تقرير … منتدى الجامعة الأردنية ينظم زيارة للباقورة المستعادة عبر اليرموك وأم قيس
الأردن العربي – الأحد 8/12/2019 م …
عمان – أسعد العزوني
البروفيسور ملاعبة:
* معركة اليرموك دحرت الرومان وشجّعت الغرب على الثورة عليهم لا حقا
* الجنود الرومان كانوا مربوطين بشبكات خاصة منعا للهرب
* مقابر شهداء معركة اليرموك تعاني من الإهمال
* أم قيس”جدارا”يطلق عليها “أثينا الشرق” لرقيها آنذاك
* حضارة أم قيس القديمة تفوق حضارة اليوم كثيرا
* شمال الأردن متحف مفتوح ويضم باطن أرضه مدنا رومانية كبيرة
الرائد الشرفات:
* الإسرائيليون قلعوا أشجار نخيل المجهول والأفاكودو من الباقورة وزرعوها في النقب
* بريطانيا إشترت جزءا من الباقورة وباعتها للوكالة اليهودية التي منحتها لروتنبيرغ لإقامة مشروع كهرباء فلسطين
* ظاهر عمرو يطالب بالتركيز على الآثار والسياحة لتحسين الأوضاع الإقتصادية في الأردن
نظم منتدى خريجي الجامعة الأردنية في سبعينيات القرن المنصرم،في رحلة ثقافية سياسية إجتماعية إلى الباقورة المستعادة عبر موقع معركة اليرموك وأم قيس في الشمال.
وقال البروفيسور أحمد الملاعبة الخبير البيئي والجيوسياسي في معرض شرحه عن مناطق شمال الأردن ،أنها متحف بلا سياج ،وأن باطن الأرض فيها يحتضن مدنا رومانية ويونانية كبيرة متعددة غير مكتشفة بعد، وتنافس في جمالها مدينة أم قيس الأثرية،مضيفا أن الرومان كانوا يطلقون على الشمال لقب”خمارة العرب”،وطالب الجهات المختصة بحماية هذه المنطقة والحفاظ على آثارها.
وأوضح د.الملاعبة عند مرورنا بسهل حوران أنه كان يعرف بأهراء روما و”آبل القمح”أي القمح الوفير ،الذي كان يصدر أجود انواع القمح إلى أفخم المطاعم الإيطالية لتصنع منه أفخم انواع البيتزا وتقدمه لزبائها من علية القوم،لكنه تحول اليوم إلى أرض خربة ومكب نفايات في أجزاء منه ،وغزته البنايات الإسمنتية،بينما الأردن ينتظر القمح المفأرر هبة من أمريكا.
وإنتقد البروفيسور ملاعبة البناء على جانبي الطرق الرئيسية عند مرورنا بقرى سمر وقويلبة وعزريت ،لخطورة ذلك على السكان ،وقال عند مرورنا بقرية حبراس أنها تحوي شلال تحت الأرض مطالبا بطريق سريع بديل فيه جسور وأنفاق لتسويق مدن الديكابولوس الأربع في المنطقة.
وقبيل وصولنا إلى موقع إحدى مقابر شهداء معركة اليرموك الثلاث في قرية سمر ،بدأت ملامح الجولان وسلسلة جبال الشيخ بالظهور،وظهرت معالم نفق الديكابولوس الأطول في العالم،وترجل الجميع وقرأنا الفاتحة على أرواح الشهداء،وتضم رفات 3 آلاف شهيد وكانت مهملة .
وناشد د.ملاعبة الجهات المعنية برعاية هذه المقابر وترميمها ،فيما طالب منسق الرحلة السيد ظاهر عمرو بتبني إستراتيجية لتحسين الأوضاع الإقتصادية في الأردن والتركيز على السياحة والآثار،بدلا من إنتظار القروض وإرتفاع حجم المديونية،مشددا أن النفط ينضب مع الزمن لكن الآثار باقية إلى يوم القيامة.
وأكد عمرو دور منتدى الخريجين في خدمة الأردن وتقديم الخبرات والمشورات في حال طلبتها الجهات المعنية،موضحا أن الأردن يحتفل حاليا بإستعادة الباقورة ،وذكر بأن المرور من موقع معركة اليرموك كان للتذكير بماضي العرب والمسلمين الذين هزموا أكبر إمبراطوريتين في العالم وهما الروم والفرس.
