تحليل سياسي – عسكري هام … محور ( روسيا ايران سورية حزب الله ) انتصر في سوريا

 

الأردن العربي ( الخميس ) 24/9/2015 م …

*القوات الروسية تأتي بالطائرات واسلحة جديدة …

*اميركا مذهولة واصبحت تحت الامر الواقع

التطورات السورية دخلت منعطفاً هاماً خلال الاسابيع الماضية مع قرار روسي بالتدخل المباشر في الأزمة السورية مما أذهل الولايات المتحدة الأميركية وكل المراقبين.

فبعد سقوط إدلب وجسر الشاغور وسهل الغاب ووصول الارهابيين الى جورين البلدة العلوية القريبة من الساحل السوري في اللاذقية، وبالاضافة الى سيطرة الارهابيين على مطار الظهور العسكري والاخفاقات في جوبر وداريا وعدم حصول اي تقدم عسكري كما ان منطقة الزبداني لم يتم تطهيرها بالشكل الكامل بسبب عملية وقف اطلاق النار التي جرت وشملت كفريا والفوعة الشيعيتين اللتين تتعرضان لهجمات من الارهابيين كما ان درعا المدينة أصبحت في يد الارهابيين والجيش السوري يطوّقها وكذلك باتن السويداء مهتزة والأمور تغيّرت ولم يعد الحماس لدى الأهالي للقتال كما كان قبل معركة مطار الثعلة.

وبالتزامن مع هذه التطورات فقد شهدت جرود شبعا تحركات ارهابية بالتزامن مع تحركات للارهابيين في حضر ومنطقة القنيطرة. كل هذه التطورات العسكرية حملت النظام السوري على طرح ما يجري على حلفائه، وتلقت المخابرات الروسية تقارير عن الوضع العسكري المتراجع في دمشق من قبل النظام، هذه التقارير وصلت الى الرئيس الروسي بوتين الذي قد اتخذ قراراً بتطوير دعمه للجيش السوري من الذخيرة والسلاح الى الدخول المباشر عسكرياً على الساحة السورية، فأرسل طائرات وقوات دولية ودبابات وراجمات صواريخ ومصفحات وانقلب الموقف في دمشق وتفاجأت واشنطن وخسرت السعودية وتركيا وقطر رهانها على سقوط الرئيس السوري بشار الأسد وأصبح هو الأقوى لأنه بات يملك غطاء جوياً ومساندة جديدة لقواته وعندما يرسل الرئيس الروسي بوتين سوخوي 35S وهي احدث طائرة في سلاح الجو الروسي معنى ذلك انه قرر خوض المعركة ضد «داعش» و«النصرة» والارهاب ويعدّل موقف جنيف وهو ما حسم بالاساس مكافحة الارهاب قبل الحل السياسي أو بعده، ولكن ضرب الارهاب هو تعزيز لموقف الرئيس بشار الأسد كما ان حزب الله سيبدأ بسحب وحداته من سوريا اذا تقدم الجيش العربي السوري تحت غطاء جوي روسي ويكون حزب الله قد أدى واجبه بدعم النظام السوري وسيبقى في سوريا طالما الحاجة بقيت اليه.

اما بالنسبة للميليشيات الشيعية فستنسحب كلها، وبالنسبة للحرس الثوري الايراني لن يبقى على الساحة السورية الا مستشارين عسكريين ايرانيين. اما القوة البرية الكبرى فهي الجيش العربي السوري ويسانده 40 طائرة روسية حديثة جداً وهذه القوة البرية الجديدة قادرة على ضرب «داعش» و«النصرة» وقوى الارهاب. اما اميركا وفرنسا وبريطانيا فلم تستطع فعل أي شيء، فالطائرات الروسية على مدارج المطارات السورية وستبدأ بعد اسبوع او عشرة ايام بعمليات القصف.

ـ الدعم الروسي على الارض ـ

وكانت سوريا قد تسلمت من حليفتها موسكو مقاتلات وطائرات استطلاع فضلا عن معدات عسكرية لمساعدتها في محاربة المتطرفين في مؤشر لدور روسي اكثر تأثيرا في النزاع السوري.

وأفادت مصادر عسكرية سورية امس ان الجيش السوري «بدأ باستخدام» اسلحة روسية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، في وقت تتهم واشنطن موسكو بتعزيز تواجدها العسكري في سوريا التي تعصف فيها حرب دموية.

