والدة الشهيد زعيتر تتساءل: هل طوى النسيان قضية ابني؟
الأردن العربي ( الثلاثاء ) 22/9/2015 م …
“الله يرضى عليه.. الله يرضى عليه”، بهذا الدعاء تأخذ والدة الشهيد رائد زعيتر استراحة صبر لعلها تقويها وتمكنها من القدرة على السيطرة على بكائها وهي تتحدث عن عام ونصف من انتظار أن تأخذ العدالة مجراها.
عام ونصف مرت على استشهاد القاضي الشهيد رائد زعيتر على يد جندي إسرائيلي أثناء تواجده في معبر “الكرامة” في زيارة طارئة له من عمان إلى الأراضي المحتلة في فلسطين، حيث لم ير ذووه منذ تلك الفترة نورا يطفئ نار حرقتهم على ولدهم الشاب “الذي راح غدرا”، كما تقول والدته.
عام ونصف، كما تضيف، في حديث ملؤه مشاعر القهر وحسرة الأم التي لا تشعر بها إلا الأمهات المكلومات وهي تنتظر هي وزوجها نتائج التحقيق في استشهاد ابنها، مشيرة إلى أنهم خاطبوا مختلف الجهات الرسمية التي منها من تعذر بالانشغال ومنها من منحهم موعدا غير محدد لإعلان النتائج وكثير منهم تنصلوا من الرد على مخاطباتهم.
وقالت والدة الشهيد زعيتر “كل يوم أقرأ القرآن وأوهبه لابني”، مضيفة “زوجي أصابه اليأس من عدم الرد على مخاطباته واحتسبنا ابننا عند ربنا شهيدا”
وتستغرب والدة الشهيد زعيتر أن قضية ابنها أصبحت في طي النسيان على الصعيد الرسمي، حتى في وزارة العدل التي خدم فيها ابنها ثمانية أعوام، فيما خدم فيها والده 40 عاما، كما تقول، مشيرة إلى أن أصدقاء ابنها ما يزالون على تواصل معها وقبل أيام زارها وفد من مدرسته التي درس فيها وقدموا لها درعا يحمل اسم الشهيد رائد زعيتر، كما خصصوا زاوية في المدرسة تحمل اسمه، إضافة إلى شرائهم حقيبة مدرسية فيها قرطاسية لابنته “سما”.
وتعود بعد أن تتمالك أعصبها بدعاء “الله يرضى عليه”، وتتساءل متى سيتم الإعلان عن نتائج تحقيق استشهاد ولدها، خصوصا وأن رئيس الوزراء كان قد أعلن أن النتائج أصبحت بحوزته، “إحنا ما بنشحد منهم.. إحنا بدنا يكرموا ابني ويعاقبوا الفاعل”، تقول والدته وصوت بكائها يعلو.
وتستنجد والدة زعيتر بأن لا يتم نسيان قضية ولدها، الذي فارق حياته وهو بعمر الـ38 عاما لأنه رفض أن تخدش كرامته في معبر “الكرامة” ليعاقب بخمس رصاصات اخترقت جسده الأعزل من السلاح، متأملة أن ينتصر الحق في قضية ابنها وأن تنطفئ نار قلبها ولو بنسمة باردة.
التعليقات مغلقة.