الانتخابات: الواقع ـ المسار ـ الآفاق…..3 / محمد الحنفي
محمد الحنفي ( المغرب ) الأربعاء 23/9/2015 م …
لا يمكن أن تصور الديمقراطية بدون انتخابات كما أن الانتخابات لا يمكن أن تكون هي الديمقراطية.
القائد العمالي الخالد: المرحوم أحمد بنجلون.
الإهداء إلــــى:
ــ شهداء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وكل من فقدناهم ممن كان لهم أثر بارز على جميع المستويات.
ــ الفقيد القائد العمالي الكبير: أحمد بنجلون، الذي قاد تجربة حزبية مناضلة في ظروف عسيرة.
ــ مناضلو حزبنا الأوفياء للمبادئ الحزبية، وللقيم النضالية المتقدمة، والمتطورة.
ــ كل من ترشح باسم الحزب، من أجل إحداث ثغرة، لها شأن، في الوعي المقلوب للجماهير الشعبية الكادحة.
ــ من أجل مغرب متقدم، ومتطور.
ــ من أجل انتخابات حرة، ونزيهة، بعيدا عن كل أشكال التزوير، التي تفسد الحياة السياسية.
ــ من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
محمد الحنفي
وبناء على ما سبق، فإن مفهوم الانتخابات على المستوى الخاص، يختلف باختلاف المستويات المساهمة في العملية الانتخابية، من بدايتها، إلى نهايتها.
فعلى المستوى المخزني، نجد أن مفهوم الانتخابات يعني قدرة الإدارة المخزنية على تدبير الشأن الانتخابي، من التسجيل في اللوائح الانتخابية، إلى إعلان النتائج، وفق خطة مرسومة مسبقا، خدمة لمصالح المؤسسة المخزنية، ومصالح الطبقة الحاكمة، ومصالح الرأسمال التبعي، ومصالح الرأسمالية العالمية، بالإضافة إلى خدمة مصالح أحزاب الإدارة، وحزب الدولة، والأحزاب الممخزنة، التي يتمتع كل حزب منها بنصيبه من الكعكة الجماعية، والبرلمانية، طبقا للخطة المخزنية المرسومة للانتخابات الجماعية، أو البرلمانية.
وعلى مستوى أحزاب الفساد السياسي، سواء كانت إدارية، أو حزبا للدولة، أو ممخزنة، فمفهوم الانتخابات يعني: تمتيع هذه الأحزاب بكل أشكال الفساد الانتخابي، المتمثلة في إقامة الولائم، وتمكينها من المساهمة الفعالة، في إفساد العملية الانتخابية، بإقامة الولائم، وشراء الضمائر، ودون مساءلتها عن كل ذلك، وتزوير النتائج لصالحها، وتمكينها من نصيبها من الكعكة الانتخابية، حتى يتربع المنتخبون الذين زورت النتائج لصالحهم، من نهب ثروات الشعب المغربي، عن طريق التصرف المطلق، في مداخيل الجماعات المحلية، والإقليمية، والجهوية، وعن طريق التمتع بامتيازات الحصانة البرلمانية، التي تمكنهم من توظيف تواجدهم في البرلمان، من أجل التمتع بالمصالح الخاصة، التي لا علاقة لها بخدمة المصلحة العامة، ليصير بذلك مفهوم الانتخابات مساويا للفساد السياسي / الانتخابي، الذي تمارسه أحزاب الإدارة، وحزب الدولة، والأحزاب الممخزنة، ضدا على مصالح الشعب المغربي، في إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وعلى مستوى الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، فإن مفهوم الانتخابات: يعني تمكين جميع الأحزاب المشاركة في الانتخابات، من خوض معركة توضيح برامجها للشعب المغربي، حتى يتمكن من معرفة البرامج التي تخدم مصالحه، والتي لا تخدم إلا مصالح الطبقة الحاكمة، ومن يدور في فلكها، من المستغلين، ومن المفسدين، ومن المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي، ومن أصحاب الامتيازات التي لا حدود لها، من أجل الوعي بها، حتى يتملك القدرة على الاختيار الحر، والنزيه، الذي يمكنه من المساهمة في إيجاد مؤسسات تمثيلية حقيقية، تعكس احترام إرادة الشعب المغربي، الوعي بمختلف البرامج المقدمة له، والذي لا يمكن أن يختار من المرشحين إلا من يخدم مصالحه، انطلاقا من البرامج المقدمة. وهو، لذلك، لا يختار إلا مرشحي الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، التي ليست من بينها الأحزاب الإدارية، وحزب الدولة، والأحزاب التي اختارت أن تصير ممخزنة، ليصير مفهوم الانتخابات: يعني تمكين الشعب من الوعي بمختلف البرامج، التي تطرحها مختلف الأحزاب حتى يستطيع التمييز فيما بينها ويتمكن من القدرة على الاختيار الحر، والنزيه، الذي هو غاية ما يطمح إليه الشعب المغربي، الذي يتتبع من خلال حياته اليومية، ما يقوم به المنتخبون.
