رسالة رئيس الاركان الاردني لنظيره السوري / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي* ( الأردن ) الخميس 24/9/2015 م …
في خطوة لافتة وجه رئيس هيئة الاركان الاردنية رسالة تهنئة للشعب والجيش ونظيره السوري بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك . وهي خطوة تحمل دلالات اقل ما يقال عنها بانها ايجابية ينتظر ان تفتح الافاق لعهد جديد من التعاون المشترك والثقة المتبادلة بين البلدين الشقيقن ( ان صحت الانباء عن ارسال الرسالة ) .
وهي بدون شك تعبر عن اشواق وتوق شعبنا الاردني للتلاحم والانصهار والتضامن والوقوف الى جانب شعبنا الشقيق في سورية الذي نرتبط معه باواصر الدم والجوار ,وبالمصير الواحد , والعدو المشترك والمصالح الاستراتيجية المتبادلة للشعبين والجيشين الشقيقين الذين يفترض ان يكونا قوة عربية واحدة لمجابهة التحديات والعدو الصهيوني المشترك , سيما ان للبلدين كانا جسدا ووطنا واحدا قبل مشرط سايكس بيكو الذي مزق هذا الجسد , ويمهد الذين وقفوا خلفه وحلفائهم للمزيد من التمزق و التفكك والتجزئة .
كما ان الخطوة تشكل مقدمة لهزيمة منكرة لكل مساعي ومؤامرات التفكيك والتجزئة لوطننا العربي ولمشروع ” الشرق الاوسط الجديد الذي بشرت به وزيرة الخارجية الاميركية اثناء العدوان الاميركي الصهيوني السافر على جنوب لبنان في ال 2006 .
تأتي هذه الخطوة في سياق التحولات الدولة والاقليمية التي افضت اليها الانتصارات والصمود الاسطوري للشعب والجيش والقيادة السورية , والتي شكلت منصة للتحولات الداعمة لمشروع التحرر الوطني ومناهضة مشروع القطب العالمي الاوحد والهيمنة والتفرد الاميركيين , وافضت الى ما آلت اليه الامور من تغيرات دراماتيكية
فقد جاء الاتفاق النووي الايراني ودول خمسة زائد واحد ” (او الاتفاق النووي الاميركي بصورة ادق ) تتويجا لكل التراكمات النضالية الكمية التي افضت لتحولات نوعية تاريخية رضخت بموجبه الامبريالية الاميركية الاطلسية للواقع الموضوعي , الذي تكرست بموجبه ايران قوة اقليمية اقتصادية وعسكرية وسياسية استراتيجية ورقما صعبا لا يمكن تجاوزه ولا تطويعه , متذكرين انها ستزداد قوة بعد الاتفاق وسيتعزز تحالفها المناهض للمشروع الاميركي , وسيزداد شراسة ونفوذا وقوة
وادراكا” من روسيا الدولة المركزية في مشروع مناهضة الهيمنة الاميركية بان اللحظة باتت مواتية وبان الادارة الاميركية لن تتوانى عن بذل الجهود لاذكاء حرب الاستنزاف ومحاولات اسقاط الدولة الوطنية السورية جاء التصعيد والتدخل العسكري بالتعاون مع الحلفاء الذين خاضوا النضال ضد المساعي الاميركية على مدار السنوات الماضية ايران والصين الامر الذي قلب الموازيين ومعادلات الردع والقوة مما دفع الادارة الاميركة وكل القوى الملحقة بها كفرنسا وبريطانيا لاعادة النظر والدفع باتجاه التسويات الدولية رضوخا للامر الواقع وسعيا وراء مصالحهم وتحقيق اقصى ما يمكن من مكاسب على مائدة التسويات
بات من الطبيعي والمنتظر ان تعقب رسالة الود من المقداد نائب وزير الخارجية السوري تجاه الاردن , والخطوة الاميركية لانهاء العدوان على سورية والسعي وراء التسويات ان يبادر كل المرتبطين عضويا بالادارة الاميركية بخطوات مماثلة , واستحقاقا لذلك اتت الرسالة والمبادرة الودية الايجابية المرحب بها على المستويين الشعبي الاردني والسوري على ما يبدو
نصر سورية ومحور المقاومة وشيك جدا والتحولات القادمة تفرض على من يمتلك البصيرة والرشد السياسي ويتطلع للمستقبل بعين المبصر ان يدير دفته السياسية للاتجاه الصائب.
*عميد متقاعد في الجيش الأردني وقيادي شيوعي
عمان 24 / 9 / 2015
التعليقات مغلقة.