وقال مصدر عسكري سوري رفيع المستوى، بدون كشف اسمه، «نستطيع تأكيد وصول خمس طائرات روسية على الأقل وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع يوم الجمعة الماضي» الى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية.

وأضاف المصدر «بدأ يظهر أثر السلاح الروسي على الأراضي السورية، وافتتح الجيش السوري استخدامه لهذه الأسلحة في مدينتي دير الزور والرقة تحديدا في استهدافات على أرتال لتنظيم الدولة الإسلامية».

وقتل ما لا يقل عن 38 من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية الاثنين في ضربات جوية «محددة» شنها الطيران الحربي السوري على مواقع للمتطرفين في وسط البلاد، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس.

واشار المصدر العسكري الرفيع المستوى الى «أسلحة نوعية لديها إصابة دقيقة للهدف، ولدى بعضها صواريخ موجهة عن بعد»، لافتا الى انها «اسلحة دفاعية وهجومية ولا تقتصر على الطائرات».

وبحسب المصدر، يرافق المقاتلات الروسية «طائرة شحن كبيرة وطيارون روس مهمتهم تدريب الطيارين السوريين».

وأكد ان الجانبين الروسي والسوري «لا يخفيان وجود عدد من الضباط أو الجنود الروس» مهمتهم تدريب نظرائهم على الاسلحة الجديدة.

وأكد مصدر عسكري آخر في مدينة اللاذقية انه بالاضافة الى الطائرات المقاتلة «وصلتنا أيضا أسلحة استطلاع جديدة تساعد في تحديد مكان الهدف بدقة متناهية (…) بالإضافة إلى رادارات مرافقة لها ومناظير ليلية».

ووفق المصدر ذاته فانه «منذ نحو عشرين يوما بدأت القوات البرية في المنطقة الشرقية تلاحظ فرقا كبيرا في العمليات العسكرية، وأصبحت القوات البرية مرتاحة أكثر بسبب التغطية الجوية التي تصيب أهدافها بدقة».

من جانبها، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن صورا جديدة التقطتها الأقمار الصناعية تظهر فيما يبدو قوات روسية تطور قاعدتين عسكريتين أخريين في سوريا.

وقالت الصحيفة إنها شاهدت الصور لدى نشرة آي.إتش.إس جينز للمعلومات الدفاعية وأضافت أن عمليات التطوير التي لم يكشف عنها من قبل تجري قرب ساحل سوريا على البحر المتوسط.

لكن سوريا بمقدورها حسم الحرب وهزم العدوان في أسرع وقت لو أنها أمكن لها أن تعدم إمكانية الخصم على التحرك في أنفاقه تحت الأرض. وروسيا تمتلك الأداة لذلك.

فروسيا تمتلك، كما تمتلك الولايات المتحدة، قنابل موجهة تسمى بالإنكليزية Bunker Buster أو «مدمرة الأقبية المحصنة» قادرة على تدمير أية منشأة أو نفق أو مستودع على عمق قد يبلغ أكثر من عشرين متراً تحت الأرض. وليست أنفاق إرهابيي سورية أعمق من بضع أمتار في أفضل حال. وقد استعملت الولايات المتحدة هذه القنابل في أكثر من حرب في يوغسلافيا وأفغانستان والعراق، ولعل جريمة تدمير ملجأ العامرية في بغداد عام 1991 والتي قتل فيها ألف عراقي من النساء والأطفال، من طائرة أمريكية إنطلقت من جزيرة العرب العربية، أفضل شاهد على قدرة تلك القنابل في الإختراق والتدمير.

وتمتلك روسيا سلسلة من هذه القنابل الموجهة بالليزر بأحجام مختلفة أي بقدرة تدمير تتناسب مع حجم كل قتبلة. ونعرض من هذه السلسلة نموذجاً واحداً للتوضيح وهي القنبلة المسماة KAB-1500L-Pr والتي تزن الفاً وخمسمائة كغم وتحمل رأساً مدمراً وزنه ألف كغم ويمكن لها أن تخترق مابين 10 إلى 20 متراً من الأرض أو مترين من الخرسانة المسلحة. ويمكن إطلاقها من قبل سوخوي 24 أو سوخوي 27 وتبلغ دقتها في الإصابة 7 أمتار.

وحيث إن سوريا تمتلك طائرات سوخوي 24 فإن كل ما تحتاجه هو امتلاكها لهذه القنابل لكي تقلب ميزان المعركة بالكامل.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.