وبعد خروجنا من المقبرة رأينا مطحنة أحضرها الإنجليز إبان الإستعمار لكن أهالي قرية سمر حطموها لرفضهم الإستعمار الإنجليزي،وكان الناس يواصلون قطف الزيتون في أرض الملاعبة ،وقال د.الملاعبة في معرض شرحه عن المنطقة ،أنها تضم أكبر حقل نفطي في بلاد الشام يمتد من شمال الأردن حتى هضبة الجولان السوري،وهذا ما يفسر تمسك إسرائيل بالجولان ولن تتخلى عنها لثرواتها .
وأثناء توجهنا إلى أم قيس مررنا ببلدة سخم وبعين كفر لا هيا وكان على يميننا أغرب جبل في العالم ،وقال د.ملاعبة أن فيه طلاسم آرامية ،ويعج بالكهوف وبعضها ترتفع بواباتها 3 امتار،ويعيش فيها بعض أصحاب المواشي من البادية ،وفيها العديد من المناحل التي تنتج أجود أنواع العسل.
دخلنا موقع معركة اليرموك في قرية الشعلة،وتجولنا في حديقة البلدية التي تتضمن تمثالا ليسف خالد بن الوليد وتمثالا للتلة التي كان يوقد من فوقها الشعلة،وكنا قبالة الجولان بالقرب من الحدود مع فلسطين،وقال د.ملاعبة أن الإسرائيليين شقوا طريقا ترابيا لإكتشاف آثار أقدام الفدائيين عند عبورهم لفلسطين ،لكن الفدائيين كانوا يعلقون في ظهورهن أغصان أشجار لمحو آثار أقدامهم.
إقتربنا من نهر اليرومك وظهرت التلة التي أعلن بن الوليد من فوقها النصر على البيزنطيين ،الذين جندوا معهم جنودا من الأرمن والروس والتركمان ،إضافة إلى مئة ألف عربي من الغساسنة يترأسهم جبلة بن الأيهم الذي خان عروبته،وعلل د.الملاعبة عدم إستشهاد بن الوليد لأنه كان يحمل سيف الله المسلول ،وان سيف الله لا يهزم ولا ينكسر.
وشرح د.ملاعبة سير معركة اليرموك وكيف وزع بن الوليد جنوده في أربعين فرقة تضم كل فرقة ألف رجل،وكيف كان حاسما بعد دراسته أرض المعركة وأكد أن النصر حليفهم،لافتا أن أحد قادة هرقل ويدعى جورجيز قد عرض عليه الطعام والماء وغير ذلك مقابل الإنسحاب، لكنه أجابه بأن أمامهم مهمة واحدة فقط وهي إلحاق الهزيمة بجيش الروم الذي كان يقيد جنوده بشبا ك ،تضم الشبكة الواحدة ستة جنود منعا للهرب،مؤكدا أنه وعند إكتشاف خالد بن الوليد لهذه الظاهرة أمر جنودة بالإقتحام ،وألحق الهزيمة بقائدهم هرقل الذي هرب إلى أنطاكيا.
وقال د.الملاعبة أن الإسرائيليين حفروا تحت تلة خالد ووجدوا 600 سيفا بيزنطيا،وهم يعرضونها حاليا في متحف تل أبيب،مضيفا أن سكة الحديد العثمانية درعا – حيفا القريبة،كانت تنقل العمال الأردنيين للعمل في حيفا،وقد خرج من المنطقة أول شهيد أردني دفاعا عن فلسطين على رأس 140 مجاهدا، قضوا نخبهم في مواجهات مع عصابة الهاجاناة.
غادرت المجموعة إلى أم قيس ومررنا بأقدم الكهوف في الأردن في قرية سحم التي يطلق عليها بنت جبيل ولجأ إليها المسيحيون من فلسطين هربا من الإمبراطور الروماني هيرودوت ،وفيها مسجد عمر بن الخطاب الذي بني في عهد الخليفة الفاروق سنة 14 هجرية من الحجر الجيري،ومررنا بعين تراب التي تشفي السرطان وشربنا منها،وبجانبها بعض مداخل نفق الديكابولوس.
مررنا بقرية إبدر وظهر جليا في سفح الجبل الصخر الزيتي،وتحدث د.الملاعبة عن النفق الموصل إلى القدس من تلك المنطقة ،ويدعي اليهود أنهم هم الذين بنوه مع أنه معلم كنعاني،كما نوه للعهدة العمرية التي إشترط فيها صفرونيوس على الخليفة عمر”ألا يساكننا فيها يهودي”.
