واشنطن تقلب صفحات تاريخ “العثمانيين الاسود” وتتناسى “سجلها الدامي” / كاظم نوري

نتيجة بحث الصور عن كاريكاتير ترامب واردوغان

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 14/12/2019 م …




عندما تبحث عن صفحات سوداء في التاريخ يفترض ان تكون صفحات تاريخك ناصعة البياض لا سوداء هي الاخرى واكثر  عتمة وسوادا من  تاريخ من تبحث في صفحاتهم  بل اكثر دمارا وقتلا وتشريدا ونهبا  وانتهاكا لحقوق الانسان .

بالامس صدر مشروع او قانون او فرمان سمه ماشئت عن البيت  الابيض ” كونغرس او مجلس الشيوخ  او سناتورات وما اكثر المسميات التي يتبجح بها الغرب الاستعماري على انها دليل للديمقراطية الزائفة ” .

 يتحدث  المشروع  او القانون  ويعترف بمجازر الارمن والضحايا البشرية  في عهد الامبراطورية العثمانية وهو ما اثار غضب تركيا التي تعتبر هذا الموضوع ” موضوع ابادة الارمن خطا احمر” لايجوز التحدث عنه” وهو اكثر ما يستفز انقرة وريث عاصمة الامبراطورية العثمانية التي ارتكبت تلك المجزرة المروعة والتي تواصل ارتكاب المجازر في سورية وغيرها بالمنطقة وتحتل قواتها الغازية مدنا سورية وعراقية  وتتدخل في ليبيا عسكريا  بحجة مكافحة الارهاب  وسط صمت دعاة الحرية للشعوب وعلى راسهم راعية الارهاب الولايات المتحدة حليف تركيا  المعتدية  العضو الفاعل في حلف ” نانو العدواني .

الولايات المتحدة الامريكية التي تتحدث عن  مجازر ارتكبها الاخرون عليها ان تعرف حجمها الحقيقي وكم من المجازر ارتكبت ضد الشعوب في القارات الثلاث ولم يبق شعب الا وكان ضحية للاستهتار الامريكي بدءا من شعب فيتنام البطل الذي مرغ انوف الامريكيين بالوحل وحرر سايغون في نيسان عام  1975 واعاد توحيد فيتنام  شمالها  وجنوبها بعد تضحيات جسيمة تقدر بنحو 3 ملايين وفق المصادر  بين عسكري ومدني وهو رقم يتجاوز عدد ضحايا مجزرة الارمن التي ارتكبتها الامبراطورية العثمانية  مرورا بشعوب قارة امريكا اللاتينية  والقارة الافريقية واسيا وحتى اوربا.

تاريخ الولايات المتحدة  وصفحاته   السوداء يحتل مركز الصدارة في العالم ووصل الحال ان استخدمت حتى الاسلحة النووية ضد الشعب  الياباني خلال الحرب العالمية الثانية وان هيروشيما وناغازاكي لازلتا تتذكران مجزرة الامريكيين الذين يقلبون صفحات الاخرين السوداء دون ان يلتفتوا الى ” صفحاتهم  التي يغطيها ” الزفت”.

 ما بعد وقبل الحرب العالمية الثانية ارتكبت  القوات الامريكية  مجازر ودمار يندى لهما جبين ”  سماسرة البيت  الابيض وحتى المتاحف والمدن الاثرية لم تسلم من جرائم الامريكيين ومدينة دريزدن الالمانية التاريخية التي قصفها الطيران الحربي الامريكي في الحرب الكونية الاخيرة نكاية لوقوعها بيد قوات  الجيش الاحمر السوفيتي في حينها  رغم ان الحرب كانت قد وضعت اوزارها مما يؤكد الحقد الامريكي والغل الذي يعتمل في ادمغة  قادة لايقلون اجراما عن النازيين.

صفحة من صفحات تاريخ هذه  الدولة الاجرامية لازالت ماثلة للعيان  ولن تطويها احداث متعاقبة اتسمت بالاجرام كان ضحيتها شعب العراق منذ  غزوالعراق واحتلاله عام 2003  وحتى كتابة هذه السطور.

في الرضوانية وهي منطقة  قريبة من بغداد كانت القوات الغازية تطلق النار ليلا حتى الاشجار و على العشب الذي تداعبه نسيمات الهواء ويتحرك  وفق مصادر عراقية  وشهود عيان في المنطقة ظنا من هؤلاء الاوباش القادمون من وراء المحيطات ان هناك بشرا يتحرك فضلا عن استخدام اسلحة محظورة دوليا كان من نتائجها الولادات المشوهه في وسط وجنوب العراق وانتشار امراض السرطان وامراض اخرى دخيلة على البلاد .

اما سجن ابو غريب وسجون بوكا في البصرة وغيرها  من السجون التي شيدها  الغازي الامريكي في العراق  فكانت تغص بالسجناء والمعتقلين وقد تعرض الكثير من هؤلاء السجناء الى عمليات تعذيب جسدي اكدته حتى صحف الغرب الاستعماري من بينها تعرض السجناء الى عمليات الصعق بالكهرباء اما اعداد الذين قتلوا في العراق جراء الغزو واستمرار التامر الامريكي على العراق و ما يطلقون عليها فرق الحمايات  التي دخلت مع قوات الغزو والاحتلال الامريكي ومشروع داعش الارهابي  فقد يتجاوز حتى  مجازر الارمن التي  ارتكبتها قوات تابعة   للامبراطورية العثمانية بمرات عديدة.

ان اخر من يحق له التحدث عن مجازر ترتكب في عالمنا اليوم  هي الولايات المتحدة  لانها  صاحبة الرقم القياسي في ارتكاب المجازر حتى في سورية وهي تتقاسم الجرائم في المنطقة مع حلفائها وفي المقدمة تركيا التي استفزها الاعتراف الامريكي بارتكاب جريمة مجزرة الارمن ودعت سفير الولايات المتحدة في انقرة احتجاجا على ذلك وفق مصادر صحافية .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.