قنبلة الرئيس وحماس غزة بقلم / د. سامي الأخرس
د. سامي الأخرس ( فلسطين ) الأربعاء 23/9/2015 م …
تداعت كل الأنباء والأخبار ووسائل الإعلام تحلل وتنقل القنبلة التي سيفجرها الرئيس في خطابه بالأمم المتحدة، وبدأت الاجتهادات السياسية تقدم للمستمع والقارئ ما يمكن ان يحمله خطاب الرئيس من مفاجآت للأسرة الدولية، في ظل حالة القتامة السياسية التي عليها الأحوال المحلية الفلسطينية من جهة، والأحوال العربية والإقليمية من جهة أخرى.
لا شك أن الحالة السياسية معقدة على الرديفين الفلسطيني خاصة، والإقليمي عامة، وأن جميع الأطراف في الصراع الدائر تمر بحالة أزمة، أو واقع أزمة متعددة الجوانب والتجليات بما فيها الجانب الإسرائيلي الذي يعيش أزمة معقدة وإن كانت أخف وطأة من المحاور الأخرى. فرغم أن ” إسرائيل” تعيش افل مراحلها الأمنية بعد حرّاكات الرّبيع العربي إلَّا أن ذلك لا يشفع لها بأنها تمر بأزمات متعددة، بل وضغوطات متنباينة/ أولًا فهي تترقب الساحتين المصرية والسورية بالأولى ساحة متوترة وخاصة على تخوم ” إسرائيل” وتشهد تصاعد لقوى التطرف المتدينة التي تعتبر تهديد وإن كان نائم لـِ” إسرائيل” بما أن سيناء ذات بعد حيوي وهام للكيا، ثانيًا الساحة السورية غير واضحة المستقبل والمعالم والتي تعتبر ذات بعد استراتيجي للكيان نظرًا للعلاقات فيما بينهما وحالة اللاحرب واللاسلم، وارتباط سوريا بلبنان وقوى مثل حزب الله اللبناني، والمحور الإيراني والإرتباط لتاريخي بين المثلث اللبناني – السوري – الإيراني، إضافة للأزمات الإسرائيلية الداخلية السياسية والإقتصادية والإجتماعية، أضف لهما مشكلة غزة وحالة التوتر ادائمة وجنودها المأسروين هناك وهو مأزق فعلي خاضت تجربته مع اسر جلعاد شاليط سابقً ولم تخرج من هذه الأزمة إلذضا بدفع الثمن.
هذه الأزمات تلقي بظلالها على أزمة أخرى هي أزمة عملية السلام المجمدة، وعلاقات الكيان بالسلطة الوطنية والرئيس محمود عباس في الضفة الغربية، وكذلك علاقاتها بالسلطة الموازية في غزة، أي أن الكيان يتعامل مع سلطتين ولكل سلطة ملفها، ومتطلبات امنية وسياسية واقتصادية خاصة بها وكذلك المتطلبات الإنسانية والدولية التي لا يمكن للكيان أن يتهرب منها.
وعودة على الواقع الفلسطيني خاصة في الضفة الغربية فإن الآخر يعيش أزمة سياسية خطيرة ومأزومة، حيث أن السلطة الوطنية عامة والرئيس محمود عباس خاصة يعيش في واقع أزمة متعددة الجوانب والأطراف، هذه الأزمة هي عبرة عن أزمات متفجرة منها المحلية حيث إنه يواجهواقع منقسم على ذاته برأسين، ونظامين، ومنطقتين جغرافيتين وكذلك معارضة يشتد عضدها يومًا تلو يوم، تقف للرئس بالمرصاد، ممّا يزيد من حجم الضغوطات ضده وربما تجربة محاولة انعقاد المجلس الوطني الأخيرة لا زالت تمثل نموذجصا لهذا التناحر السياسي بين قوى المعارضة والسلطة الوطنية، أضف لذلك عملية السلام المأزومة والمتجمدة والمعطلة منذ أكثر من عقد ونصف وجملة التحديات السياسية والإقتصادية والمجتمعية التي تواجه السلطة الوطنية.وكذلك التجاذبات بين القوى الإقليمية والاستقطابات المعقدة حول القضية الفلسطينية وخاصة فيما يتعلق بالتقاربات بين تركيا قطر السعودية مع حركة حماس، والإمارات ومصر مع خصم الرئيس محمد دحلان،
هذه الحقائق مع غياب البدائل المحتملة أو الشخصيات المحتملة لإحلالها في مواقع مهمة تشكل قاطع خطير أمام الرئيس اذي لم يعد في جعبته أوراق قوة يمكن أن تشكل حرّاك حقيقي أو اختراق حقيقي في جدار هذه الأزمات، خاصة وأن الرئيس يؤمن بالعملية السلمية والحلول السلمية مما يغيب فكرة العودة لمربع العمل الشعبي أو الإنتفاضي الذي لجأ له الرئيس ياسر عرفات سابقًا، كما ويدرك الرئيس محمود عباس أن أي حراك سيكون له ثمن باهظ في الحاضر والمستقبل وأنه يشكل ذريعه للكيان للتخلص من الرئيس عباس.
عليه فإن أي حديث عن مفاجآت وقنابل هو حديث لا يمكن الاعتداد به في ظل الظروف القائمة على الساحة السياسية الفلسطينية، وعدم امتلاك السلطة لأي أوراق ضغط إلَّا ورقة المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية وإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية التي ربما تشكل أخطر الأوراق التي يمكن بها الضغط على الكيان والولايات المتحدة والأسرة الدولية والقوى الإقليمية والعربية. بل ربما هي الورقة الهجومية الوحيدة التي تمتلكها السلطة الوطنية والرئيس محمود عباس… وعليه فمن المرجح أن تكون ورقة المصالحة الوطنية هي الورقة التي يلوح بها الرئيس في وجه الكيان والأسرة الدولية.
التعليقات مغلقة.