انتخابات بريطانيا الاخيرة مسرحية في بلاد الديمقراطية / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 20/12/2019 م …
من منا كان ومازال يتغزل بنزاهة وديمقراطية ” الانتخابات” في بريطانيا ويعتبرها مثالا يحتذى في مبادئ المصداقية والثقة واذا بنا نفاجا كما ابلغني احد الذين صوتوا في الانتخابات الاخيرة حول” خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي بان هناك ” اقلام رصاص” عادية كانت موجودة على الطاولة الى جانب قوائم يدون فيها الناخب اسم ممثل الحزب الذي يختاره واذا بالنتيجة تصب في خدمة حزب المحافظين الداعي الى الانسحاب من الاتحاد الاوربي وخسارة حزب العمال الرافض لذلك و الداعي في حملته الانتخابية الى وقف ارسال الاسلحة الى المنطقة وتحديدا وقف بيعها الى السعودية في حربها العدوانية ضد اليمن المستمرة للعام الخامس على التوالي.
بالرغم من انني لست ميالا او واثقا من شعارات انتخابية رددها زعيم حزب العمال الذي انجب شخصا مثل توني بلير كقائدا للحزب والحكومة ارتكب الجرائم في العراق ووقف كتفا الى كتف مع بوش الابن رئيس الولايات المتحدة الامريكية في غزوها واحتلالها وتدميرها البلاد عام 2003.
وقلم الرصاص هذا الذي يدون فيه الناخب البريطاني من يختار يمكن ان تستخدم ” ممسحة عادية” لازالة كتابته دون عناء في الوقت الذي تستخدم في بلداننا انواعا مختلفة من الاحبار التي يصعب ازالتها فضلا عن تلطيخ الاصابع كل هذا يجري وتتم عمليات التزوير في الانتخابات وقد حصل ذلك في العراق وغيره فكيف الحال باستخدام اقلام الرصاص العادية التي يستخدمها الطلبة في الابتدائية لسهولة مسحها وهو ماجرى في الانتخابات الاخيرة التي حسمت موقف بريطانيا من عضوية الاتحاد الاوربي التي تحدث عنها ذلك الذي ادلى بصوته في منطقة” نورث هولد” الواقعة ” غرب العاصمة البريطانية لندن” واستخدم قلم الرصاص لتدوين اسم من يرغب في انتخابه ” وهو يسخر ؟؟
ما السر في صمت المواطن البريطاني على كل ذلك ؟؟ هل انه ساذج لايفقه ام انه واثق من حكومة بلاده الى هذا الحد الذي يرى فيه ويسمع ان هناك رايا عاما في بلاده لايستهان به يصر على البقاء في الاتحاد الاوربي لتات النتائج عكسية تماما بوجود ” قلم الرصاص” ليتصدر حزب المحافظين الانتخابات وفق ما تراه ” الدولة الخفية” التي تسعى كما يبدوا الى ذلك تناغما مع توجهات البيت الابيض التي عبرعنها الرئيس الامريكي دونالد ترامب مرارا.
بعد كل الذي لمسناه في الانتخابات الاخيرة التي جرت هذا الشهر في بريطانيا والشكوك التي تراود الكثيرين بعدم نزاهتها يمكننا القول ان “لديمقراطية” التي يتبجحون بها ما هي الا شعارات كاذبة للاستهلاك المحلي خاصة بوجود ” اقلام الرصاص” التي يمكن التلاعب بالاسماء بما يدون بها بسهولة ودون عناء.
اما الحبر او الاحبار التي تستخدم في انتخابات تجري في بعض من دول منطقتنا التي غزتها ” ديمقراطيات الغرب المستوردة” تبقى الشكوك تراودنا ايضا في تزويرها حتى لو فرضوا على المواطن ان يلطخ ” وجهه” هذه المرة وليس فقط اصابعه بالحبر المستورد من بلاد الغرب .
لاديمقراطية نزيهه في بلاد الغرب وان السائد كما يبدوا هو ” اتريد ارنب اخذ ارنب اتريد غزال اخذ ارنب “.
وعاش ” قلم الرصاص” نصير الديمقراطية وحاميها؟؟؟ ديمقراطية عشناها في العراق مفخخات وتفجيرات وقتل وتدمير وسرقات ولصوصية وفساد مالي واداري ونهب للثروات طيلة عقد ونصف من السنين وفي كل بلد يفرض الغرب والولايات المتحدة الهيمنة عليه لسرقة ثرواته .
ديمقراطية سرقة نفط سورية ومحاولة فرض الهيمنة التامة على العراق وعرض مسالة تنازل العراق عن نصف مخزونه النفطي للولايات المتحدة مقابل االمساهمة في اعادة اعمار البلاد وهو عرض جاء من قبل السمسار ترامب الى حكومة العراق الذي جوبه بالرفض وفق ما صرح به مسؤول عراقي.
التعليقات مغلقة.