وبعد إبدر مررنا بقرية المظلومة التي سميت بإسم إمرأة قتلت بعار وتبين انها مظلومة ،وصلنا أم قيس المردومة التي قال د.الملاعبة عنها أنها كانت مدينة مزدهرة أيام الرومان ويقطنها 50 ألف شخص،حصة الفرد منهم 500 لترماء يوميا ،لكنها الآن مرعى للبقر في الربيع ،ومقابرها مرمية على الأرض وعرضة للسرقة ،وإنها كانت تمتد حتى بوابة طبريا ،لافتا أن إسرائيل قصفتها مرارا إبان حرب عام 1973 وما تزال حفر الصواريخ ماثلة للعيان،وهي تطل على نهر اليرموك والحمّة السورية التي تشبه آثار جرش ،وتطل على بحيرة طبريا والباقورة المستعادة.
وقال د.ملاعبة أن إسم الأردن يعود إلى غور دان الغزير بالمياه في الجولان ويمر منه نهر دان،مضيفا أن إسرائيل ما بين 51-56 ضللت العالم بوجود الملاريا في بحيرة الحولة ،وتم تجفيفها بعد ذلك ،وقاموا بزراعتها بالأرز ،مشددا ان إسرائيل نهبت المياه الأردنية،وأن التقسيم بدأ إبان عهد روتنيبرغ عام 1921.
تحدث د.ملاعبة عن سبيل الحوريات في أم قيس الذي كان عبارة عن مقهى للجميلات من علية القوم ،كما تحدث عن المسارح المهملة في المدينة التي أسسها الإسكندر المقدوني 320 ق.م.،وبجانبها تمثال من الحجر المميز أحضروه من فرارا بإيطاليا ،ولا يوجد شبيه له في الأردن،مؤكدا ان حضارة الرومان كانت أكثر تقدما من حضارة العصر الحالي.
وقال أن مدينة أم قيس كانت تضم أقدم جامعة تخرج منها أعظم الفلاسفة والعباقرة والشعراء أبرزهم “أرابيوس”الذي نحت على الصخر” أيها المار من هنا،كما أنت الآن كنت أنا،وكما كنت أنا ستكون أنت ، فتمتع بالحياة فإنك فاني”،مشيرا أنها كانت تسمى مدينة الرخاء.
إستقبلنا جنود الكتيبة الملكية التاسعة المكلفون بحماية الباقورة ،التي كانت تسمى سابقا “البقرة “بتسكين القاف ،بمعنى بقرة اليرموك ،ولاحقا سميت بلدية سعد بن أبي وقاص ومساحتها 6 آلاف دونم ،قامت بريطانيا بشراء 820 دونما ،وباعتها للوكالة اليهودية التي منحتها بدورها لليهودي الأوكراني الذي أسس مشروع روتنبيرغ “كهرباء فلسطين “بحجة تزويد فلسطين والأردن بالكهرباء ،لكنه لا حقا زود فلسطين فقط.
تطل الباقورة على سلسلة جبال الناصرة بفلسطين وجبل “المجلّى”أو التجلي الذي تجلى فيه المسيح على حوارييه ال 12 ،وأخبرهم انه مغادر إلى السماء،وقدم د. ملاعبة شرحا وافيا عن الباقورة وعن معارك الفتح الإسلامي التي شهدتها المنطقة بقيادة سعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة عامر بن الجراح،وقدم لنا الرائد أسامة سالم الشرفات من الكتيبة الملكية التاسعة إيجازا عن الباقورة المستعادة ،وعن أهميتها تاريخيا وفي الوقت المعاصر، مؤكدا أن المزارعين الإسرائيليين الثلاثة الذين كانوا يزرعونها، قلعوا أشجار نخيل المجهور والأفاكودا بأيد تايلندية وزرعوها في النقب بعد أن تأكدوا من صلابة الموقف الأردني.
وأضاف أن إسرائيل إحتلت الباقورة عام 1950 وسقطت فيها كوكبة من الشهداء ،وتم إستعادتها عام 1994 بموجب معاهدة وادي عربة،وأن الجيش الأردني دخلها في 9-2-1995 عبر جسر خشبي معلق أنجزته فرقة الهندسة في ساعتين،وفيها بطبيعة الحال مشروع روتنبيرغ ،وتقع إحدى منشآته بجانب جسر الصنفرة الذي عبر منه الخليفة عمر بن الخطاب إلى القدس ،مشيرا أن قوة عربية قامت بتدمير مشروع روتنبيرغ بالإتفاق بين الأردن والجامعة العربية،مختتما أنها الآن خالية تماما من أي وجود إسرائيلي.
كلام الصورة
التعليقات مغلقة.