سورية والسعودية: هل عاد الدفء في الاتجاهين ؟ / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) الأحد 8/12/2019 م …
لا يمكن عدُّ مشاركة رئيس الاتحاد الصحفيين وعدد من المسؤولين السوريين، في اجتماعات الأمانة العامة التابعة لاتحاد الصحفيين العرب في الرياض قبل أيام زيارة عادية، لا بالنظر إلى وضع الإقليم ولا إلى خصوصية العلاقة بين سورية والسعودية ولا إلى خلفية العلاقات المتوترة بينهما منذ بداية الأزمة السورية، بالتالي تسارع هذه الأحداث يثير تساؤل كبير هو: هل ستشهد المرحلة المقبلة تحولا باتجاه تطبيع العلاقات بين دمشق والرياض؟
في هذا السياق شارك وفد اتحاد سوري، في اجتماع عربي لـ”اتحاد الصحفيين العرب” المقامة في الرياض، لتكون المرة الثانية، بعد مشاركة وزير التربية عماد موفق العزب في فعالية منظمة في الرياض، رغم تجميد السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع سورية في نوفمبر 2011، بسبب الأزمة السورية المستمرة .
وتأتي هذه الدعوة السعودية لدمشق، بعد أيام من احتفال كبير شهدته العاصمة السورية ” دمشق” لليوم الوطني الإماراتي في فندق داما روز، حضره ممثلون عن الخارجية السورية وكبار المسؤولين السوريين، إلى جانب مسؤولين إماراتيين وعرب.
وعلى ضوء ذلك يرى مراقبون سياسيين ودبلوماسيين أن دعوة اتحاد الصحفيين السعودي لنظيره السوري، بمثابة الغزل السياسي أو محاولة فتح قنوات جديدة وإرسال رسائل سياسية غير مباشرة، تشيد بخطوات أخرى، منها قد تكون إعادة فتح السفارة السعودية في دمشق التي شهدت افتتاح سفارتي الإمارات والبحرين قبل نحو عام. والذي سيعزز العلاقات بين الطرفين عن طريق إيجاد حلول واقعية لكل الخلافات والمشاكل العالقة بينهما، وانطلاقاً من ذلك ستكون الأسابيع والأشهر القليلة القادمة شاهدة على تغييرات جذرية في ملف العلاقات السورية السعودية ، والتي يمكننا من خلالها رسم صورة لمستقبل العلاقات السورية السعودية في ضوء المعطيات الراهنة.
اليوم وبعد اتساع رقعة الإرهاب، أجبر الكثيرون ممن دعموه لوجيستياً ومالياً على الأراضي السورية على أن يتراجعوا للوراء ويستعيدوا تصريحات الرئيس الأسد على مدار السنوات الماضية بأن “الإرهاب سيطول داعميه فى ديارهم”، هنا نقول ان الذي أملى على الغرب وحلفاؤه المراجعة هو فشلهم فيما خططوا مؤخرا، أي نجاح سورية وحلفائها في المواجهة.
في السياق ذاته إن ثبات واستقرار هذه المنطقة رهين بالعلاقات الايجابية بين كل من دمشق والسعودية، وان التنمية المستديمة في الدول العربية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال علاقات إيجابية وثابتة ومستقرة مع سورية، وعلى البلدان العربية التي تعيش في حالة من التردد في التعاطي مع دمشق إلا أن تعترف بقوتها سياسياً واقليمياً، وكما لجأت بعض الدول إلى لغة الحوار مع دمشق فمن المناسب أن يلجأ محور أعداء دمشق إلى المنهج نفسه وليس المواجهة أو الصراع معها من أجل تحقيق أمن المنطقة.
مجملاً…. إن إعادة العلاقات السورية السعودية تمثل في الظروف الحالية حاجة إستراتيجية للطرفين، والتنسيق بينهما سيعيد إلى المنطقة شيئاً من التوازن ومنطلقاً للتأسيس لحالة من الاستقرار في خضم المرحلة المضطربة حالياً، لذلك لا بد من إعادة النظر في العلاقات مع سورية كقوة لا يمكن تجاهلها، وأن تحول نقاط الخلاف معها لنقاط اتفاق، ويجب على الجميع التحرك باتجاهها، وهذا ما يجب أن تدركه الرياض بشكل جيد مع إعطائها الأولوية للعلاقات مع دمشق.
وباختصار شديد يمكنني القول لقد آن الأوان لنتعاون مع باقي قوى التوازن بالعالم لإنقاذ سورية من الدمار والخراب، وتجاوز أزمتنا والمضي بوطننا الكبير “سورية” نحو المستقبل الزاهر، وبالتالي فإن كل هذه المعطيات تشير إلى إن الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت كثيرة وإنفراجات متعدّدة في بعض الملفات الإقليمية والدولية ، خصوصاً إن سيناريو التفاهم السوري السعودي قد يعود إلى السطح مجدداً، ما يعني نتائج جديدة ربما تكون إيجابية لبعض دول الإقليم في المنطقة وعلى الأخص سورية.
في النهاية يمكنني القول لقد آن الأوان أن تستعيد دمشق مكانتها ودورها البارز على المستويين الإقليمي والدولي، وتؤكد على أنها لن تسمح لأي طرف بالتدخل في شؤونها الداخلية.
التعليقات مغلقة.