الحراك العراقي ..وراء الأكمة ما وراءها / أسعد العزوني

أسعد العزوني ( الاردن ) – الأحد 8/12/2019 م …




وراء الأكمة ما وراءها ….تعبير لصيق بحراك أهلنا في العراق، الذين فقدوا وجودهم في عراق العز الأشم منذ الإحتلال الأمريكي الغاشم ربيع 2003 ،بدفع من الدهقنة السياسية في خليج كوكس،التي وعلى ما يبدو سلّمت الراية للمراهقة السياسية كي تجهز على العراق بالضربة القاضية هذه المرة ،بحجة محاربة إيران  ولكن بأبناء الشعب العراقي الذي أنهكوا بسبب الحروب التي صممها أعداء العرب في الخارج والداخل ،وأبناء مردخاي سلول بن أبراهام بن موشي بنو القنينقاع الذين تعاقد معه المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس لتنفيذ بنود وثيقة كامبل السرية.

عقديا لن يخرج الشيعة عن رأي المرجعية بعكس السنة،وها هي المرجعية الشيعية في العراق تؤيد مطالب العراقيين بخصوص إستقالة الحكومة،والأغرب من ذلك أن هتافات الحراك تتركز ضد إيران ،وقد حرقوا قنصليتها مرتين ،وهذا هو من الدلائل القوية التي تؤشر على هوية الحراك الحقيقية،ناهيك عن تأييد السيد موسى الصدر للحراك،ومعروف ان الصدر زار السعودية مؤخرا.

لو تمحصنا قليلا في موضوع الحراك من حيث بدايته ،وخاصة بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي د.عادل عبد المهدي إلى بكين ووقع برنامجا مهولا بعنوان”النفط مقابل إعادة الإعمار”بقيمة نصف تريليون دولار،تتعهد بكين من خلاله ببناء أربع مدن صناعية عملاقة في الجنوب،وبتحديث سكة الحديد،وإنشاء نظام صرف صحي عصري،إضافة إلى إتفاق الطرفين على إلغاء الدولار من التبادل التجاري.

وبعد بكين زار عبد المهدي طهران وإتفق مع الإيرانيين على تولى الأمن في العتبات المقدسة في العراق،الأمر الذي أثار حنق الرئيس ترمب الذي يرى بأنه ولي أمر العراق وأنه الوصي الشرعي على ثرواته وممتلكاته ،فأوعز إلى وكلائه في خليج كوكس أن يشعلوا النيران في العراق، تمهيدا لتقسيمه وفق مشروع الشرق الأوسط الكبير  الأمريكي، والنسخة طبق الأصل عنه خطة “كيفونيم” الإسرائيلية.

العداء لإيران هاجسهم بطبيعة الحال ،ولذلك إستجابت المراهقة السياسية لأوامر ترمب الحلاب ،وتم إدخال مجموعة من ضباط المخابرات البريطانية والأمريكية والإماراتية والسعودية برفقة ضابط من الموساد وثلاثين قناصا إسرائيليا ومجموعة من أصحاب السترات الصفراء في باريس،مزودين بطبيعة الحال بالمال اللازم لإشعال النيران في العراق.

وما أن إنفجر الدمل في العراق حتى رأينا قناة “العبرية ” السعودية تأخذ الحراك مقاولة ،وتوجه الرأي العام حسب المراد ،ومن خلال إستغلال معاناة من تبقى من الشعب العراقي ،الذي لم يجد بعد الإحتلال حكومة عراقية تهتم بشؤونه وتحمي مصالحه وتوفر له الحد الأدنى من الحياة الكريمة على أقل تقدير،حتى أن تلك الحكومات عبثت بالكرامة العراقية بعد عبثها المتعمد بالمقدرات ،ولذلك جرى تصنيف العراق “الجديد”بأنه فاسد حتى الثمالة ،وقيل ان ترمب صادر أموال الفاسدين المودعة في البنوك الأمريكية.

قيل أن رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي قام  بتقديم الطعام للحراكيين ،وهذه غير مفهومة إن صحت ،فهو الفاسد الأكبر وبالتالي فإن هذه الخطوة جاءت بإملاء من أسياده ليس في إيران بطبيعة الحال بل في واشنطن،ولا شك أن إحراق قنصلية إيران مرتين له ألف مغزى ومغزى ،وهي إيصال الرسائل لأعداء العراق التاريخيين بأن رسالتهم وصلت  وأن تكليفهم قد أنجز بمعنى ..تم.

الهدف الرئيس لتفجير الأوضاع في العراق الجريح هو مشاغلة إيران كما يجري في اليمن وفي سوريا  وفي لبنان ،ناهيك عن إقالة عبد المهدي ،وقد تمت الخطوة بدعوة من المرجعية،وهذا دليل كاف على طبيعة الحراك  العراقي مع كل الإحترام والتقدير لنوايا الأهل في العراق، الذين طفح بهم الكيل وهم أهل الخير ،وأصحاب “البغددة”.

ليلة أمس حدث ما لم يكن في الحسبان إذ هاجم مسلحون مدنيون الحراكيين وأطلقوا النار عليهم مدة 45 دقيقة وقتلوا نحو 20 حراكيا وعدد كبير من الجرحى ،وهذه من ضمن المقاولة التي تنفذها المراهقة السياسية في خليج كوكس،وهي تعميق الجراح في الشارع العراقي ،لزيادة وقع الحراك وإدخال العراقيين في مكمن النار .

يلاحظ مؤخرا أن هناك تقليدا ما في الحراك العراقي للحراك اللبناني وإن كان بدرجة أقل، من حيث الخدمات والمظاهر الدعائية وتوزيع الفواكه على الحراكيين من قبل الباعة وما إلى ذلك،بمعنى أن المعلم واحد والهدف واحد وهو تقليم اظافر إيران لتمرير صفقة القرن ،تمهيدا لإدماج مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية في المنطقة ،سيدا مطاعا  ما بين البحر المتوسط شرقا حتى بحر قزوين حيث جاء يهود الخزر أبناء الخاقان.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.