وهل يتناسب مع البرامج التي اقنع بها الشعب المغربي أم لا؟
استعدادا للحساب في الانتخابات القادمة.
وعلى مستوى فيدرالية اليسار الديمقراطي، فإن مفهوم الانتخابات، يعني مناسبة محددة، لشرح، وتوضيح البرنامج الفيدرالي المشترك، وقيام كل مكون من مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي، بتوضيح برنامجه الخاص، الذي يعتبر امتدادا للبرنامج الفيدرالي المشترك، من أجل جعل الجماهير الشعبية الكادحة، تمتلك الوعي بأهمية، ونجاعة البرنامج الفيدرالي المشترك، وبرنامج كل مكون من مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي، في أفق إقناع الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، بالتصويت على برامج فيدرالية اليسار، التي يضع مرشحوها أنفسهم في خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، في حال انتخابهم، انطلاقا من الوعي بالبرنامج الانتخابي الفيدرالي، في إطار انتخابات حرة، ونزيهة، لا وجود فيها لأي شكل من أشكال التزوير، ولا يتعرض فيه الناخبون لأي شكل من اشكال الإغراءات المادية، والمعنوية، التي تؤدي، بالضرورة، إلى جعل الانتخابات غير حرة، وغير نزيهة.
وعلى مستوى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فإن مفهوم الانتخابات: يعني تمكين الحزب من تحديد موقفه من الانتخابات، وبيان تصوره لها، والنضال من أجل الأخذ بذلك التصور، وتفعيله في حالة الأخذ به، مع تمكين الحزب على المستوى الوطني، من توضيح برنامجه الانتخابي للجماهير الشعبية الكادحة، التي يجب أن تبقى بعيدة عن أي شكل من اشكال الفساد الانتخابي، حتى تتفاعل مع مضامين البرنامج الحزبي، الذي يتم إعداده، بناء على الأهداف التي يسعى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي إلى تحقيقها لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، والمتمثلة، بالخصوص، في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية؛ لأن وعي الجماهير الشعبية الكادحة، بالبرنامج الحزبي، هو المدخل لجعل هذه الجماهير قادرة على اختيار ما يخدم مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وبقرار حر، ونزيه، وبدون الوعي بالبرنامج الحزبي، فإن الجماهير المعنية، تبقى عاجزة عن فهم ما تريده هي، وما يراد لها من قبل متزعمي الفساد الانتخابي، الذي يفقدها القدرة على الاختيار الحر، والنزيه.
وبذلك، يمكن القول: إن مفهوم الانتخابات على المستوى العام، وعلى مستوى أحزاب الفساد السياسي، وعلى مستوى الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، وعلى مستوى فيدرالية اليسار الديمقراطي، وعلى مستوى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، يتخذ طابعين تربويين:
الطابع الأول: الحرص على إعداد الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، للوعي بمختلف البرامج السياسية، المعروضة على الجماهير المذكورة، والمتصارعة فيما بينها، حتى تمتلك القدرة على التمييز فيما بينها، من أجل أن تتمكن من الاختيار الحر، والنزيه، لما يخدم مصلحتها في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى لا يتناقض اختيارها مع المصلحة العامة.
الطابع الثاني: فساد الحياة السياسية للجماهير الشعبية الكادحة، عن طريق استغلال مناسبة الانتخابات لإقامة الولائم المختلفة، وشراء الضمائر، وتقديم الوعود الفردية، والجماعية الخاصة، مما يجعل الجماهير الشعبية الكادحة، تنسى واقعها، وتنساق وراء الأهواء السريعة الزوال، مما يجعلها غير مالكة للوعي بمختلف البرامج الانتخابية، وغير مميزة فيما بين البرامج المختلفة، وغير قادرة على الاختيار الحر، والنزيه.
ونظرا لأن هذا الطابع الثاني هو السائد في الانتخابات المغربية، فإن الجماهير الشعبية الكادحة، ونظرا لعدم امتلاكها للوعي بمختلف البرامج المقدمة، فإنها تبقى ضحية للانتخابات المزورة، التي تعودنا على إنجازها، في شروط تفتقد فيها الحرية، والنزاهة، كما يفتقد فيها احترام إرادة الشعب المغربي.
التعليقات مغلقة.