العقوبات الامريكية الاحادية تحولت الى مسخرة للتندر / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 12/12/2019 م …
لن يمر يوم والا نسمع فيه ان وزارة الخزانة الامريكية اصدرت قرارا بفرض عقوبات او حظر على هذه الدولة او تلك او على مؤسسات وشركات واشخاص في دول لاتروق سياستها للولايات المتحدة وحتى تلك التي لاعلاقة لها سواء كانت تلك العلاقة مالية او دبلوماسية مع واشنطن.
ولن تتوقف الولايات المتحدة الامريكية عند هذا الحد بل تحث حلفاءها الغربيين وتطلب من الدول السائرة في ركابها تطبيق تلك العقوبات وتنفيذها وهو حصل مع ناقلة نفط ايرانية تم احتجازها قرب مضيق جبل طارق من قبل السلطات البريطانية لكنه تم الافراج عنها بعد ان اتخذت ايران موقفا حازما ردا على القرصنة البريطانية واحتجزت ناقلة نفط بريطانية.
واشنطن تهدد و تحذر من انها سوف تعاقب كل من لا ينفذ الاوامر الامريكية وهي اوامر بعيدة كل البعد عن الاعراف والمواثيق الدولية وتدخل في اطار ” القرصنة الدولية” والاستهتار الامريكي لان مجلس الامن والامم المتحدة هي المعنية بفرض تلك العقوبات او الحظر وليس الولايات المتحدوحدها منفردة وهو اجراء مخالف لميثاق الامم المتحدة .
وتدلل هذه العقوبات غير القانونية المخالفة لابسط المواثيق الدولية على ان واشنطن تريد ان تطرح نفسها بديلا عن مجلس الامن الدولي بعد ان افشلت موسكو وبكين العديد من القرارات الامريكية والغربية التي تستهدف دولا ترفض الهيمنة الامريكية مستخدمة حق النقض ” الفيتو”.
ولن تتردد الولايات المتحدة من فرض اجراءات وعقوبات وحظر حتى لو كان مردوها سلبيا على الشعب المراد استهداف بلاده وهو ماحصل من اجراءات حظر ضد العراق قبل غزوه واحتلاله شمل حتى اقلام الرصاص التي يستخدمها الطلبة في المدارس العراقية فضلا عن المواد الطبية والغذائية في عملية بعيدة كل البعد عن اية مسميات انسانية واخلاقية وتواصل الحظر حتى اوجدت الولايات المتحدة اسبابا كاذبة وذرائع واوردت روايات مفبركة لغزو البلاد عام 2003 وتدميرها.
الشيئ الذي يؤكد سخرية مسؤولين مرموقين في دول العالم من اجراءات الحظر الامريكي الاحادية الجانب هو ما ورد مؤخرا على لسان عميد الدبلوماسية الروسية وزير الخارجية سيرغي لافروف حين قال متهكما و ساخرا في مؤتمر صحافي خلال زيارته الاخيرة لواشنطن بدعوة من حكومتها ” ان الادارة الامريكية منشغلة اما بالعقوبات والحظر على الاخرين واما بالحديث عن تدخل دول في الانتخابات الامريكية” وهي تهمة كاذبة تتردد على السنة العديد من المسؤولين الامريكيين وتعني بها موسكو .
سخرية العقوبات الامريكية وردت ايضا على لسان اكثر من دولة ومسؤول فقد وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرة العقوبات والحظرالامريكي على روسيا بانه كمن يطلق النار على نفسه وذلك في اشارة ذكية ان مردود هذه العقوبات السلبي هو الاخر سيكون على الولايات المتحدة نفسها وليس على الطرف المستهدف امريكيا .
وعندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على حزب الله سخر السيد حسن نصر الله من تلك العقوبات قائلا” لقد منعونا من دخول الولايات المتحدة وكاننا يوميا نتوجه بالزيارة لهذا البلد كما سخر من العقوبات المالية قائلا” مصارينا” غير موجودة في البنوك الامريكية وهم يعلمون ذلك.
اما فنزويلا وكوبا وايران وسورية وغيرها الكثير من الدول والشعوب فقد نالت من العقوبات الامريكية المجحفة الكثير لكنها لازالت على مواقفها الرافضة للهيمنة الامريكية ومحاولات فرض سياسة القطب الواحد سيئة الصيت .
وفي العراق لم يبق مسؤول تعرض للعقوبات او الحظر الامريكي جراء مواقفه المناهضة للسياسة الامريكية واسرائيل الا وتندر ساخرا من اجراءات الحظر الامريكي احادي الجانب.
وكان اخر ولن يكون الاخير من يسخرمن تلك الاساليب والعقوبات الامريكية المضحكة التي تحولت الى اشبه ب” المهزلة” قيس الخزعلي عندما اعتبر العقوبات التي فرضتها واشنطن عليه وعلى اخرين من قادة منظمة عصائب اهل الحق مؤخرا اعتبر ذلك بانه وساما له قد جاء متاخرا .
التعليقات مغلقة.