موسى عباس يكتب: لماذا تُرشّح الإدارة الأمريكية نواف سلام لرئاسة وزراء لبنان؟
موسى عبّاس ( لبنان ) – الجمعة 20/12/2019 م …
أوّل من رشّح السيّد نوّاف سلام ليكون رئيساً لوزراء لبنان خلفاً للرئيس سعد الحريري هو رئيس حزب الكتائب النائب “سامي الجميِّل”
وفي مقابلة تلفزيونية معه أعلن أنّه لم يلتق به شخصيّاً ولم يتصّل به ويتحدّث معه إلاّ بعد أن طرح إسمه ليكون بديلاً عن الرئيس سعد الحريري وأنّ السيد نواف سلام اتصل به ليشكره على طرح اسمه وعلى ثقته به.
يريدنا رئيس حزب الكتائب اللبنانية صاحب النظريّة العسكريّة الإستراتيجية في كيفية مواجهة الجيش الصهيوني في حال اعتدى على لبنان،تلك النظريّة التي عُرِفت حينها وأصبحت سلعةً للتندُّر باسم نظريّة “الناظور”، سعادته يريد منّا أن نُصدّق أنّ الوحي نزل عليه وألهمه أن يُرشّح السيّد نواف سلام ليتولى إدارة شؤون لبنان وأن نُصدّق أن الأمريكيين ليسوا هم من دفعوا به لإعلان هذا الترشيح المُستفِز لغالبية لبنانية وذلك لجسّ النبض ولرؤية ردّة فعل الأطراف السياسية على أرض الواقع.
من هو السيّد “نوّاف سلام”؟
وُلد نوّاف عبدالله سلام في بيروت في 15 كانون الأول 1953
جدّه المرحوم سليم سلام مؤسس ” الحركة الإصلاحية في بيروت”في أواخر الحكم العثماني للبنان، انتُخب نائباً عن بيروت في مجلس”المبعوثان” عام 1912.
عمُّه “صائب سلام” الذي تولى رئاسة الحكومة اللبنانية اربع مرات ما بين 1952 و1973
إبن عمّه “تمّام سلام” الذي تولى رئاسة الحكومة ما بين 1914 و1916.
– نال دكتوراه في التاريخ من جامعة “السوربون”
عام 1979, وشهادة ماجستير في القوانين من كليّة الحقوق في جامعة “هارڤرد” في بريطانيا
عام 1991. وشهادة العلوم السياسيّة عام 1992 مو معهد العلوم السياسية في “باريس”عام 1992.
-حياته العملية والمهنيّة:
تنقّل في عمله المهنيّ الجامعي ما بين ” جامعة السوربون وجامعة هارڤرد والجامعة الأمريكية في بيروت التي تولّى فيها منصب “مدير دائرة العلوم السياسية والإدارة العامّة ما بين 2005 و 2006.
– في شهر تمّوز من العام 2007 وحتى كانون الأوّل 2017 شغل منصب المُمثّل الدّائم للبنان في “هيئة الأمم المتحدة”.
– يشغُل حاليّاً منصب قاضي في “محكمة العدل الدولية في لاهاي”.
– لماذا ترفض الغالبية النيابية أن يكون نواف سلام رئيساً للوزراء في لبنان؟
أُعلِن في لبنان عن قدوم نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي “دايڤيد هيل” المعروف بتأييده الشديد للكيان الصهيوني وتمّ الإعلان عن أنّ الزيارة هي لتسويق اسم “نوّاف سلام”
لمنصب رئيس وزراء لبنان وأنّه مرشّح “واشنطن”، وبالتأكيد أنّ هذا الترشيح من قبل الأمريكيين غير مقبول من قبل الغالبية النيابية
“حزب الله وحلفائه”.
كذلك فإن بعض جماعات ” الحراك الشعبي”المعروفة بارتباطها بالسفارة الأمريكية سوّقت ل”نوّاف سلام” على أساس أنّه من الشخصيّات التي يُمكن ان ينطبق عليها صفة “التكنوقراط”.
وبما أنّ الأمريكيين يعتبرون أن”حزب الله” في موقع الدّفاع على أساس أنه مُحاصر بالعقوبات الأمريكية وأنّه لن يستطيع الإستمرار في مواجهة الضغوطات الخارجية عليه وعلى لبنان، لذلك توهَموا أنّه سيوافق على مشروعهم، وتناسوا أنّ الواقع اليوم هو ليس الواقع الذي كان موجوداً عام 1982 بعد الإجتياح الصهيوني للبنان وفرضهم “بشير الجميّل ” رئيساً للجمهورية كما فرضوا بعد مقتله أخيه “أمين الجميّل ” .
بناء على تاريخ السيّد نواف سلام في الأمم المتحدة التي لم تكن بالمستوى المطلوب من مُمثّل بلد يُعتدى عليه باستمرار وتستباح أراضيه وأجواؤه وبحره من قبل جيش الصهاينة كم يرى العديد من المراقبين لأدائه أثناء تولّيه لهذا المنصب إضافةً وهذا الأهم إلى إعتبار ترشيحه ” مشروع فتنة” نظراً لتبنّي الإدارة الأمريكية لهذا الترشيح لا سيّما أنّ هذا الترشيح يُطرح معه أسوء مشروع لتدمير الكيان اللبناني نهائياً وهو توطين اللاجئين الفلسطينيين لتمرير “صفقة القرن”، كما فرض توطين النازحين السوريين لإبقائهم وسيلة ضغط دائمة على النظام السوري.
تلك هي أسباب كافية لرفضه ولعدم القبول به رئيساً للحكومة في مثل الظروف الصعبة التي يمُر فيها لبنان لناحية الإنقسام السياسي الحّاد كما بسبب السياسات الإقتصادية والمالية السيئة التي تراكمت على مدى ثلاثين عاماً منذ أوّل حكومة ترأسها الرئيس “رفيق الحريري” وحتى الحكومة الحالية التي ترأسها ولده”سعد الحريري ” والذي لم يفلح يوماً بإدارة شؤون البلاد لما فيه مصلحة الشعب الذي يزداد واقعه الإجتماعي والإقتصادي سوءاً وتدهوراً نتيجة الفساد الذي استشرى في جميع المجالات والنواحي حتى أصبح أمراً واقعاً ينطبق عليه المثل الشهير : “فالج لا تعالج”.
لذا لا يمكن ان تقبل تلك القوى المناوئة للسياسات الأمريكية أن يصبح أي شخص قد يسعى لتنفيذ رغبات الأمريكيين التي هي بالتأكيد طموحات الصهاينة رئيساً لوزراء لبنان.
التعليقات مغلقة.