في سبات عميق وتولت عن الركب الحضاري الانساني ، فحق عليها الاستبدال،لانها اصبحت مهتمة في ب”أرب ايدل”لتخريج القانيات وتمويل الحروب بالوكالة والاحتلالية . كما إبتعد العرب عن تقدير التفاصيل الضرورية في عمليات صنع السياسة والقرار في الجمهورية الاسلامية الايرانية عندما ابتعدت الامة عن الاختلاط بخبراء ومفكري وعلماء إيران. وجاء هذا الحرمان خوفا من تداعيات الفتنة المذهبية، و التي لم تكن يوما تمثل جزءاً مهما في التفكير السياسي أو الديني، ولا تمثل أي خطر على الهوية أو العقيدة للامة والملة . لكن كل من حاول ان يخفي عن العرب حقائق الثورة الاسلامية في إيران، بسلبياتها وإيجابياتها،متؤاطئ مع الغرب المتصهين،لأنه كان السبب في الموقف السلبي منها الى أن جاء يوم يتفاجأ فيه العرب ، وبشكل أخص، صانع القرارالسياسي بحقيقة عدم الادرك من قبل عمق الثورة الاسلامية.لان ما أحدثه الاتفاق النووي في فيينا من هرج ومرج وسجال غيرمنتج في سوق السياسة العربية والعالمية غيركاف في التعرف على الحقيقة الصادمة، بان إيران تتحول من ولاية الفقيه الى ولاية الامر في الشرق،لان العرب خارج التاريخ منذ سقوط بغداد الاول 1258،الى هذه اللحظة التاريخية، وسقوط بغداد الثاني 2003 على يد مغول العصر. فالسجال اليومي عند العرب عن مفاوضات فيينا /مفاوضات الاتفاق النووي بين ايران ودول 5+1،حول مستقبل تركة أنظمة سايكس- بيكو يتدهورإلى مستوى وضيع وغيرمبرروغيرمنتج ،لاقناع النخب والعامة بان ايران تسعى الى تعميم ولاية الفقيه باقامة هلال شيعي افتراضي لمواجهة “القوس السني “الافتراضي،لان علماء السلطان والحركات الاسلام السياسي استطاعوا من تضليل الامة بان إيران؛الثورة والدولة “تسعى الى التشيع السياسي واطفاء جذوة التسنن السياسي وحركات الاسلام السياسي في البلاد العربية. الالتحاق سريع الخطى للاقتراب من إيران ؛الثورة والدولة يحتاج الى فهم عميق لمسار الثورة الاسلامية الايرانية في الداخل والخارج تجاة قضية العرب المركزية ؛قضية فلسطين ،لان مواقف العرب المخجلة من ايران ؛ الثورة والدولة ،لكن ليس مسموحا للعرب بوقت قصير حشد الخبراء في الشؤون الاقتصادية والعسكرية للتعرف على مقاصد الثورة الاسلامية في إيران؟،ومحاسبة المسئوولين عن ضياع السنوات الطوال في فهم الثورة الاسلامية الايرانية ،لان السياسات الخارجية والتحالفات الدولية ،وغياب دولة المواطنة ،وارهاب الدول والنفاق الشعبي وتضخيم التهديدات الأمنية من دولة مدنية ذات مرجعية دينية ،والتدخل في صنع السياسة الخارجية من جانب أطراف لها مصالح أخرى، لها رؤية خاصة جدا للأمن الوطني في البلاد العربية ثبت أنها أضرت ضررا جسيما بألامن الوطني وسلامته ومكانته.ولكل هذه الأسباب والعوامل غِاب العرب عن هذا الحدث العالمي في فيينا ، وفي الغياب تشكلت بيئة أمنية إقليمية مختلفة عن كل ما عهد من قبل. الاصطفاف العربي وراء واشنطن ضد إيران ومحورها المقاوم غير مبرر،ويأتي خدمة للمصالح الامريكية ،ولديمومة المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة “إسرائيل”، فالصراع مع إسرائيل وجودي في حين الاختلاف مع إيران ؛الثورة والدولة ” خلاف حدودي خلفه سايكس – بيكو، لا يرقى الى صراع وجودي لدرجة يحتاج الى حروب طائفية ومذهبية يمولها البترودولار” تطال البشر والحجر. فالمطلوب من العرب في الأيام المقبلة التحرك بنية حسنة وثابتة نحو اصلاح بعض ما فسد مع الجمهورية الاسلامية الايرانية”مصالحة تأريخية”،لاقامة شراكة استراتيجية معها ” التكوين السياسي والتعاون الاقتصادي” ، وذلك في ضوء المتغيرات الدولية والاقليمية . نجد ان الغرب المتصهين قد تصالح مع الجمهورية الاسلامية الايرانية عبر اتفاق فيينا النووي ،بعدما اقامت إيران؛ الثورة والدولة ، حلفها المقاوم وتحالفها الدولي لاسقاط القطبية الدولية الاحادية ،لاقامة نظام دولي عادل متعدد الاقطاب والثقافات ،في حينُ وضع “النظام العربي الاقليمي” في محور مضاد للثورة والدولة في إيران ومحورها المقاوم”قوس سني ” لمواجهة “الهلال الشيعي ” الافتراضي،خدمة للمشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة بحجج واهية ومبررات غير مسوغة. واشعلت الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل الفتنة المذهبية والطائفية بادوات محلية “حركات الاسلام السياسي “بالتعاون والتنسيق مع أجهزة الاستخبارات في منظومة التحالف الامني الاقليمي، لتدميرمحور المقاومة العربي الاسلامي ،وسخرت قنوات الفضاءالمفتوح في الترويج لمؤامرة الحرب الكونية على سورية ومن ورية في تضليل الجماهيرالعربية في مواجهة محورالمقاومة بحجة الثورات على الاستبداد والطغيان واقامة الديمقراطيات على النمط الغربي في بلاد لم يكتمل فيها عناصر المجتمع الوطني لتأسيس دولة المواطنة وسيادة القانون بعد لعدم تحقق الاستقلال الناجز. فالمصالحة مع إيران”الدولة والثورة” تتم عبر مسارين هما؛ الاول :- مسار سريع للحاق بمن سبق من دول العالم لبناءعلاقات طبيعية ومتوازنه مع الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد اتفاق فيينا النووي . الثاني :- مسار بسرعة أبطأ مخصص للتعامل بمنتهى الكفاءة والدقة مع حساسيات واستراتيجيات دولية و إقليمية ، سوف يتعين على العرب أن يعيدوا بسرعة فتح ملفات علاقاتهم بإيران؛”الثورة والدولة”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.