خمس طائرات سوخوي 35 هزت العالم / عيسى شتات

 

عيسى شتات  ( الأردن ) الأربعاء 23/9/2015 م …

 لا أحد توقع هذه الضجة الكبرى التي أثارها هبوط خمس طائرات في مطار اللاذقيه السوري،لقد استنفر الغرب وحرك كل آلياته الدبلوماسيه والعسكريه وحرض كل عملائه لمحاصرة روسيا؛ بل حتى بعض الدول البعيدة عن ساحة الصراع تحفزت لمعاضدة الجهد الأطلسي مثل اليابان التي طلبت من برلمانها السماح بنشر قوات خارج الحدود وهي أول مره منذ الحرب الكونيه.لا شك أن الأمر أخطر مما يظهر في الإعلام وأن له أبعاد جيوستراتيجيه ستحدد مصير النظام العالمي في المستقبل المنظور وأن انتشار الطائرات الروسيه ليس إلا نقطة الحسم التي ستبدأ منها هذه الأبعاد،فإما حربا كونيه تأتي على الأخضر واليابس وتعيد البشر للعصر الحجري كما تكهن أنشتاين عندما قال لا أعرف متى ستأتي الحرب العالمية الثالثه ولكني متأكد أن الحرب العالمية الرابعه ستكون بالعصي والحجارة أي أن الدمار سيحل بالأرض وسنعود للعصر الحجري بفضل هذا الجنون الرأسمالي.أما البعد الثاني المنظور فهو إنفراج عسكري سياسي وعوده للعقل وتفعيل القانون الدولي ودفع المكاسب الإنسانيه التي حققها البشر الى السطح وانحسار دور المخابرات والمؤامرات والشرور الخفية التي ميزت السياسه طوال القرون الماضيه. في كلا الحالتين حربا أو سلما فإن الأكثر غباءا أي العرب المسلمين ومن على شاكلتهم هم الضحايا الأوائل، ففي الحرب هم فحمها بحكم الجغرافيا السياسيه، ،وفي السلم لابد من تجاوزهم وطي صفحة تفكيرهم القروسطي المتناقض مع السلم والحضارة والعلم. الأشهر القادمه أو ربما الأسابيع القادمه ستحدد مصير العالم حربا أو سلما، خلال هذا الأسبوع سيزور ذاك المتعجرف الصهيوني نتنياهو روسيا مع رئيس أركانه ومدير مخابراته طمعا في تعهدات روسيه بأمن اسرائيل اذا اشتعلت المنطقه.بعدهم سيحل زعيم الإخوان اردوغان طمعا في تليين موقف موسكو منه بعد تورطه المكشوف في مشاكسة الكبار، اردوغان يشعر بالسقوط القريب لكنه لا يريده سقوطا حرا خاصة ان الجيش التركي ممتعض من سياسته الإخوانيه الحمقاء وهو الجيش الأطلسي الخبير بالانقلابات.الأروبيون بدأوا يجنون ثمار تبعيتهم العمياء للسيد الأمريكي فجحافل اللاجئن وآلاف الدواعش المندسين داخلهم بدأت تقلق راحتهم ، بعض التسريبات تقول انهم يغازلون الروس بمقايضة سوريا بأكرانيا.إن الدوره القادمه للجمعيه العامه للأمم المتحده ستكون محوريه في تشكل عالمنا المستقبلي حربا او سلما ؛فلنرى على المستوى العسكري والسياسي الأسباب والمعطيات التي جعلت الأمور تأخذ هذه الجديه في الحسم وبهذه السرعه. 1_عسكريا: إن التقدم الذي أحرزه الجيش العربي السوري وحلفاءه في القلمون بدءا من معركة القصير ووصولا للزبداني الساقطه عسكريا، وكذلك الفشل الذي لاحق التنظيمات الإرهابيه سواء في فتح ثغرة كسب نحو المتوسط شمالا أو هجومات الجنوب في درعا والجولان، هذا الفشل الإستراتيجي جعل القيادات الحقيقيه للهجوم على سوريا(الغرب الأطلسي واسرائيل والعملاء) يعيدون حساباتهم،فالجيش السوري وبهكذا تموقع استراتيجي جعل من سقوط دمشق أمرا مستحيلا وحصن الجغرافيا الحضريه في الساحل وعلى الحدود اللبنانيه والفلسطينيه والاردنيه وهو ما سيمكنه من دحر المسلحين الى بادية الشام ونحو تركيا والاردن وربما الى السعوديه عبر صحراء العراق والاردن.انطلاقا من هذه المعطيات العسكريه على الأرض كان لزاما على قادة الحرب إما التسليم بالهزيمه وهو خطر على الجميع في هذا الحلف وإما التدخل المباشر لإسقاط دمشق وهو ما باشروه ومهدوا له في برلماناتهم في بريطانيا وفرنسا واليابان وغيرها ووقعت التغطيه عليه بافتعال قضية اللاجئين لمخاتلة الروس وبقية العالم، بل أن بعض التسريبات وهي حقيقة أن الكمندوس البريطاني والفرنسي والأمريكي انتشر على الأرض بزي داعشي في انتظار الهجوم ليلةالحادي عشر من سبتمبر الماضي،لكن التدخل الروسي المباشر والحاسم برا وبحرا وجوا جعل الجميع يعيد حساباته،فالصدام مع قوه بحجم الجيش الأحمر تعد مغامره غبيه. 2_سياسيا: كثيرون لا يعرفون أن للجيش الروسي عقيده قتاليه ثابته وهي تأمين المنفذ الوحيد نحو المياه الدافئه من البحر الأسود عبر تركيا وأن أي خساره لهذا المنفذ تعني أن هذه القوه العسكريه الجباره ستتجمد في القطب (في سنة 1982 وفي الايام الاولى لحصار بيروت من طرف القوات الاسرائيليه والتجييش الاطلسي آنذاك دخل الاسطول الروسي مياه فرنسا الاقليميه في المونش بل ان بعض الجنود نزلوا على الارض مستفزين الغرب الاطلسي منذرين بان فرنسا بسوريا ولم ينسحبوا الا عندما اكد لهم الامريكان ان العمليه محدوده في لبنان ولن تتوسع نحو سوريا) ؛اذن العقيده العسكريه الروسيه ليست فقط وليدة التحالف مع سوريا وليست فقط حماية للقانون الدولي بل هي استراتيجيه الدوله الروسيه سواءا كان الحاكم بوتين او غيره وسوريا نقطة ارتكازهم في المتوسط سواءا كان النظام الحالي في سوريا او غيره. انطلاقا من هذه المعطيات الجيوستراتيجيه،فلا الغرب بقيادة الولايات المتحده سينسحب خاسرا ولا روسيا وحلفاءها سيخدعون بالحلول المغشوشه،من هنا تسارعت الأحداث على الأرض وفي كواليس الديبلوماسيه والرابح من له أقوى الأوراق وأهمها العسكريه فلا يمكن في لعبة الكبار ان يجني احد بالسياسة ما لم يحققحه بالقوه الماديه على الأرض. ولهذا هرول الجميع نحو روسيا املا في تفادي الخسائر،ولهذا رفع السوريون السقف مباشرة(السوريون لهم باع في فن السياسة في عالم الغباء العربي )واعلن الأسد :إننا لا نستطيع أن ننفذ أي شيئ ما لم نهزم الإرهاب.ومن ثم لاحظنا التردد الأمريكي والإرتباك بل والتراجع لأن الحلف المقابل يمتلك من الأوراق أخطرها

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.