القمة الخليجية … فشل قياسي بسرعة قياسية

الأردن العربي – الأربعاء 11/12/2019 م …




قيل الكثير عن قمة الرياض لدول مجلس التعاون في الخليج ، ومن بين ما قيل انها ضربت الرقم القياسي من بين جميع القمم الخليجية السابقة من حيث الوقت الذي استغرقته، فلم يتجاوز هذا الوقت سوى 30 دقيقة بعد الخطاب الذي القاه الملك السعودي سلمان، الامر الذي اكد ان ملوك وامراء ومشايخ الخليج  لم يجدوا ما يستحق النقاش فيه.

كان المراقبون يتوقعون ان تشهد القمة اختراقا للازمة التي تعصف بالعلاقة بين السعودية والامارات والبحرين من جانب وبين قطر من جانب اخر، بعد ان شارك رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني بدلا من امير قطر تميم بن حمد، وبعد ان تناولت الامارات عن استضافتها للقمة الاربعين للسعودية من اجل ان تكون مقدمة لرأب الصدع في العلاقة بين قطر والدول المقاطعة لها.

يبدو ان الاستقبال الحار الذي حظي به رئيس الوفد القطري من قبل مضيفيه السعوديين والخطاب الاعلامي السعودي الذي تودد كثيرا “لـ “الشعب القطري الشقيق” و”بلدهم الثاني”، قد اخفى وراءه خلافات عميقة بين السعودية وبين حليفتيها الامارات والبحرين فيما يخص كيفية التعامل مع قطر، ففي الوقت الذي اعلن فيه وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، في مؤتمر صحفي عقب انعقاد القمة: “ان المفاوضات مستمرة، والدول الأربع تستمر في دعم هذه الجهود، وحريصون إن شاء الله على نجاحها، والأفضل أن يبقى الموضوع هذا بعيداً عن الإعلام”، وهو اعلان جاء ردا على إعلان وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حول مباحثات بلاده مع السعودية بشأن الأزمة الخليجية، والذي اكد فيه أن “الحديث لم يدر عن المطالب الـ13 التعجيزية لعودة العلاقات مع الدوحة، وأن المفاوضات تبتعد عنها”.

هذا الغزل، ان صح التعبير، بين السعودية وقطر، عكره كلام قاس صادر عن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي غرد قائلا: أن “أزمة قطر في تقديري مستمرة.. وان غياب الشيخ تميم بن حمد عن قمة الرياض مرده سوء تقدير للموقف يسأل عنه مستشاروه، ويبقى الأساس في الحل ضرورة معالجة جذور الأزمة بين قطر والدول الأربع”.

في ذات السياق كان وزير الخارجية البحريني خالد بن محمد آل خليفة، اكثر صراحة من قرقاش حيث قال: إن “عدم جدية قطر في إنهاء أزمتها واضحة”، وان “سلبيتها الشديدة والمتكررة بإرسال من ينوب عن أميرها دون تفويض لا يمكن أي يسهم في حل أزمتها”.

من الواضح ان الاسباب التي تقف وراء الخلافات التي تعصف بدول مجلس التعاون في الخليج ، هي ان وضع السعودية ليس بالوضع المثالي الذي يمكن في ظله ان تواصل سياساتها في المنطقة كما في السابق بعد او ورطها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مغامرات جعلت الازمات تحيط بالسعودية من كل جانب وفي مقدمتها الحرب العدوانية التي تشنها السعودية على الشعب اليمني، وسقوط سمعتها المدوي حتى لدى حلفائها بسبب سجلها السيىء في مجال حقوق الانسان بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وقمع الصحفيين والناشطين والناشطات ورجال الفكر وعلماء الدين، فهي تحاول حاليا ان تتحرر من بعض هذه الازمات وبسرعة قياسية تشبه السرعة التي افتعلتها، الامر الذي قد يدفعها ان تتجاهل كل الشروط الـ13 التي وضعها المقاطعون لاعادة العلاقة مع قطر، وهو ما يستفز مصر والامارات والبحرين.

في المقابل ترى قطر انه لا يكفي ان تتنازل السعودية عن شروطها الـ13 السابقة، من اجل تطبيع العلاقات الثنائية، ولا بد من ان تترجم الرياض اقوالها الى افعال، وترفع الحظر المفروض عليها جوا وبرا وبحرا، ويبدو انه السبب الاول والاخير الذي منع امير قطر من المشاركة بنفسه في قمة الرياض.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.